الكتاب التاسع: كتاب الطعام - صنوف الأطعمة

صنوف الأطعمة

بين عمر بن الخطاب والأحنف قال أبو محمد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدّينوريّ رحمة اللّه عليه: قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه للأحنف: أيّ الطعام أحبّ إليك قال: الزّبد والكمأة. فقال عمر: ما هما بأحبّ الأطعمة إليه، ولكنه يحبّ الخصب للمسلمين.

الأحنف والتمر والزبد قال الأصمعيّ: قال رجلٌ في مجلس الأحنف: ليس شيءٌ أبغض إليّ من التمر والزّبد. فقال الأحنف: ربّ ملومٍ لا ذنب له.

الحجاج والزبد والتمر عن أبي عمرو بن العلاء قال: قال الحجّاج لجلسائه: ليكتب كلّ رجلٍ في رقعةٍ أحبّ الطعام إليه ويجعلها تحت مصلاّي. فإذا في الرّقاع كلّها الزّبد والتمر.

لمدني في الكبادات عن الأصمعيّ قال: قال مدنيّ: الكبادات أربع: العصيدة والهريسة والحيسة والسّميذة.

بين مالك بن حقبة وحسان بن الفريعة في الحيس عن الأصمعيّ عن حزم قال: قال مالك بن حقبة لحسّان بن الفريعة: ما تزوّدت إلينا قال: الحيس. قال: ثلاثة أسقية في وعاء.

لبعض الأعراب يشتهي طعاماً قال الأصمعيّ: قال بعض لأعراب: أشتهي ثريدةً دكناء من الفلفل، رقطاء من الحمّص، ذات جفافين من اللحم، لها جناحان من العراق، أضرب فيها ضرب وليّ السّوء في مال اليتيم.

لابن الأعرابي في اللحم وقال ابن الأعرابيّ: يقال: أطيب اللحم عوّذه. أي أطيبه ما ولي العظم، كأنه عاذ به.

بين الفرزدق ويحيى بن الحصين بن المنذر عن أبي عبيدة قال: مرّ الفرزدق بيحيى بن الحصين بن المنذر الرّقاشيّ، "ف"قال له: هل لك يا أبا فراسٍ في جديٍ سمين ونبيذ زبيبٍ جيّد فقال الفرزدق: وهل يأبى هذا إلا ابن المراغة! يعني جريراً.

بين الأحوص وجرير وقال الأحوص لجرير: ما تحبّ أن يعدّ لك: قال: شواءٌ وطلاءٌ وغناءٌ؛ قال: قد أعدّت لك.

بين المدني اشتهى الكشك وصديق له وقال مدنيّ لصديق له: واللّه أشتهي كشكيّةً، ومدّ بها صوته فخرجت منه ريح؛ فقال له: ما أسرع ما لفحتك يابن عمّ.

لشيخ مدني وعن الأصمعيّ قال: قال شيخ من أهل لمدينة: أتيت فلاناً فأتاني بمرقةٍ كان فيها مسقّى، فلم أر فيها إلا كبداً طافيةً، فغمست يدي فوجدت مضغة، فمددتها فامتدّت حتى كأني أزمر في ناي.

بين كسرى وأعرابي أدخل أعرابيّ على كسرى ليتعجّب من جفائه وجهله؛ فقال له: أيّ شيء أطيب لحماً قال: الجمل. قال: فأيّ شيء أبعد صوتاً قال: الجمل قال: فأيّ شيء أنهض بالحمل الثقيل قال: الجمل. قال كسرى: كيف يكون لحم الجمل أطيب من البطّ والدّجاج والفراخ والدّرّاج والجداء قال: يطبخ لحم الجمل بماءٍ وملح، ويطبخ ما ذكرت بماءٍ وملح حتى يعرف ما بين الطعمين. قال: كيف يكون الجمل أبعد صوتاً ونحن نسمع الصوت من الكركيّ من كذا وكذا ميلاً قال الأعرابيّ: ضع لكركيّ في مكان الجمل في مكان الكركيّ حتى تعرف أيّهما أبعد صوتاً. قال كسرى: كيف تزعم أنّ الجمل أحمل للحمل الثقيل ولفيل يحمل كذا وكذا رطلاً ليبرك الفيل ويبرك الجمل وليحمل على الفيل حمل الجمل، فإن نهض به أحمل للأثقال.: لجعفر بن سليمان عن جعفر بن سليمان قال: شيئان لا يزهدهما كثرة النفقة طيباً: الطّيب والقدر، ولكن تطيّبهما إصابة القدر.

أبو عبد الرحمن الثوري والرؤوس وفيما أجاز لنا عمرو بن بحر الجاحظ من كتبه قال: كان أبو عبد الرحمن الثوريّ يعجب بالرؤوس ويصفها، ويسميّ الرأس عرساً لما تجمّع فيه من الألوان الطيّبة، وكان يسميّه مرّةً الجامع ومرّةً الكامل، ويقول: الرأس شىء واحد وهو ذو ألوانٍ عجيبةٍ وطعومٍ مختلفةٍ؛ وكلّ قدرٍ وكلّ شواءٍ فإنما هو شىء واحد، والرأس فيه الدماغ وطعمه مفرد، والعنيان وطعمهما مفرد، "وفيه الشحمة التي بين أصل الأذن ومؤخر العين وطعمها على حدة " على أن هذه الشّحمة "خاصةً" أطيب من المخّ وأنعم من الزّبد وأدسم من السّلاء، ثم يعدّ أسقاطه كلها.

ويقول: الرأس سيدّ البدن وفيه الدّماغ وهو معدن العقل ومنه يتفرّق العصب الذي فيه الحسّ، وبه قوام البدن، وإنما القلب باب العقل؛ كما أنّ النفس هي المدركة والعين هي باب الألوان، والنفس هي السامعة الذائقة وإنما الأنف والأذن بابان ولولا أنّ العقل في الرأس لما ذهب العقل من الضربة تصيبه؛ وفي الرأس الحواسّ الخمس.

وكان ينشد:

همو ضربوا رأسي وفي الرأس أكثري

 

وغودر عند الملتـقـى ثـمّ سـائري

وكان لا يشتري الرأس إلا في زيادة الشهر لمكان زيادة الدماغ ولا يشتريه إلايوم السبت لأن الرؤوس يوم السبت أكسد للفضلات التي تبقى في منازل التّجار عن يوم الجمعة وكان إذا فرغ من غدائه يوم الرأس، عمد إلى القحف وإلى اللّحيين فوضعه قرب بيوت النمل والذّر فإذا اجتمعن عليه أخذه ونفضه في طستٍ فيه ماء ولا يزال يعيد ذلك على تلك المواضع حتى يقلع النمل والذّر من داره، فإذا فرغ من ذلك ألقاه مع الحطب فاستوقده في التّنور.

في الأرز الأبيض بالسمن الأصمعيّ قال: قال أبو صوّارة أو ابن دقّة: الأرز الأبيض بالسّمن المسّلي بالسكر الطّبرزذ، ليس من طعام أهل الدنيا.

أطول الليالي قال:وقال أبو صوّارة أو ابن دقّة: أطول الليالي ثلاث: ليلة العقرب، وليلة الهريسة، وليلة جدّة إلى مكة.

لأبي كامل بن الزبد الأصمعيّ عن جعفر بن سليمان قال: قال أبو كامل مولى عليّ رضي اللّه عنه: أطعموني حفنة زبدٍ ثم اختموا سراويلي ثلاثاً.

بين الثوري ورجل وقال رجل للثّوريّ: في حديث: "إن اللّه يبغض البيت اللّحم" فقال: ليس هو الذي يؤكل فيه اللحم، وإنما هو الذي يؤكل فيه لحوم الناس.

للنبي صلى اللّه عليه وسلم في التمر عن أبي الصّدّيق الناجي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "خير تمراتكم البرني يذهب بالداء ولا داء فيه" لعمر في العصيدة وعن ابن عمر عن عمر أنه قال: يا غلام أنضج العصيدة تذهب حرارة الزيت.

للنبي صلى اللّه عليه وسلم في التمر أيضاً وعن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "بيتٌ ليس فيه تمر جياعٌ أهله" أيضاً في التمر

شيخٌ من أهل البادية قال: أضافنا فلان فأتانا بحنطة كأنها مناقير الغربان، وتمرٍ كأنه أعناق الوزّ يوحل فيه الضّرس.

الأصمعيّ قال: قال أعرابيّ: تمرنا جرد فطسٌ يغيب فيه الضّرس، كأن نواه ألسن الطير،تضع التمرة في فيك فتجد حلاوتها في كعبيك.

الأصمعيّ عن أبيه قال: أسر رجلٌ رجلين في الجاهلية فخيّرها بم يعشّيهما، فاختار أحدهما اللحم واختار الآخر التمر، فعشيّا وألقيا في الفناء وذلك في شتاءٍ شديدٍ، فأصبح صاحب اللحم خامداً، وأصبح صاحب التمر تزرّ عيناه.

وقال غير الأصمعيّ: قيل لأعرابيّ: ما رأيك في أكل الجريّ قال: تمرة نرسيانةٌ غرّاء الطّرف صفراء السائر عليها مثلها زبداً أحبّ إليّ منها. ثم أدركه الورع فقال: وما أحرّمهما.

وقال بعض الأعراب:

ألا ليت لي خبزاً تسربل رائبـاً

 

وخيلاً من البرنيّ فرسانها الزّبد

قال: ورأى أعرابيٌّ دقيقاً وتمراً فاشترى التمر؛ قيل له: كيف وسعر الدقيق والتمر واحد! قال: إنّ في التمر أدمه وزيادة حلاوةٍ.

عن زياد النّميريّ قال: قالت عائشة: من أكل التمر وتراً لم يضرّه.

الأصمعيّ قال: حدّثني شيخٌ عالمٌ قال: أطيب التمر صيحانيّة مصلّبة.

الأصمعيّ قال: حدّثني رجلٌ من آل حزمٍ قال: كان يقال: من خلا على التمر فالعجوة، ومن أكله على ثقلٍ فالصّيحانيّ.

لأعرابي في تفضيل الرطب على العسل الأصمعيّ قال: قال أعرابيّ يفضّل الرّطب على العسل: أتجعل عسلةً في أخثاء البقر كعسلةٍ في جوّ السماء لها محارس من جريدٍ وذوائب من زمردٍ! في أطيب انواع التمر وقال الأصمعيّ: قيل لابن القدّاح: أيّ التمر أطيب فدعا بأنواع التمر، فلمّا أكلوا قال: انظروا أيّ النوى أكثر قالوا: نوى الصيحانّي. قال: هو أطيب.

للعرب في البخيل الأكول وقال الأصمعيّ: العرب تقول للبخيل الأكول: "أبرماً قروناً" أي لا يخرج مع أصحابه شيئاً ويأكل تمرتين تمرتين.

شعر للنابغة يصف تمراً وقال النابغة يصف تمراً:

صغار النوى مكنوزةٌ ليس قشرها

 

إذا طار قشر التمر عنها بطائر

الحسن والفالوذج

سمع الحسن رجلاً يعيب الفالوذج فقال: فتات البرّ بلعاب النحل بخالص السّمن! ما عاب هذا مسلمٌ.

الحسن وفرقد السبخي وقال لفرقدٍ السّبخيّ: يا أبا يعقوب، بلغني أنك لا تأكل الفالوذج. فقال: يا أبا سعيد، أخاف ألاّ أؤدّي شكره. فقال: يا لكع! وهل تؤدّي شكر الماء البارد "في الصّيف والحارّ في الشتاء! أما سمعت قول اللّه تعالى: "يأيّها الّذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم" تحكيم شيخ في الطعام الرومي والفارسي الأصمعيّ قال: اختصم روميّ وفارسيّ في الطعام، فحكّما بينهما شيخاً قد أكل طعام الخلفاء، فقال: أمّا الروميّ فذهب بالحشو والأحشاء، وأما الفارسيّ فذهب بالبارد والحلواء.

جشع مزرّد أخي الشماخ ونهمه وعن الأصمعيّ قال: كنا عند الرشيد فقدّمت إليه فالوذجةٌ، فقال: يا أصمعيّ حدّثنا بحديث مزرّدٍ. فقلت: إن مزرّداً أخا الشمّاخ كان غلاماً جشعاً وكانت أمّه تؤثر عيالها بالطعام عليه وكان ذلك يحفظه، فخرجت أمّه ذات يوم تزور بعض أهلها، فدخل مزرّدٌ الخيمة وعمد إلى صاعي دقيقٍ وصاعٍ من تمر وصاعٍ من سمن ثم جعل يأكله وهو يقول:

ولمّا غدت أمي تمير بـنـاتـهـا

 

أغرت على العكم الذي كان يمنع

لبكت بصاعي حنطةٍ صاع عجوةٍ

 

إلى صاع سمنٍ فـوقـه يتـريّع

ودبّلت أمثال الأثافـي كـأنـهـا

 

رؤؤس نقادٍ قطّعت يوم تجمـع

وقلت لبطني أبشـر الـيوم إنـه

 

حمى أمّنا مما تحوز وتـرفـع

فإن كنت مصفوراً فـهـذه دواؤه

 

وإن كنت غرثاناً فذا يوم تشبـع

فضحك الرشيد حتى استلقى على ظهره، ثم قال: كلوا باسم اللّه، هذا يوم تشبع "يا أصمعيّ".

الحجاج يطلب عسلاً قال: وكتب الحجاج إلى عامله بفارس: إبعث إليّ عسلاً من عسل خلاّر، من النحّل الأبكار، من الدّستفشار الذي لم تمسّه النار.

مثله لبعض الخلفاء وقال الأصمعيّ: كتب بعض الخلفاء إلى عامله بالطائف: أن أرسل إليّ بعسلٍ أخضر في سقاء، أبيض في الإناء، من عسل الندّغ والسّحاء، من حداب بني شبابة.

والعرب تصف العسل بالبرودة.

للنبي صلى اللّه عليه وسلم وشعر للأعشى وفي حديث ابن عباس أنّ النبي صلى اللّه عليه وسلم سئل عن أفضل الشراب قال: "الحلواء البارد" يعني العسل.

وقال الأعشى:

كما شيب بماءٍ بـا

 

رد من عسل النحل

في العسل ومنافعه ويقال: أجود العسل الذهبيّ الذي إذا قطرت منه قطرةٌ على وجه "الأرض" استدار كما يستدير الزئبق ولم ينقش ولم يختلط بالأرض والتراب.

والروم تقول: أجوده ما يلطخ على فتيلةٍ ثم تشعل فيه النار فيعلق.

وسئل ديقراطيس العالم عما يزيد في العمر فقال: من أدام أكل العسل ودهن جسمه زاد اللّه بذلك في عمره.

والعسل إن جعل فيه اللحم الطريّ بقي كهيئته حتى ينتن.

ويقال: من كان به داء قديمٌ فليأخذ درهماً حلالاً وليشتر بع عسلاً ثم يشربه بماءٍ سواءٍ فإنه يبرأ بإذن اللّه تعالى.
وكان الحسن يعجبه إذا استمشى الرجل أن يشرب اللبن والعسل.

ويزعم أصحاب الطبائع أن العسل إذا ديف بالماء وخلط معه زيتٌ أو دهن سمسمٍ نافعٌ لمن شرب السّموم والأدوية القاتلة يتقيأ به.

في إكرام الخبز ميمون بن مهران عن ابن عباس قال - ولا أعلمه إلاّ عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم - أنه قال: "أكرموا الخبز فإنّ اللّه سخرّ له السموات والأرض" لإمرأة من بكر بن وائل في السويق الأصمعيّ قال: كانت امرأةٌ من بكر بن وائل تنزل الطّفاوة وكانت قد أدركت بعض أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم، وكان العبّاد يغشونها في منزلها؛ فعاب عائبٌ عندها السّويق، فقالت: لا تفعل! إنه طعام المسافر، وطعام العجلان، وغذاء المبكّر، وبلغة المريض، ويشدّ فؤاد الحزين، ويردّ من نفسٍ الضّعيف؛ وهو جيدٌ في التّسمين ونقاوة البلغم، ومسمونه يصفّي الدم، إن شئت كان ثريداً، وإن شئت كان خبيصاً، وإن شئت كان خبزاً.

لغسّان بن عبد الحميد في السويق أيضاً وكان غسّان بن عبد الحميد كاتب سليمان بن عليّ يقول لجاريته: خوّضي لنا سويقاً فأخثريه، فإنّ الرجل لا يستحي أن يزداد ماءً فيرقّقه، ويستحي أن يزداد سويقاً فيخثره به.

شعر لعبد اللّه بن معاوية في الطبرزد

مرّ عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بعبد الحميد بن عليّ وهو في مزرعته وقد عطش، فاستسقاه فخاض له سويق لوزٍ فسقاه إياه؛ فقال عبد اللّه:

شربت طبرزداً بغريض مزنٍ

 

ولكنّ الملاح بكـم عـذاب

وما "هو" بالطّبرزد طاب لكن

 

بمسّك إنه طاب الـشـراب

وأنت إذا وطئت تراب أرضٍ

 

يطيب إذا مشيت به التـراب

لأن نداك ينفي المحل عنهـا

 

وتحييهـا أياديك الـرّطـاب

للحسن في السويق والنساء وقال الحسن: لا تسقوا نساءكم السّويق، فإن كنتم لا بدّ فاعلين فاحفظوهنّ.

للرقاشي وقال الرّقاشيّ: السّمنة للنّساء غلمةٌ وهي للرجال غفلةٌ للنبي صلى اللّه عليه وسلم عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ثلاثةٌ لا تردّ: اللّبن والسّواك والدّهن" أبو يزيد وشرب اللبن الحار الرّياشيّ قال: سمعت أبا يزيد يقول: رأيت رجلاً كأنّ أسنانه الذّهب لشربه اللّبن حاراً.

لذي الرّمة الأصمعيّ عن ذي الرّمة أنه قال: إذا قلت للرّجل: أيّ اللّبن أطيب فإن قال: قارصٌ فقل: عبد من أنت وإن قال: الحليب. فقل: ابن من أنت.

بين قريشي وامرأة من البادية مرّ رجل من قريشٍ بامرأة من العرب في باديةٍ، فقال، هل من لبنٍ يباع فقالت: إنك لئيمٌ أو قريب عهد بقوم لئامٍ.

وكان يقال: اللبن أحد اللّحمين.

لبعض المدنيين وقال بعض المدنيّين: من تصبّح بسبع موزاتٍ وبقدحٍ من لبن إبلٍ أوارك تجشّأ بخور الكعبة.

بين معاوية وامرأة وقف معاوية على امرأةٍ فقال: هل من قرىً فقالت: نعم. قال: وما هو قالت: خبزٌ خمير ولبنٌ فطير وماءٌ نمير.

والعرب تقول: "إنّ الرّثيئة تفتأ الغضب". والرّثيئة: اللبن الحامض يحلب عليه الحليب، وهو أطيب اللبن.

شعر لبعض الأعراب في اللبن قال بعض الأعراب:

وإذا خشيت على الفؤاد لجـاجةً

 

فاضرب عليه بجرعةٍ من رائب

في طبخ اللبن باللحم وعن مطر الورّاق: أنّ نبيّاً من الأنبياء شكا إلى اللّه تعالى الضعف، أوحى اللّه إليه: أن أطبخ اللبن باللحم، فإنّ القوّة فيهما.

أعرابي يصف خصب البادية وصف أعرابيّ البادية فقل: كنت أشرب رثيئةً تجرّها الشّفتان جرّاً، وقارصاً إذا تجشّأت جدع أنفي، ورأيت الكمأة تدوسها الإبل بمناسمها، وخلاصةً يشمّها الكلب فيعطس.

في ترويب اللبن وتقول الأطبّاء: إنّ اللبن إذ سخّن بالنار وسيط بعودٍمن عيدان شجر التّين راب من ساعته.

وقالوا: وإن أراد صاحبه ألاّ يروب وإن كان فيه روبة جعل فيه شيئاً من الحبق، وهو الفوذنج النهريّ،فإنه يبقى كهيئته.