الكتاب التاسع: كتاب الطعام - باب القدور والجفان

باب القدور والجفان

الفرزدق وقدر ابن جبار ذكر الفرزدق عقبةً بن جبّار المنقري وقدره فقال:

لو أن قدراً من طول محبسـهـا

 

على الحفوف بكت قدر ابن جبّار

ما مسّها دسمٌ مذ فضّ معدنـهـا

 

ولا رأت بعد نار القين من نـار

وقال:

كأنّ تطلّع التّرعيب فيها

 

عذارٍ يطّلعن إلى عذار

الكميت وقال الكميت:

كأنّ الغطامط من غليهـا

 

أراجيز أسلم تهجو غفاراً

وقال آخر:

وقدرٍ كجوف الليل أحمشت غليها

 

ترى الفيل فيها طافياً لم يفصّل

ابن الزبير يمدح ابن خارجة وقال ابن الّزبير يمدح أسماء بن خارجة:

ترى البازل البختيّ فوق خوانه

 

مقطّعةً أعضاؤه ومفاصلـه

الرقاشي وابن يسير وقال الرّقاشيّ:

لنا من عطاء اللّه دهمـاء جـونةٌ

 

تناول بعد الأقربـين الأقـصـيا

جعلت ألالاً والرّجـام وطـخـفةً

 

لها فاستقلّت فوقهـنّ الأثـافـيا

مؤدّيةً عنا حـقـوق مـحـمـدٍ

 

إذا ما أتانا يابس الجنـب طـاويا

أتى بن يسيرٍ كي ينفّس كـربـه

 

إذا لم يرح وافي مع الصبح غاديا

فأجابه ابن يسير:

وثرماء ثلماء النواحـي ولا يرى

 

بها أحدٌ عيباً سـوى ذاك بـاديا

 

إذا انقاض منها بعضها لم تجد لها

 

رؤوب لما قد كان منها مدانـيا

 

وإن حاولوا أن يشعبوها فإنـهـا

 

على الشّعب لا تزداد إلا تداعـيا

 

معوّذة لإرجال لم توف مرقـبـاً

 

ولم تمتط الجون الثلاث الأثافـيا

 

ولا اجتزعت من نحو مكة شـقّةً

 

إلينا ولا جازت بها العيس واديا

 

ولكنّها في أصلها مـوصـلـيّةٌ

 

مجاورةٌ فيضاً من البحر جـاريا

 

أتتنا تزجّيها المجاذيف نـحـونـا

 

وتعقب فيما بين ذاك الـمـزاديا

يقول لمن هذي القدور التي أرى

 

تهيل عليها الرّيح ترباً وسـافـيا

فقالوا ولن يخفي على كل ناظرٍ

 

قدور رقاشٍ إن تـأمّـل دانـيا

فقلت متى باللحم عهد قدوركـم

 

فقالوا إذ ما لـم يكـنّ عـواريا

من اضحى إلى أضحى وإلاّ فإنها

 

تكون بنسسج العنكبوت كما هيا

فلما استبان لجهد لي في وجوههم

 

وشكواهم أدخلتهم في عـيالـيا

ينادي ببعضٍ بعضهم عند طلعتي

 

ألا أبشروا هذا اليسيريّ جائبـا

           

لأبي نواس وقال أبو نواس:

ودهماء تثفيها رقاشٌ إذا شـتـت

 

مركّـــبة لآذان أمّ عـــيال

يغصّ بحيزوم لبعوضة صدرهـا

 

وتنزلها عفواً بـغـير جـعـال

ولو جئتها ملاي عبيطاً مـجـزّلاً

 

لأخرجت ما فيهاا بعـود خـلال

هي القدر قدر الشيخ بكر بن وائلٍ

 

ربيع اليتامى عام كـلّ هـزال

وقال أيضاً:

رأيت قدور الناس سوداً من الصّلـى

 

وقدرالرّقاشيّين زهراء كـالـبـدر

ولو جئته ملأي عبـيطـاً مـجـزّلاً

 

لأحرجت ما فيها على طرف الظّفر

يثبّتها للمـعـتـفـي بـفـنـائهـم

 

ثلاثٌ كحظّ الثاء من نقط الحـبـر

تروح على حـيذ الـرّبـاب ودارمٍ

 

وسعدٍ وتعروها فراضبة الـفـزر

وللحيّ عمرٍ ونفحةٌ من سجـالـهـا

 

وتغلب والبيض االلّهاميم من بـكـر

إذا ما ينادي بالرحيل سعـى بـهـا

 

أمامهم الحولـيّ مـن ولـد الـذّرّ

جفنة ابن جدعان وقال أبو عبيدة: كان لعبد اللّه بن جدعان جفنة يأكل منها القائم والراكب. وذكر غيره أنه وقع فيها صبيّ فغرق.

للأشعر وقال الأشعر:

وأنت مليخٌ كلحم الـحـوار

 

فلا أنت حلوٌ ولا أنت مـرّ

وقد علم الضيف والطارقون

 

بأنك للضيف جـوعٌ وقـرٌ

بين يحيى بن خالد وأبي الحارث سأل يحيى بن خالد أبا الحارث جمّيزاً عن طعام رجلٍ، فقال: أما مائدته فمقنة وأما صحافه فمنقورةٌ من حبّ الخشخاش، وبين الرغيف والرغيف نقرة جوزة، وبين اللون واللون فترة نبيّ.

قال: فمن يحضرها قال: الكرام الكاتبون. قال: فيأكل معه أحدٌ قال: نعم، الذّباب. قال: فلهذا ثوبك مخرّق ولا يكسوك وأنت معه وبفنائه! قال أبو الحارث: جعلت فداءك، واللّه لو ملك بيتاً من بغداد إلى الكوفة مملوءاً إبراً، في كل إبرةٍ خيط، ثم جاءه جبريل وميكائيل معهما يعقوب يضمنان عنه إبرة يخيط بها قميص يوسف لذي قدّ من دبرٍ، ما أعطاهم.

لبعضهم في بخيل وقال بعضهم:

ولو عليك اتكالي في الغذاء إذاً

 

لكنت أوّل مدفونٍ من الجوع