الكتاب التاسع: كتاب الطعام - سياسة الأبدان بما يصلحها من الطعام وغيره

سياسة الأبدان بما يصلحها من الطعام وغيره

 نصيحة تياذوق طبيب الحجاج قال الحجاج لتياذوق متطبّبه: صف لي صفةً آخذ بها "في نفسي" ولا أعدوها، قال تياذوق: لا تتزوّج من النساء إلا شابّة، ولا تأكل من اللحم إلا فتيّا، ولا تأكله حتى ينعم طبخه، ولا تشر بنّ دواءً إلا من علةً، ولا تأكل من الفاكهة إلا نضيجها، ولا تأكل طعاماً إلا أجدت مضغه، وكل ما أحببت من الطعام واشؤب عليه، وإذا شربت فلا تأكل عليه شيئاً، ولا تحبس الغائط والبول، وإذا أكلت بالنهار فنم، وإذا أكلت بالليل فتمشّ ولو مائة خطوةٍ.

يهود خيبر روى عبد العزيز بن عمران عن الحليس بن حيّان الأشجعيّ قال: حدّثني أبي عن شيوخ من أشجع قال: سألنا يهود خيبر: بم صححتم بخيبر قالوا: بشرب الخمر، وأكل الفوم، وسكون اليفاع، وتجنّب بطون الأودية، والخروج من خيبر عند طلوع الفجر وسقوطه.

بين الحجاج والحكم بن المنذر بن الجارود قال الحجّاج للحكم بن المنذر بن الجارود: أخبرني عن صفاء لونك وغلظ قصرتك، أشرب اللبن فهو منه قال: لا. ولم قال: لأنه منتنةٌ منفخةٌ. قال فما شرابك قال: نبيذ الدّقل في الصيف ونبيذ العسل في الشتاء.

بين عبد الملك وأعرابي قال عبد الملك لأعرابي: إنك حسنٌ الكدنة. قال: إني أدفىء رجليّ في الشتاء، وأغفل غاشية الغمّ، وآكل عند الشهوة.

لعلي بن أبي طالب رضي اللّه عنه عن عليّ رضي اللّه عنه أنه قال: من ابتدأ غذاءه بالملح أذهب اللّه عنه سبعين نوعاً من البلاء. ومن أكل كلّ يومٍ سبع تمرات عجوةٍ قتلت كلّ داء في بطنه. ومن أكل كلّ يوم إحدى وعشرين زبيبةٍ حمراء لم ير في بدنه شيئاً يكرهه. واللحم ينبت اللحم والثريد طعام العرب. ولحم البقر داء، ولبنها شفاء، وسمنها دواء. والشّحم يخرج مثليه من داءٍ ولم يستشف الناس بشيء أفضل من الرّطب والسّمك يذيب الجسد وقراءة القرآن والسواك يذهب البلغم. ومن أراد البقاء- ولا بقاء- فليباكر الغداء وليقلل غشيان النّساء ويخّفف الرداء، وليلبس الحذاء قيل: وما خفّة الرّداء في البقاء قال: قلّة الدّين.

لبعضهم في سياسة البدن قيل لرجل: إنك لحسن السّحّنة. فقال: آكل لباب البرّ بصغار المعز، وأدّهن بحام البنفسج، وألبس الكتّان.

في أشياء تورث الهزال ويقال: ثلاثة أشياء تورث الهزال: شرب الماء على الرّيق، والنوم على غير وطأةٍ، وكثرة الكلام برفع الصوت.

ويقال: أربع خصالٍ يهدمن العمر وربما قتلن: دخول الحمامّ على بطنةٍ، والمجامعة على الأمتلاء، وأكل القديد الجافّ، وشرب الماء البارد على الرّيق، وقيل: مجامعة العجوز.

من الأثر وفي الحديث: "ثلاثة أشياء تورث النّسيان أكل التّفّاح الحامض وسؤر الفأرة ونبذ القملة".

وفي حديث آخر: "الحجامة في النّقرة والبول في الماء الراكد" ويقال: أربعة أشياء تقصد إلى العقل بالأفساد: الإكثار من البصل، والباقلاء، والجماع، والخمار.

لإبراهيم النظام وقال النّظّام: ثلاثة أشياء تخلق العقل وتفسد الذّهن: طول النّظر في المرآة والأستغراب في الضّحك، ودوام النّظر إلى البحر.

وكان يقال: عشاء الليل يورث العشا.

ويروى في الحديث: "ترك العشاء مهرمة" والعرب تقول: ترك العشاء بلحم الأليتين