الكتاب التاسع: كتاب الطعام - باب شرب الدواء

باب شرب الدواء

للنبي صلى اللّه عليه وسلم قال عبد اللّه بن بكر السّهميّ: حدثنا بعض أصحابنا يرفعه إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "من استقل بدائه فلا يتداوين فإنه ربّ دواء يورث الداء" لبعض الحكماء في شرب الدواء وكانت الحكماء تقول: إياك وشرب الدواء ما حملت صحتّك داءك وقالوا: مثل شرب الدواء مثل الصابون للثوب ينقيه، ولكنه يخلقه ويبليه.

لطبيب كسرىة عن يزيد بن الأصمّ قال: لقيت"طبيب" كسرى شيخاً "كبيراً" قد أوثق حاجبيه بخرقة، وسألته عن دواء المشي؛ قال: سهمٌ يرمي به في جوفك أخطأ أو أصاب.

لأبقراط قال أبقراط: الدواء من فوق، والدواء من تحت، والدواء لا فوق ولا تحت. وفسّره المفسّر فقال: من كان داؤه في بطنه فوق سرّته سقي الدواء، ومن كان داؤه تحت سرّته حقن، ومن لم يكن به داءٌ في بطنه فوق سرتّه سقي الدواء، ومن كان داؤه تحت سرتّه حقن، ومن لم يكن به داءٌ لا من فوق ولا من تحت لم يسق الدواء، فإن الدواء إذا لم يجد داء يعمل فيه وجد الصحّة فعمل فيها.

عبد العزى بن عبد المطلب

قال أبو اليقظان: كان عبد العزّى بن عبد المطّلب يشتكي عينه وهو مطرقٌ أبداً؛ وكان يقول: ما بعيني بأس، ولكن أخي الحارث إذا اشتكت عينه يقول: اكحلوا عين عبد العزّى معي؛ فيأمر من يكحّلني معه ليرضيه بذلك فأمرض عيني.

لابن الأحمر قال ابت أحمر شفي بطنه:

شربت الشّكاعى والتددت ألدّة

 

وأقبلت أفواه العروق المكاويا

شربنا وداوينا وما كان ضارنا

 

إذا اللّه حمّ المرء أن لا تداويا

في لأثر وفي الحديث: "داووا مرضاكم بالصّدقة ووحصّنوا أموالكم بالزّكاة واستقبلوا أنواع البلايا بالدعاء".

الحدث والحقنة والتّخمة

لقمان لابنه عن وهب قال: قال لقمان لابنه: إن طول الجلوس على الخلاء يرفع الحرارة إلى الرأس، ويورث االباسور وتيجع له الكبد؛ فأجلس هوينى وقم هوينى. فكتب حكمته على باب الحشّ.

وكان يقال: إذا خرج االطعام قبل ستّ ساعات فهو مكروه، وإذا بقي أكثر من أربع وعشرين ساعة فهو مرض.

شكاية أبي ذفافة وشعر لأعرابي وكان أبو ذفافة الباهليّ اشتكى، فأشار عليه الأطبّاء بالحقنة فامتنع؛ فأنشأ أعربيّ يقول:

لقد سرّني واللّه وقّاك شرّها نفارك منها إذ أتاك يقودها

 

كفى سوءةً لاّ تزل مجبّياً

 

علـى شـكـوة وفـراء فـي اسـتـك عـودهـــا

عبيد اللّه بن زياد والحقنة وأشاروا على عبيد بن زياد بالحقنة فتفحّشها؛ فقالوا: إنما يتولاّها منك لطبيب. فقال: أنا بالصاحب آنس.

الحجاج وجلسائه قل المدائنيّ: سأل الحجّاج جلساءه: ما أذهب الأشياء للإعياء فقل بعضهم: أكل التّمر. وقال بعضهم: الحمام. وقال بعضهم: التّمريخ.

لفيروز وقال فيروز: أذهب الأشياء للإعياء قضاء الحاجة.

وحدثني بعض الأطباء أن رجلاً شرب خبث الحديد المعجون فبقي في جوفه، فاشتد عليه وجعه؛ فسحقت له قطعةٌ من المغناطيس وسقي إياه، فتعلق بالخبث وخرج مع الغائط.

لتياذوق طبيب الحجاج قال: وقال تياذوق طبيب الحجاج للحجاج: إن اللحم على اللحم يقتل السباع في البرية.
ثم قال لي جعفر: قالت جارية لنا: كان لي ظبيٌ فمر بعجين قد هييء للخشكنان، فكل منه فحفس - والحفس: الحبط وانتفاخ البطن - فسلخ فوجد قد شرق بالدم.

وقال يونس )طبيب لنا(: هكذا يصاب الإنسان إذا بشم.

لبعض الأعراب يدعو الله الأصمعي: قال بعض الأعراب: اللهم إني أسألك ميتةً كميتة أبي خارجة، أكل بذجاً، وشرب معسلاً، ونام في الشمس، فلقي الله شبعان ريّان دفآن.

وقال آخر من الأعراب: اللهم اجعل التخمة دائي وداء عيالي.

ل

ابن شبابة قل ابن شبابة مولى بني أسد: من بال ولم يضرط كتبت استه من الكاظمين الغيظ.