باب المياه والأشربة
للأطباء في المياه قالت الأطباء: معرفة خفّة الماء بأن يكون سريع الغليان ويكون سريع البرد. وأحمد المياه ما كان قبالة المشرق ومجراه مجرى الشمال ومروره على الطين الأحمر وعلى الرمل.
قالوا: ومما يصفّي من الماء الكدر فيصفو سريعاً أن يلقى فيه قطعٌ من خشب الساج أو قطعٌ من آجرٍّ جديدٍ.
قال بعض المحدثين:
يمنع أمه بالـشـمـال |
|
وماؤها البارد الـزلال |
يصيح فيها وقـايتـونـا |
|
يجري به الثلج في مثال |
في تحلية الماء المرّ الغليظ وقال صاحب الفلاحة: من أراد أ يعذب له الماء الزّعاق جعله في قدر جديدة من خزف وغطى فاها بأسحال ثم أوقد تحتها حتى تغلي ويحصل فيها نصف ذلك الماء ثم صفّاه وتركه، فإنه يجده شروباً.
في ماء دجلة وقالوا: ماء دجلة يقطع شهوة الرجال ويذهب بصهيل الخيل ونشاطها، ومن لم يأكل الدسم عليه انحل عظمه ويبس جلده، وهو مع هذا أهضم للطعام من غيره من المياه وأسرعها برداً.
ماء النيل قال: والنّيل يستقبل الشمال وينصب في وقت زيادة الأدوية ويزيد في وقت نقصانها. وزيادة أوّله وآخره معها؛ ولا تكون التماسيح إلا فيه؛ قال الشاعر:
أضمرت للنيل هجراناً ومـقـلـيةً |
|
إذ قيل لي إنما التمساح في النـيل |
فمن رأى النيل رأى العين من كثبٍ |
|
فما أرى النيل إلا في البـواقـيل |
والسقنقور أيضاً لا يخرج إلا منه.
لابن مزاحم وروي في الحديث عن الضحّاك بن مزاحم أنه قال: قذف الفرات في المدّ رمّانةً كأنها البعير البارك، وتحدّث أهل الكتاب أنها من الجنّة.
لابن ماسويه وقال ابن ماسويه: ينبغي للماء الغليظ الذي ليس يعذب أن يطبخ حتى يذهب منه نصفه، ثم يطرح فيه السويق أو الطين الأحمر فإنه يلطفه ويذهب غائلته ويعذبه ويمنع مدره.
منافع الفقع والجلاب والسكنجبين قالت الأطباء: الفقّاع المتخذ من دقيق الشعير نافع من الجذام. الجلاب قاطع لكثرة دم الحيض. السكنجبين نافع من الذّبحة إذا كانت من حرار، يشرب ويتغرغر به.