الكتاب التاسع: كتاب الطعام - باب مصالح الطعام

باب مصالح الطعام

في ملك العجين قال رئيس من رؤوساء الطبّاخين: االعجين يملك.

وفي الحديث المرفوع: "أملكوا العجين فإنه أحد الرّيعين".

في ما يصلح الطعام السّويق: يغسل بالماء الحارّ مرّات ثم بالبارد ويشرب.

والملح: يتقبّل به الطبيخ.

والخلّ: ينضج العدس ويصلحه للأكل.

الباقلّى: ينقع ثم يطبخ. ولا يؤكل من الفاكهة إلا ما نضج على شجره، ويلقى ثفله وعجمه، ويؤكل على ريق النّفس.

والعنب: يقطف ويمهل أيّاماً ثم يؤكل. ولا يؤكل من القنّب إلا لبّه. ولا يؤكل من الرأس إلا أسنانه وعيونه.

الباذنجان: يشقّ ويحشى بالملح، ويترك ساعةً في الماء البارد، ثم يصبّ عنه ويعاد إلى الماء مراراً، ثم يسلق بعد ذلك.

الكبر: يؤكل بالخلّ بعد غسله بالماء من الخلّ.

الزيتون: يؤكل وسط الطعام ويصبّ في الخل.

ويؤكل من الأشترغاز خلّه ولا يعرض لجسمه.

والكمأة: تنصّف ويقشر عنها قشرها، وتسلق بالماء والملح ثم تستعمل بالسّعتر والفلفل، وتقلى بالزّيت الرّكابيّ، وكذلك الفطر.

السّلق والكرنب: يسلقان بالماء والملح، ويصبّ ماؤهما ثم يستعملان.

والبقول: تمسح ثم تؤكل ولا تغسل بالماء.

وأحمد التّمور الهيرون. وأحمد البسور الجيسران. وما اصفرّ أحمد مما اسودّ.

السمك: خيره وشرّه وخير السّمك الشّبّوط والبنانيّ والميّاح. ولا يؤكل السمك الطّريّ إلا حارّاً بالخردل في الشتاء، وفي الصيف بالخلّ وبالأباريز.

وأقلّ السّمك أذّى الممقور. وشرّ السّمك كباره السماريس. وخير السماريس البيض، "وأكلها" خيرٌ من أكل الحمر،وشرّها السّود.

البيض وخير البيض بيض الشّوابّ من الدجاج، ولا خير في بيض الهرمة، وأخفّ البيض الرقيق، وأثقله البيض الصلب.

ولا يعرض من الرأس للدّماغ ولا للّسان، ولا الغلصمة ولا الخراطيم.

لحم عنق الشاة ولحم العنق خفيفٌ سريع الإنهضام. وفي الحديث المرفوع: "العنق هادية الشاة وهي أبعدها من الأذى" والقفّاع: يشرب قبل الطّعام ولا يشرب بعده.

واللّبن: لا يؤكل ولا يشرب إلا بعد وضع الشاة بشهرٍ ونحوه والباقلّى: يؤكل بعده الفوذنج فإنه يذهب بنفخته اللّوبياء: يؤكل بعده الخردل الرّطب، ويشرب بعده ماء الرّمّان والسّكنجبين المعمول بالسكّر.

الهريسة: تؤكل بالفلفل الكثير والمرّيّ ولا يجعل فيها السّمن.

والمضيرة: تطبخ بالفوذنج والسّذاب والكرفس.

الزيت الزيت الرّكابيّ: إذا خلط بالخلّ أو أغلي على النار ثم رفعت رغوته عاد كالمغسول.

وفي الحديث: أن عمر رضي اللّه عنه قال: عليكم بالزّيت، فإن خفتم ضرره فأثخنوه بالماء فأنه يصير كالسّمن.
من حديث الرسول صلى اللّه عليه وسلم في زيت الزيتون عن عقبة بن عامر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "عليكم بالشّجرة التي نادى اللّه منها موسى عليه السلام زيت الزّيتون ادّهنوا به فإنه شفاءٌ من الباسور" الخردل الخردل: يعجن بالخلّ ويغسل بالماء ورماد البلّوط أو رماد الكرم مراراً بعد أن ينعم دقهّ ونخله، ثم يغسل بالماء القراح ويرشّ بالماء حتى تخرج رغوته ويكثر خلّه، ويخلط معه اللّوز الحلو أو ماء الرّمان الحامض وماء الزّبيب.

جاء بعد خاتمة الجزء التاسع من النسخة الخطية التي نقل عنها الأصل الفتوغرافي في "أ" ما يأتي" الأصمعي وهارون الرشيد

قال الأصمعيّ: دخلت على هارون الرشيد وبين يديه بدرةٌ، فقال: يا أصمعيّ، إن حدّثني بحديثٍ في العجز فأضحكتني وهبتك هذه البدرة. فقال: نعم يا أمير المؤمنين؛ بينا أنا في صحارى الأعراب في يومٍ شديد البرد والرّيح وإذا بأعرابيّ قاعدٍ على أجمةٍ وهو عريان، قد احتملت الرّيح كساءه، فألقته على الأجمة؛ فقلت له: يا أعرابيّ؛ ما أجلسك ها هنا على هذه الحالة فقال: جاريةٌ وعدتها يقال لها سلمى، أنا منتظر لها. فقلت: وما يمنعك من أخذ كسائك فقال: العجز يوقفني عن أخذه. فقلت له: فهل قلت في سلمى شيئاً فقال: نعم. فقلت: أسمعني للّه أبوك! فقال: لا أسمعك حتى تأخذ كسائي وتلقي عليّ. قال: فأخذته فألقيته عليه؛ فأنشأ يقول:

لعلّ اللّه أن يأتي بسلمـى

 

فيبطحها ويلقيني علـيهـا

ويأتي بعد ذاك سحاب مزنٍ

 

تطهّرنا ولا نسعى إليهـا

فضحك الرشيد حتى استلقى على ظهره، وقال: أعطوه البدرة. فأخذها الأصمعيّ وانصرف.

بين الحسن بن زيد وابن هرمة ويروى أن الحسن بن زيد لما ولي المدينة قال لابن هرمة: إني لست كمن باعك دينه رجاء مدخك أو خوف ذمّك فقد رزقني اللّه بولادة نبيّه عليه السلام الممادح وجنبني المقابح، وإنّ من حقّه عليّ ألاّ أغضي على تقصير في حقّ ربّه. وأنا أقسم لئن أتيت بك سكران لاضربنّك حدّاً للخمر وحدّاً للسكر، ولأزيدن لموضع حرمتك بي. فليكن تركك لها للّه تعن عليه ولا تدعها للناس فتوكل إليهم؛ فنهض ابن هرمة وهو يقول:

نهاني ابن الرسول عن المـدام

 

وأدّبـنـي بـآداب الـكـرام

وقال لي اصطبر عنها ودعها

 

لخوف اللّه لا خـوف الأنـام

وكيف تصبّري عنها وحـبّـي

 

لها حبّ تمكّن في عظامـي

أرى طيب الحلال عليّ خبثـاً

 

وطيب النفس في خبث الحرام

ذكر هذا الخبر أبو العباس المبرّد في كتاب الكامل