الكتاب العاشر: كتاب النساء - في أنواع النساء

في أنواع النساء

الأصمعيّ قال: قال رجل: بنات العمّ أصبر، والغرائب أنجب، وما ضرب رؤوس الأبطال كابن أعجميّة.

عن أوفى بن دلهم أنه كان يقول: النساء أربع، فمنهنّ معمع لها شيئها أجمع، ومنهن تبع تضرّ ولا تنفع، ومنهنّ صدع تفرّق ولا تجمع، ومنهن غيث همع إذا وقع ببلد أمرع.

قال الأصمعيّ: فذكرت بعض هذا الحديث لأبي عوانة فقال: كان عبد اللّه بن عمير يزيد فيه: ومنهن القرثع: وهي التي تلبس درعها مقلوباً، وتكحل إحدى عينيها وتدع الأخرى.

لعمر بن الخطاب في ثلاث دواهي عن عليّ بن يزيد قال: قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: ثلاث من الفواقر: جار مقامةٍ، أن رأى حسنةً سترها، وإن رأى سيئةً أذاعها؛ وامرأةٌ إن دخلت لسنتك، وإن غبت عنها لم تأمنها؛ وسلطانٌ إن أحسنت لم يحمدك، وإن أسأت قتلك.

الزبرقان في أحب كنائنه وأبغضهم إليه الأصمعيّ قال: حدّثنا جميع بن أبي غاضرة - وكان شيخاً مسناً من أهل البادية من ولد الزّبرقان بن بدر من قبل النساء - قال: كان الزبرقان يقول: أحبّ كنائني إليّ الذليلة في نفسها، العزيزة في رهطها، البرزة الحييّة التي في بطنها غلام ويتبعها غلام. وأبغض كنائني إليّ الطّلعة الخبأة، التي تمشي الدّفقّى وتجلس الهبنقعة، الذليلة في رهطها، العزيزة في نفسها، التي في بطنها جارية وتتبعها جاريةٌ.

لخالد بن صفوان بلغني عن خالد بن صفوان أنه قال: من تزوجّ امرأةً فليتزوّجها عزيزةً في قومها، ذليلةً في نفسها، أدّبها الغنى وأذّلها الفقر. حصاناً من جارها، ماجنةً على زوجها.

الفرزدق يصف النساء وقال الفرزدق يصف النساء:

يأنسن عند بعولهنّ إذا خلوا

 

وإذا هم خرجوا فهنّ خفار

لخالد بن صفوان يطلب امرأة، ولآخرين وقال خالد بن صفوان "الدلال": أطلب لي بكراً كثيّب أو ثيباً كبكر، لا ضرعاً صغيراً ولا عجوزاً كبيرة "لم تقر فتحنن ولم تفت فتمحن"، قد عاشت في نعمة وأدركتها حاجةٌ، فخلق النعمة معها وذلّ الحاجة فيها، حسبي من جمالها أن تكون ضخمةً من بعيد، مليحةً من قريب، وحسبي من حسبها أن تكون واسطةً في قومها، ترضى مني بالسنّة، إن عشت أكرمتها وإن متّ ورّثتها.

وقال رجل لصاحب له: ابغني امرأةً بيضاء البياض، سوداء السواد، طويلة الطول، قصيرة القصر. يريد: كلّ شيء منها أبيض فهو شديد البياض، وكل شيء منها أسود فهو شديد السواد، وكذلك الطول والقصر.

وقال آخر: ابغني امرأةً لا تؤهل داراً "أي لا تجعل دارها آهلة بدخول الناس عليها"، ولا نؤنس جاراً "أي لا تؤنس الجيران بدخولها عليهم"، ولا تنفث ناراً "أي لا تنم وتغري بين الناس" قال الأصمعيّ: قال أعرابيّ لابن عمّه: اطلب لي امرأة بيضاء، مديدةً فرعاء. جعدةً، تقوم فلا تصيب قميصهامنها إلا مشاشة منكبيها، وحلمتي ثديها ورانفتي أليتيها ورضاف ركبتيها، إذا استلقت فرميت تحتها بالأترجّة العظيمة نفذت من الجانب الآخر. فقال له ابن عمه: وأنّى بمثل هذه إلا في الجنان.

ونحو قوله في الأترجّة قوم أمّ زرعٍ: خرج أبو زرعٍ والأوطاب تمخض، فلقي امرأةً معها ولدان لها كالفهدين يلعبان تحت خصرها برمّانتين فطلّقني ونكحها.

في اختيار الجواري وقال آخر: ابغني امرأةً شقّاء مقّاء، طويلة الإلقاء، منهوسة الفخذين، نافحة الصّقلين.

شعر لابن الأعرابي أنشد ابن الأعرابيّ:

إذا كنت تبغي أيّمـاً بـجـهـالة

 

من الناس فانظر من أبوها وخالها

فإنهما منها كما هي مـنـهـمـا

 

كقدّك نعلا إن أريد مـثـالـهـا

فإن الذي ترجو من المال عندهـا

 

سيأتي عليه شؤمها وخبـالـهـا

في البكر والثيب وكان يقال: البكر كالذّرة تطحنها وتعجنها وتخبزها، والثّيب عجالة راكبٍ تمرٌ وسويقٌ. لابن الأعرابي في تطليق زياد لزوجته وقال ابن الأعرابيّ: طلقّ زيادٌ امرأته حين وجدها لثغاء، وقال: أخاف أن يجيء ولدي ألثغ، وقال:

لثغاء تأتي بحيفـسٍ ألـثـغ

 

تميس في الموشيّ والمصبّغ

أقوالهم في المرأة ويقال: المرأة غلٌّ فانظر ماذا تضع في عنقك؛ وهو من قول ابن المقفّع: الدّين رقٌّ فانظر عند من تضع نفسك.

أنشد ابن الأعرابيّ:

أحبّ الخلاويّ النزيه من الـهـوى

 

وأكره أن أسقى على عطشٍ فضلا

يقول: أكره المرأة التي أكثرت الأزواج وإن كنت مضطراً إليها.

خالد الحذاء وامرأة خطبها وعن خالد الحذّاء قال: خطبت امرأةً من بني أسد فجئت لأنظر إليها وبيني وبينها رواقٌ يشفّ، فدعت بجفنةٍ مملوءة ثريداً مكلّلة باللحم فأتت على آخرها، وأتت بإناء مملوءٍ لبناً أو نبيذاً فشربته حتى كفأته على وجهها، ثم قالت: يا جارية ارفعي السّجف؛ فإذا هي جالسةٌ على جلد أسدٍ وإذا شابةٌ جميلةٌ، فقالت: يا عبد اللّه: أنا أسدة من بني أسد على جلد أسد وهذا مطعمي ومشربي، فإن أحببت أن تتقدّم فافعل، فقلت: أستخير اللّه وأنظر. فخرجت ولم أعد.

للنبي صلى اللّه عليه وسلم وعن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأمّ سليم تنظر إلى امرأة فقال:"شمّي عوارضها وانظري إلى عقبها".

شعر للنابغة وقال النابغة:

ليست من السّود أعقاباً إذا انصرفت

 

ولا تبيع بجنبي نخـلة الـبـرمـا

 

وقال الأصمعيّ: إذا اسودّ عقب المرأة اسودّ سائرها.

رد علي بن الحسين على عبد الملك في جارية تزوجها تزوّج عليّ بن الحسين أمّ ولدٍ لبعض الأنصار، فلامه عبد الملك في ذلك، فكتب إليه: إن اللّه قد رفع باالإسلام الخسيسة وأتمّ النقيصة، وأكرم به من اللؤم فلا عار على مسلم، هذا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد تزوّج أمته وامرأة عبده. فقال عبد الملك:إن عليّ بن الحسين يتشرّف من حيث يتّضع الناس.

للأصمعي في رغبة الناس بالسراري الأصمعيّ قال: كان أهل المدينة يكرهون اتّخاذ أمهات الأولاد حتى نشأ فيهم عليّ بن الحسين والقاسم بن محمد"بن أبي بكر"، وسالم بن عبد اللّه"بن عمر"، ففاقوا أهل المدينة فقهاً وورعاً فرغب الناس في السّراري.

لمسلمة بن عبد الملك وقال مسلمة بن عبد الملك: عجبنا من رجل أخفى شعره ثم أعفاه، أو قصّر شاربه ثم أطاله، أو كان صاحب سراريّ فاتّخذ المهيرات.

شعر لمديني قال رجلٌ من أهل المدينة:

لا تشتمنّ امرأً في أن تكون له

 

أمّ من الروم أو سوداء عجماء

فإنما أمّهات الـنـاس أوعـيةٌ

 

مستودعات وللأحساب آبـاء

وربّ واضحةٍ ليست بمنجـبةٍ

 

وربما أنجبت للفحل سـوداء

لرجل شاور حكيماً في التزوّج بلغني أن رجلاً شاور حكيماً في التّزوّج فقال له: افعل، وإيّاك والجمال الفائق، فإنه مرعىً أنيق. فقال: ما نهتني إلا عما أطلب. فقال: أما سمعت قول القائل:

ولن تصادف مرعىً ممرعاً أبدا

 

إلا وجدت به آثار منـتـجـع

عمر بن الوليد والوليد بن يزيد وقال عمر بن الوليد للوليد بن يزيد: إنك لمعجب بالإماء. قال: وكيف لا أعجب بهنّ وهنّ يأتين بمثلك.

لأبي الدرداء في خير النساء وشرهنّ ويروى عن أبي الدّرداء أنه قال: خير نسائكم التي تدخل قيساً وتخرج ميساً وتملأ بيتها أقطاً وحيساً، وشرّ نسائكم السّلفعة، التي تسمع لأضراسها قعقعة، ولا تزال جارتها مفزّعة. وقد فسرت هذا في كتاب غريب الحديث.

بين معاوية وعقيل بن أبي طالب في أشهى النساء وأسوأهن وقال معاوية لعقيل بن أبي طالب: أيّ النساء أشهى قال: المؤاتية لما تهوى. قال: فأيّ النساء أسوأ قال: المجانية لما ترضى. قال معاوية: هذا واللّه النّقد العاجل. قال عقيل: بالميزان العادل.

الأكفاء من الرجال

للنبي صلى اللّه عليه وسلم عن أبي هريرة قال: قال النبيّ صلى اللّه عليه وسلم:"إذا جاءكم من ترضون خلقه وخلقه فزوّجوه إنكم إلا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض.

وعن الحسن عن سمرة عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال:"الحسب المال والكرم التقوى".

وعن أنسٍ قال: قالت أمّ حبيبة: يا رسول اللّه، المرأة منّا يكون لها الزوجان في الدنيا فتموت فلأيّهما تكون في الآخرة قال:"لأحسنهما"خلقاً" يا أمّ حبيبة، ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة".

عن عطيّة بن قيس قال: خطب معاوية أمّ الدّرداء فقالت: قال أبو الدّرداء: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:"المرأة لآخر زوجيها" فلست بمتزوّجة بعد أبي الدرداء حتى أتزوّجه في الجنة إن شاء اللّه تعالى.

ويقال: إنما حرم أزواج النبيّ صلى اللّه عليه وسلم على من بعده لأنّهنّ أزواجه في الجنّة.
لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه

عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: لا تكرهوا فتياتكم على الرجل القبيح فإنّهنّ يحببن ما تحبّون.

لابنة الخُسّ ابن الأعرابيّ قال: قيل لابنة الخُسّ: ألا تتزوّجين فقالت: بلى، لا أريده أخا فلان ولا ابن فلان ولا الظريف المتظرّف ولا السمين الألحم، ولكن أريده كسوباً إذا غدا، ضحوكاً إذا أتى.

بينها وبين أبيها وكان أبوها قد كفّ بصره فقال: ما بال ناقتك قالت: عينها هاجّ وملؤها راجّ وتمشي وتفاجّ؛ فقال: يا بنيّة عقليها. فعقلتها؛ فقال: ما صنعت حتى اضطرمت.

لأعرابي في كفاية الزوج قيل لعرابيّ: فلانٌ يخطب فلانة. قال: أموسر من عقلٍ ودينٍ قالوا: نعم. قال: فزوّجوه.

عن عيسى بن عمر قال: قال رجل لأعرابيّ: أمنكحي أنت قال: لا. قال: ولم قال: لأنك أصبح اللّحية.

عقيل بن علفة وعبد الملك بن مروان وكان عقيل بن عّلفة غيوراً، فخطب إليه عبد الملك بن مروان ابنته على حد بنيه، وكانت لعقيل إليه حوائج، فقال له: إن كنت لا بدّ فاعلاً فجنّبني هجناءك.

وله مع إبراهيم بن هشام وخطب إليه إبراهيم بن هشام بن إسماعيل- وكان"إبراهيم بن" هشام ولي المدينة وخال هشام بن عبد الملك- فردّه لأنه كان أبيض شديد البياض، فقال:

رددت صحيفة لقرشيّ لمّا

 

بت عرقه إلاّ احمـرارا

يعني العجم يسمّون الحمراء.

بين عبد الملك بن مروان وقرشية بن الأعرابي قال: قال عبد الملك بن مروان لامرأةٍ من قريشٍ تزّوجت رجلاً مغموصاً عليه: أتنكح الحرّة عبدها فقالت: يا أمير المؤمنين

إنّ المهور تنكح الأيامـي

 

النّسوة الأرامل اليتامـى

المرء لا تبغي له سلاماً

 

 

 

لابن الأعربي وقال ابن الأعرابي: خطب رجلٌ إلى رجلٍ فلم يرضه فأنشأ يقول:

قل للذين سعوا يبغون رخصتهـا

 

ما رخّص الجوع عندي أمّ كلثوم

الموت خير لها من بعل منقصةٍ

 

ساقت إليه أباهـا جـلّةٌ كـوم

عمر الخير وكان عمر الخير نكّاحاً "فكن" في عام سنةٍ يقول: لعل الضيفة تحملهم على أن ينكحوا غير الاكفاء.

بين المساور والمرّار وقال المساور للمرّار:

ما سرني أن أمي من بني أسدٍ

 

وأن ربّي ينجيني من النـار

وأنهم زوّجوني من بناتـهـم

 

وأن لي كل يومٍ ألف دينـار

فأجابه المرار:

فلست للأم من عبسٍ ومن أسدٍ

 

وإنما أنت دينار ابـن دينـار

وإن تكن أنت من عبس وأمهم

 

فإن أمكم من جارة الـجـار

دينار ابن دينار: عبد ابن عبد. وجارة لجار: الاست. والجار: الفرج.

لأعرابي في امراة دلته على زوجة وقال بعض الاعراب:

أقول لها لما أتتني تـدلّـنـي

 

على امرأةٍ موصوفةٍ بجمـال

أصبت لها ولله بعلاً كما اشتهت

 

إن اغتفرت مني ثلاث خصال

فمنهن فسقٌ لا يبـارى ولـيده

 

ورقّة إسـلامٍ وقـلّة مــال

بين ابن هبيرة ورجل وقال رجل لابن هبيرة: أنا ابن الذي خطب إلى معاوية؛ فقال ابن هبيرة: أفزوّجه قال: لا؛ فقال ما صنعت شيئاً.

لشيخ في رجل من بني كلاب خطب امرأة أبو الحسن المدائني قال: خطب رجل من بني كلاب امرأة، فقالت له أمها: حتى أسأل عنك. فانصرف فسأل عن أكرم الحيّ عليها، فدلّ على شيخ فيهم كان يحسن المحضر في الأمر يسأل عنه، فسأله أن يحسن عليه الثناء وانتسب له فعرفه؛ ثم إن العجوز شمرت فسألته عنه فقال: أنا ربيته، قالت: كيف لسانه قال: مدرة قومه وخطيبهم. قالت: كيف شجاعته قال: حامي قومهم وكهفهم. قالت: فكيف سماحته قال: ثمال قومه وربيعهم. فأقبل الفتى فقال الشيخ: ما أحسن والله ما أقبل ما انثنى ولا انحنى. فدنا الفتى فقال الشيخ: ما أحسن والله ما سلّم ما جار ولا خار. ثم جلس، فقال: ما أحسن والله ما جلس ما دنا ولا ثنى. فذهب الفتى ليتحرك فضرط، فقال الشيخ: ما أحسن والله ما ضرط ما أغنها ولا أطنها. ولا بربرها ولا فرفرها. فنهض الفتى خجلاً فقال: ما أحسن والله ما نهض ما انفتل ولا انخزل. فأسرع الفتى، فقال: ما أحسن والله ما خطا ما ازور ولا اقطوطى. قالت العجوز: وجّه إليه من يرده لو سلح لزوّجناه.

خالد بن صفوان يخطب امرأة  

خطب خالد بن صفوان امرأة فقال: أنا خالد بن صفوان؛ والحسب على ما قد علمتيه، وكثرة المال على ما قد بلغك، وفيّ خصال سأبينها لك فتقدمين عليّ و تدعين. قالت: وما هي قال: إن الحرة إذا دنت مني أملتني، وإذا تباعدت عني أعلتني، ولا سبيل إلى درهمي وديناري، ويأتي عليّ ساعةٌ من الملال لو أن رأسي في يدي نبذته. فقالت: قد فهمنا مقالتك ووعينا ما ذكرت، وفيك بحمد الله خصالٌ لا نرضاها لبنات إبليس، فانصرف رحمك الله.

لبعض الشعراء قال بعض الشعراء:

ألا يا ليل إن خيّرت فـينـا

 

بعيشك فانظري أين الخيار

فلا تستنكحي قدما غـبـيا

 

له ثارٌ وليس علـيه ثـار

وقال آخر لامرأته:

فإما هلكت فلا تنكحـي

 

ظلوم العشيرة حسّادهـا

يرى مجده ثلب أعراضها

 

لديه ويبغض من سادها

وقال آخر:

فلا تنكحي إن فرّق الدهر بيننا

 

أغمّ القفا والوجه ليس بأنزعـا

من القوم ذا لونين وسّع بطنـه

 

ولكن أذيّا حلمه ما توسّـعـا

ضروباً بلحييه على عظم زوره

 

إذا لقوم هشّوا للفعال تقنـعـا

لإبراهيم بن النعمان وقد زوّج ابنته لمولى عثمان بن عفان زوّج إبراهيم بن النعمان بن بشير يحيى بن "أبي" حفصة مولى عثمان بن عفان ابنته على عشرين ألف درهم، فعيّر فقال:

فما تركت عشرون ألفـاً لـقـائل

 

مقالاً فلا تحـفـل مـقـالة لائم

فإن أك قد زوّجت مولى فقد مضت

 

به سنةٌ قبلـي وحـبّ الـدراهـم

ويحيى هذا جدّ مروان الشاعر، وكان يهودياً فأسلم على يد عثمان. وتزوج أيضاً خولة بنت مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم سيّد أهل الوبر. فقال القلاخ:

نبئت خولة قالت حين أنـكـحـهـا

 

لظالماً كنت منك العار أنـتـظـر

أنكحت عبدين ترجو فضل مالهمـا

 

في فيك مما رجوت الترب والحجر

للّـه درّ جـيادٍ أنـت سـائسـهـا

 

برذنتها وبها التحجـيل والـغـرر

بين ابن عباس ورجل خطب يتيمة له خطب رجلٌ إلى ابن عباس يتيمةً له؛ فقال ابن عباس: لا أرضاها لك. قال: ولم، وفي حجرك نشأت قال: لأنها تتشرف وتنظر. قال: وما هذا فقال ابن عباس: الآن لا أرضاك لها.

زياد وسعيد بن العاص كتب زيادٌ إلى سعيد بن العاص يخطب إليه أمّ عثمان بنت سعيد وبعث إليه بمالٍ كثير؛ فلما قرأ الكتاب أمر حاجبه بقبض المال والهدايا، فلم قبضه أمره بقسمه بين جلسائه. فقال الحاجب: إنه أكثر من ذلك. فقال: أنا أكثر منها. ففعل؛ ثم كتب إلى زيدٍ: بسم اللّه الرحمن الرحيم. أما بعد، فإنّ الإنسان ليطغى ن رآه استغنى.

بين لقيط بن زرارة وقيس بن خالد خطب لقيط بن زرارة إلى قيس بن خالد ذي الجدّين الشّيبانيّ؛ فقال له قيس: ومن أنت قال: لقيط بن زرارة. قال: وما حملك أن تخطب إليّ علانيةً فقال: لأنّي عرفت أنّي إن عالنتك لم أفضحك وإن ساررتك لم أخدعك. فقل: كفء كريم، لا تبيت واللّه عندي عزباً ولا غريباً.

فزوّجه ابنته وساق عنه.

للحسن في الزوج قال رجل للحسن: إن لي بنيّة وإنها تخطب، فممّن أزوّجه فقال: زوّجها ممن يتقي اللّه، فإن أحبّها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها.

أمّ أبان وخطّابها قال أبو اليقظان: خطب عمر بن الخطّاب أمّ أبان بنت عتبة بن ربيعة بعد أن مات عنها يزيد بن أبي سفيان، فقالت: لا يدخل إلا عابساً ولا يخرج إلا عابساً، يغلق أبوابه ويقلّ خيره. ثم خطبها الزّبير، فقالت: يدٌ له على قروني ويدٌ له في السّوط. وخطبها عليّ، فقالت: ليس للنساء منه حظّ إلا أن يقعد بين شعبهن الأربع لا يصبن منه غيره. وخطبها طلحة فأجابت فتزوّجها؛ فدخل عليها عليّ بن أبي طالب فقال لها: رددت من رددت منّا وتزوّجت ابن بنت الحضرميّ فقالت: القضاء والقدر. فقال: أما إنك تزوّجت أجملنا مرآةً وأجودنا كفّاً وأكثرنا خيراً على أهله.

الحضّ على النكاح وذمّ التبتّل

للنبي صلى اللّه عليه وسلم في الحض على النكاح عن عكّاف بن وداعة الهلاليّ: أنّ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال له: "يا عكّاف ألك امرأة" قال: لا. قال: "فأنت إذاً من إخوان الشياطين إن كنت من رهبان النصارى فالحق بهم وإن كنت منّا فمن سنّتنا النكاح".

عن طاوس أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "لا زمام ولا خزام ولا رهبانيّة في الإسلام ولا تبّتل ولا سياحة في الإسلام".

طاوس لإبراهيم بن ميسرة عن إبراهيم بن ميسرة قال: قال لي طاوس: لتنكحنّ أو لأقولنّ لك ما قال عمر لأبي الزوائد. ما يمنعك من النكاح إلا عجزٌ أو فجور.

علقمة لامرأته عن إبراهيم قال: قال علقمة لامرأته: خذي أحسن زينتك ثم اجلسي عند رأسي، لعلّ اللّه أن يرزقك من بعض عوّادي خيراً.

وفي بعض الأخبار: أربعٌ من سنن المرسلين: التّعطّر، والنّكاح، والسّواك، والختان.