الكتاب العاشر: كتاب النساء - باب سياسة النساء ومعاشرتهن

باب سياسة الّنساء ومعاشرتهنّ

للنبي صلى الله عليه وسلم عيسى بن يونس قال: حدّثنا شيخٌ لنا قال: سمعت سمرة بن جندبٍ يقول على منبرٍ البصرة: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:"إنما المرأة خلقت من ضلع عوجاء فإن تحرص على إقامتها تكسرها فدارها تعش بها".

لبعض الشعراء وقال بعض الشعراء:

هي الضّلع العوجاء لست تقيمها

 

ألا إنّ تقويم الضلوع انكسارها

أتجمع ضعفاً واقتداراً على الفتى

 

ألبس عجيباً ضعفها واقتدارهـا

لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه عن الحسن قال: قال عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه: النساء عورةٌ فاستروها بالبيوت، وداووا ضعفهنّ بالسكوت.

وفي حديث آخر لعمر: لا تسكنوا نساءكم الغرف، ولا تعلّموهنّ الكتاب، واستعينوا عليهنّ بالعري، وأكثروا لهنّ من قول، فإنّ نعم تغريهنّ على المسألة.

من غيرة عقيل بن علفة قال الأصمعيّ: قيل لعقيل بن علّفة وكان غيوراً: من خلّفت في أهلك فقال: الحافظين، العري والجوع. يعني أنه يجيعهنّ فلا يمزحن، ويعريهنّ فلا يمرحن.

شعر لكثير وقال كثيّر:

وكنت إذا ما جئت أجللن مجلسي

 

وأبدين منّي هيبةً لا تجهّـمـا

 

يحاذرن منّي غيرةً قد علمنها

 

قديماً فما يضحكن إلاّ تبسّمـا

تراهنّ إلاّ أن يؤدّين نـظـرةً

 

بمؤخر عينٍ أو يقلّبن معصما

كواظم لا ينطقن إلاّ محـورةً

 

رجيعة قول بعد أن تتفهّمـا

وكنّ إذا ما قلن شـيئاً يسـرّه

 

أسرّ الرّضا في نفسه وتحرّما

           

لابن المقفع في سياسة النساء وقال ابن المقفّع: إيّاك ومشاورة النساء، فإن رأيهنّ إلى أفنٍ، وعزمهنّ إلى وهنٍ. واكفف عليهنّ من أبصارهنّ بحجابك إيّاهنّ، فإنّ شدّة الحجاب، خيرٌ لك من الارتياب. وليس خروجهنّ بأشدّ من دخول من لا تثق به عليهنّ، فإن استطعت ألاّ يعرفن عليك فافعل. ولا تمّلكنّ امرأةً ما جاوز نفسها، فإن ذلك أنعم لحالها وأرخى لبالها؛ وأدوم لجمالها، وإنما المرأة ريحانة وليست بقهرمانة، فلا تعد بكرامتها نفسها، ولا تعطها أن تشفع عندك لغيرها. ولا تطل الخلوة مع النساء فيمللنك وتملّهنّ؛ واستبق من نفسك بقيّةً، فإنّ إمساكك عنهنّ وهنّ يردنك باقتدار، خير من أن يهجمن عليك على انكسار. وإيّاك والتغاير في غير موضع غيرة، فإنّ يدعو الصحيحة منهنّ إلى السّقم.

المأمون في الغيرة كان المأمون يقول: الغيرة بهيميّة. وقال أيضاً: هي ضرب من البخل.

شعر الخريمي في الغيرة أنشدني محمد بن عمر للخريميّ:

ما أحسن الغيرة في حينـهـا

 

وأقبح الغيرة في غير حـين

من لم يزل متهمـاً عـرسـه

 

متّبعاً فيها لقول الـظّـنـون

يوشك أن يغـريهـا بـالـذي

 

يخاف أن يبرزها للـعـيون

حسبك من تحصينها وضعهـا

 

منك إلى عرضٍ صحيح ودين

لا يطلعن منـك عـلـى ريبةٍ

 

فيتبع المقرون حبل القـرين

للشنفرى، ولآخرين وقال الشنفرى:

إذا أصبحت بين جبـال قـوٍّ

 

وبيضا القرى لم تحذرينـي

وإما أن تؤذينـي وتـرعـى

 

أمانتكم وإما أن تـخـونـي

إذا ما جئت ما أنهاك عـنـه

 

ولم أنكر عليك فطلّقـينـي

فأنت البعل يومئذٍ فقـومـي

 

بسوطك لا أبا لك فاضربيني

أنشدني عبد الرحمن عن عمه للرخيم العبدي:

كنا ولا تعصي الحليلة بعلـهـا

 

فاليوم تضربه إذا ما هو عصى

ويقلن بعداً للشـيوخ سـفـاهةً

 

والشيخ أجدر أن يهاب ويتقـى

وقال آخر:

وإني لأخلي للفتاة خـبـاءهـا

 

كثيراً فترعى نفسها أو تضيعها

وإني لعفٌّ عن مطاعـم جـمةٍ

 

إذا زيّن الفحشاء للنفس جوعها

قال جران العود:

ولكن سمعن الشيخ قد قال قـولةً

 

عليكم إذا ما ربنكم بالـضـرائر

ولا تأمنوا مكر النساء وأمسكـوا

 

عرى المال عن أبنائهن الأصاغر

فإنك لم ينذرك أمـراً تـخـافـه

 

إذا كنت منه جاهلاً مثل خابـر

لجعفر بن سليمان الأصمعيّ عن جعفر بن سليمان قال: منعني علمي بالنساء كثيراً منهن، فقد غشيت ألف امرأة. وإن الله لو يحلّ لرجل ابنته لم تنفعه أو تعزبه.

الحجاج ونسائه أبو الحسن قال: قيل للحجاج: أيمازح الأمير أهله قال: ما تروي إلا شيطاناً والله لربّما قبّلت أخمص إحداهنّ.

لرجل من العرب في حسن المعاشرة قيل لرجل من العرب كان يجمع الضرائر: كيف تقدر على جمعهنّ قال: كان لنا شبابٌ يصابرهنّ علينا، ثم كان لنا مالٌ يصبّرهنّ لنا، ثم بقي خلق حسن، فنحن نتعاشر به ونتعايش.

للنبي صلى الله عليه وسلم عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: : "كلّ شيء يلهو به الرجل باطلٌ إلا تأديبه فرسه، ورميه عن قوسه، وملاعبته أهله".

في الأولاد والعيال ويقال: العيال سوس المال.

للكسائي في ترك التزوج عوتب الكسائي في ترك التزوج، فقال: وجدت مكابدة العزبة أيسر من مكابدة العيال.

لعمارة بن حمزة عن عمارة بن حمزة قال: يخبز في بيتي كلّ يومٍ ألف رغيفٍ، كلهم يأكله حلالاً غيري. وكان يأكل رغيفاً واحداً. ويقولون: فلانٌ ربّ البيت، وإنما هو كلب البيت.

لعيسى بن عليّ عن عيسى بن علي قال في مرضٍ مرضه بمدينة السلام للناس: إن في قصري الساعة لألف محمومةٍ.

للنبي صلى الله عليه وسلم في الإنفاق على الأهل

عن مجاهد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دينار أعطيته مسكيناً ودينار أعطيته في رقبةٍ ودينار أعطيته في سبيل الله ودينار أنفقته على أهلك هو أعظم أجراً".

محادثة النساء

لبشار في محادثة النساء قال بشار:

وحديثٍ كأنه قـطـع الـرو

 

ض وفيه الصفراء والبيضاء

مثله لابن الأعرابي وغيره وأنشد ابن الأعرابي:

وحديثها كالغيث يسمعـه

 

راعي سنين تتابعت جدبا

فأصلح مستمعاً لـدرّتـه

 

ويقول من فرحٍ هيا ربّا

وقال القطامي:

وهنّ ينبذن من قول يصبـن بـه

 

مواقع الماء م ذي الغلة، الصادي

وقال الأخطل:

قد تكون بها سلمى تحـدّثـنـي

 

تساقط الحلي حاجاتي وأسراري

شبه كلامها بعقدٍ انقطع فتساقط لؤلؤه.

وقال جران العود:

حديث لو أن اللحم يصلى بحـره

 

غريضاً أتى أصحابه وهو منضج

وقال بشّار وذكر امرأة: "كأن حديثها سكر الشّراب" وقال أعرابيّ:

ونازعتنا ضـحـياً خـفـيّاً كـأنـه

 

على المجتنى الريحان أمرغ خاضله

بوحي لو أن العصم تسمع رجـعـه

 

تقضّض من أعلى أبانٍ عواقـلـه

وقال بشار:

وكأنّ تحـت لـسـانـهـا

 

هاروت ينفث فيه سحـرا

وكأن رجـع حـديثـهـا

 

قطع الرّياض كسين زهرا

لأعرابي أحمق وقال بعض الأعراب الحمقى:

حديثك أشهى حين آتيك طارقاً

 

من الماء والدّوشاب يمتزجان

كأنّ على عينيك تسعين جـلّةً

 

كثيراً من االبرنيّ والصّرفان

آخر:

كأنّ على فيها وما ذقت طعمه

 

لبا نعجةٍ سوّطتـه بـدقـيق

رمتني بسهمٍ نصلـه قـرويةّ

 

وفوقاه سمنٌ والنضيّ سويق

لذي الرّمة والحسن في هذا قول ذي الرّمّة:

ولما تلاقينا جرت من عيونـنـا

 

دموعٌ كففنا ماءها بالأصـابـع

ونلنا سقاطاً من حـديث كـأنـه

 

جنى النحل مموزجاً بماء الوقائع

وقال آخر:

أنخ فاختبر قرصاً إذا اعترك الهوى

 

بزيتٍ لكي يكفيك فقد الحـبـائب

إذا اجتمع الجوع المبّرح والهـوى

 

نسيت وصال الغانيات الكواعـب

فدع عنك تطلاب الغواني وحبّهـا

 

وراجع تمـر مـع لـبـأ ورائب