باب القيان والعيدان والغناء
بين جعفريّ وجارية يهواها قال إسحاق بن إبراهيم: كان رجلٌ من آل جعفر بن أبي طالب، يهوى جاريةً، فطال ذلك به، فقال للزّبيريّ: قد شغلتني هذه عن ضيعتي وعن كل أمري فاذهب بنا حتى نكاشفها، فقد وجدت بعض السّلوّ. فأتيناها؛ فلما أتيناها قال لها الجعفريّ أتغنيّن:
وكنت أحبّكم فسلوت عنكم |
|
عليكم في دياركم السلام |
فقالت: لا، ولكني أغنّي:
تحمّل أهلها منها فبـانـوا |
|
على آثار من ذهب العفاء |
فاستحيا وأطرق ساعةً وازداد كحلفاً، ثم قال: أتغنيّن:
وأخنع للعتبى إذا كنت ظالمـاً |
|
وإن ظلمت كنت الذي أتنصّل |
قالت: نعم، وأغنيّ:
فإن تقبلوا بالودّ نقبل بمـثـلـه |
|
وإن تدبروا أدبر على حال باليا |
فتقاطعا في بيتين، وتواصلا في بيتين، ولم يشعر بهما أحدٌ.
وقال أحمد بن صالح بن أبي فنن:
أعددت للحرب شرب كأسٍ |
|
وميل سمـعٍ إلـى قـيان |
تظلّ أوتارهنّ تـحـكـي |
|
فصاحةً منطق اللـسـان |
ما بين يمنى وبين يسـرى |
|
وحي بنانٍ إلـى بـنـان |
ضمير قلب بقـرع كـفٍّ |
|
أبداه بمّـان نـاطـقـان |
لبعض الكتاب في العود وقال بعض الكتّاب وذكر العود:
وناطق بلسان لا ضـمـير لـه |
|
كأنه فخذٌ نيطـت إلـى قـدم |
يبدي ضمير سواه في الكلام كما |
|
يبدي ضمير سواه منطقٌ لفـم |
لشاعر يذكر مغنية وقال آخر يذكر مغنيّة:
ألم ترها لا يبعـد الـلّـه دارهـا |
|
إذا رجّعت في صوتها كيف تصنع |
تمدّ نـظـام الـقـول ثـم تـردّه |
|
إلى صلصل في حلقها يتـرجّـع |
شعر في القيان وقال بعض المحدثين في القيان:
إذا رأين الـقـيان أحـمـــق ذا |
|
مالٍ يقلّبـن نـحـوه الـحـدقـا |
وبالتـغـنّـي وبـالـتـدلّـل يس |
|
لبن فـؤاداً بـحـبّـه عـلـقـا |
حتى إذا ما سـلـخـن جـلـدتـه |
|
سلخـاً رفـيقـاً وبـدّد الـورقـا |
قلن ادخلوا، ذا الطّوير قد طرح الرّ |
|
يش، وشدّوا من دونه الـغـلـقـا |
فبتـن يرعـين فـي دراهـمـه |
|
وبات يرعى الهـمـوم والأرقـا |
للقاسم بن محمد في الغناء
ذكر عند القاسم بن محمد الغناء والسّلو عنه، فقال لهم: أخبروني، إذا ميّز أهل الحقّ وأهل الباطل ففي أيّ الفريقين يكون الغناء قالوا: في فريق الباطل. قال: فلا حاجة لي فيه.
بين سكينة بنت الحسين والغريض ومعبد قدمت سكينة بنت الحسين مكة، فأتاها الغريض ومعبد فغنياها:
عوجي علينا ربّة الهودج |
|
إنك إن لم تفعلي تحرجي |
فقالت: والله ما لكما مثلٌ: إلا الجديين الحار والبارد لا يدرى أيها أطيب.
في إجادة الغناء والإساءة فيه قال بعضهم: ليس يخلو أحدٌ في بيته ولا في سفره إلا وهو يشدو، فإن هو أساء في ذلك ستر الله عليه، وإن هو أحسن فضحه الله.
لشريح قال الهيثم: خرج شريحٌ إلى مكة فشيّعه قوم، فانصرف بعضهم من النجف بعد السفرة، ومضى معه قوم، فلما أرادوا أن يودعوه، قال: أما أصحاب النجف فقد قضينا حقّهم بالطعام، وأما أنتم فأغنّيكم، ورفع عقيرته وغنّى:
إذا زينب زارها أهـلـهـا |
|
حشدت وأكرمت زوّارهـا |
وإن هي زارتهم زرتـهـا |
|
وإن لم يكن لي هوىً دارها |
خبر القاص بمرو عن عليّ بن هشام قال: كان عندنا بمرو قاصٌّ يقصّ فيبكينا، ثم يخرج بعد ذلك طنبوراً صغيراً من كمّه فيضرب ويغني ويقول:
يا إين تيمار بايد أندكي شادي |
معناه: ينبغي مع هذا الغم قليل فرحٍ.
ابن عيينة ومجيب له عن ابن جامع قدم ابن جامع مكة بخيرٍ كثير، فقال ابن عيينة: علام تعطيه الملوك هذه الأموال ويحبونه هذا الحباء قالوا: يغنيهم. قال: ما يقول فاندفع رجل يحكيه وقال:
أطوّف بالبيت فيمن يطوف |
|
وأارفع من مئزري المسبل |
قال: أحسنت، هيه فقال:
وأسجد بالليل حتى الصبـا |
|
ح أتلو من المحكم المنزل |
فقال: جزاه الله عن نفسه خيراً هيه فقال:
عسى كاشف الكرب عن يوسفٍ |
|
يسخر لي ربّة الـمـحـمـل |
فقال: آه أمسك أمسك، قد علمت ما نحا الخبيث، اللهم لا تسخرها له.
التقبيل
من أخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن أسد قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اختلى مع نسائه أقعى وقبّل.
بين أم البنين وعزّة قالت أمّ البنين لعزّة صاحبة كثير: أخبريني عن قول كثير:
قضى كلّ ذي دينٍ فوفّى غريمه |
|
وعزّة ممطولٌ مغنّى غريمهـا |
أخبريني ما ذلك الدّين قالت: وعدته قبلةً فحرجت منها. قالت أم البنين: أنجزيها وعليّ إثمها.
بين رجل وأعرابي في معنى الزنا قال رجل لأعرابيّ: ما الزنا عندكم قال: القبلة والضّمة. قال: ليس هذا زنا عندنا. قال فما هو قال: أن يجلس بين شعبها الأربع ثم يجهد نفسه. فقال الأعرابي: ليس هذا زنا، هذا طالب ولد.
لبعض الشعراء في التقبيل وقال" آخر" :
فدخلت مختفياً أصرّ بـبـيتـهـا |
|
حتى ولجت على خفيّ المولـج |
قالت وعيش أخي ونعمة والـدي |
|
لأنبّهنّ الحيّ إن لـم تـخـرج |
فخرجت خيفة قولها فتبسـمـت |
|
فعلمت أن يمينها لـم تـحـرج |
فلثمت فاها قابضاً بقـرونـهـا |
|
شرب النزيف ببرد ماء الحشرج |
فتناولت رأسي لتعرف مـسـه |
|
بمخضّب الأطراف غير مشنـج |
وقال بعض الشعراء:
وما نلت منها محرماً غير أنني |
|
أقبّل بساماً من الثغر أبلـجـا |
وألثم فاها تارةً بـعـد تـارةٍ |
|
وأترك حاجات النفوس تحرّجا |
وقال آخر:
لعمري إني ما صبوت وما صبت |
|
وإنّي إليها من صبـاً لـحـلـيم |
سوى قبلةٍ أستغفر الله ذنـبـهـا |
|
وأطعم مسكيناً بـهـا وأصـوم |
لأبي نواس وقال أبو نواس:
وعاشقين التفّ خدّاهمـا |
|
عند التثام الحجر الأسود |
فاشتفيا من غير أن يأثما |
|
كأنما كانا على موعـد |
لولا دفاع الناس إيّاهمـا |
|
لما استفاقا آخر المسند |
بين المتوكل وبختيشوع قال المتوكل، أو غيره من الخلفاء، لبختيشوع: ما أخفّ النقل على النبيذ فقال له: نقل أبي نواس. فقال: ما هو فأنشده:
ما لي في الناس كلهم مثل |
|
مائي خمرٌ ونفلي القبـل |
وقال بعض المحدثين:
غضبت من قبلةٍ بالكره وجدت بها |
|
فهاك قد جئت فاقتصيه أضعافـا |
|
||
لم يأمر الله إلا بالقصاص فلا |
|
تستجوري ما رآه الله إنصافا |
|||
الدخول بالنساء والجماع
ابن عباس والمتعة عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: ما تقول في متعة النساء - قال: قد أكثر الناس فيها حتى الشاعر:
قد قلت للشيخ لما طال مجـلـسـه |
|
يا صاح هل لك في فتوى ابن عباس |
هل لك في رخصة الأطراف آنـسةٍ |
|
تكون مثواي حتى رجعة الـنـاس |
- قال: فنهاني عنها وكرهها.
للأصمعي الأصمعي: أن رجلاً قعد من امرأة مقعد النكاح ثم قال: أبكرٌ أنت أم ثيّبٌ قالت: "وأنت على المجرّب".
بين الحجاج وابن شماخ قال الحجاج لأكتل بن شمّاخ العكلي: ما عندك للنساء قال: إني لأطيل الظمأ وأورد فلا أشرب.
لمدني في النكاح وقيل لمدني: ما عندك في النكاح قال: إن منعت غضبت، وإن تركت عجزت.
لأحنف قال الأحنف: إذا أردتم الحظوة عند النساء فأفحشوا في النكاح وحسنوا الأخلاق.
لمعاوية قال معاوية: ما رأيت منهوماً بالسناء إلا رأيت ذلك في منّته.
قال آخر: لذة المرأة على قدر شهوتها، وغيرتها على قدر محبتها.
لعيسى بن موسى دعا عيسى بن موسى بجاريةٍ له، فلم يقدر على غشيانها، فقال:
القلب يطمع والأسباب عاجـزةٌ |
|
والنفس تهلك بين العجز والطمع |
مقاتل بن طلبة قال مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم:
رأيت سحيماً فاقد الله بينها |
|
تنيك بأيديها وتعيا أيورها |
وقال آخر:
ويبعث يوم الحشر أما لسانه |
|
فعيٌّ وأما أيره فخطـيب |
وقال آخر:
ويعجبني منك عند الجماع |
|
حياة اللسان وموت النظر |
لامرأة في الحارث بن ظالم المدائني قال: أسرت عنزة الحارث بن ظالم، فمرت به امرأةٌ منهم فرأت كمرةً سوداء، فقالت: احتفظوا بأسيركم فإنه ملكٌ وخدن ملك. قالوا: وكيف عرفت ذلك "قالت:" رأيت حشفةً سوداء من فروم النساء.
والفرم: ما تضيّق المرأة به رحمها م رامكٍ أو عجم زبيب أو غيره.
وكتب عبد الملك ب مروان إلى الحجاج: يابن المستفرمة بعجم الزبيب.
بين امرئ القيس وامرأة قال الهيثم: كان امرؤ القيس مفرّكاً، فبينما هو يوماً مع امرأة قالت له: قم يا خير الفتيان قد أصبحت. فلم يقم، فكررت عليه، فقام فوجد الليل بحاله، فرجع إليها فقال لها: ما حملك على ما صنعت قالت: حملني عليه أنّك ثقيل الصدرن خفيف العجز، سريع الإراقة.
بين أبي عبيدة وجارية له قال أبو عبيدة لجاريةٍ له: اصدقيني عمّا تكره النساء مني. قالت: يكرهن منك "أنك" إذا عرقت فحت بريح كلبٍ. قال: أنت صدقتيني، إن أهلي كاوا أرضعوني بلبن كلبةٍ.
بين رجل وامرأته قال الأصمعي: غاضبت امرأة زوجها، فجال عليها يجامعها؛ فقالت: لعنك الله كلما وقع بيني وبينك شرٌّ جئتني بشفيعٍ لا أقدر على ردّه.
زواج عبيد الله بن زياد بهند بنت أسماء بن خارجة الهيثم عن ابن عيّاش قال: كتب عبيد الله بن زياد إلى أسماء بن خارجة ووالي البصرة يخطب إليه هند بنت أسماء فزوّجه؛ فلقيه عمرو بن حارثة ومحمد بن الأشعث بن قيس ومحمد بن عمير، فقالوا: خطب إليك وليس له عليك سلطانٌ فزوجته وقد عرفته فقال: قد كان ما كان. فقال عقيبة الأسديّ:
جزاك الله يا أسمـاء خـيراً |
|
كما أرضت فيشلة الأمـير |
بصدرعٍ قد يفوح المسك منه |
|
عظيم مثل كركرة البـعـير |
لقد زوجتها حسنـاء بـكـراً |
|
تجيد الرهز من فوق السرير |
فبلغ الخبر عبيد الله بن زياد، فلما استعمل على الكوفة تزوج عاشة بنت محمد بن الأشعث، وزوّج أخاه سلم بن زيادٍ بنت عمرو بن الحارث بن حريثٍ، وزوّج أخاه عبد الله بن زيادٍ ابنة محمد بن عميرٍ. قال ابن عيّاش: فاشتركوا والله في اللوم جميعاً.
لابن المبارك
قال ابن المبارك: ألستم تعلمون أنّي قد أرميت على المائة وينبغي لمن كان كذلك أن يكون في وهن الكرّة وموت الشّهوة وانقطاع ينبوع النّطفة، وأن قد يكون قد مال جبينه إلى النساء وبفكره إلى الغزل. قالوا: صدقت. قال: وينبغي أن يكون عوّد نفسه تركهن، وهذا والتخلي بهّ دهراً أن تكون العادة وتمرين الطبيعة وتوطين النفس قد حطّ من ثقل منازعة الشهوة ودواعي الباه، وقد علمت أنّ العادة قد تستحكم ببعضٍ عمن ترك ملابسة النساء. قالوا: صدقت. قال: وينبغي أن يكون لمن لم يذق طعم الخلوة بهنّ ولم يجالسهنّ متبذّلاتٍ ولم يسمع خلابتهن للقلوب واستمالتهن للأهواء، ولم يرهنّ متكشّفاتٍ ولا عارياتٍ أن يكون إذا تقدّم له ذلك مع طول الترك ألاّ يكون بقي معه من دواعيهنّ شيء. قالوا: صدقت. قال: وينبغي لمن علم أنّه مجبوبٌ وأن سببه إلى خلاطهن محسوم أن يكون اليأس من أمتن أسبابه إلى الزهد والسّلوة وإلى موت الخاطر. قالوا: صدقت. قال: وينبغي لمن دعاه الزّهد في الدنيا إلى أن خصى نفسه ولم يكرهه على ذلك أبٌ ولا عدوٌّ ولا سباه ساب أن يكون مقدار ذلك الزّهد يميت الذكر وينسي العزم. قالوا: صدقت. قال: وينبغي لمن سخت نفسه عن الشكر وعن الولد وعن أن يكون مذكوراً بالعاقب الصالح أن يكون قد نسي هذا الباب إن كان مرّةً منه على ذكره، وأنتم تعلمون أني سملت عيني يوم خصيت نفسي "و" قد نسيت كيفية الصّور. قالوا: صدقت. قال: أوليس لو لم أكن هرماً ولم يكن هاهنا اجتناب وكانت الآلة قائمة - إلا أني لم أذق لحماً منذ ثلاثين سنة ولم تمتلىء عروقي من الشّراب مخافة الزيادة في الشّهوة - لكان في ذلك ما يقطع الدواعي ويسكّن حركةً إن هاجت. قالوا: صدقت. قال: فإن بعد ما وصفت لكم لا أسمع نغمةً لامرأة إلا أظن أنّ عقلي قد اختلس، ولربّما تراءى فؤادي عن ضحك إحداهن حتى أظنّ أنه قد خرج من فمي، فكيف ألوم عليهنّ غيري.
"بين ابن سيرين ورجل" قال رجل لابن سيرين: إذا خلوت بأهلي أتكلّم بكلام أستحي منه. قال: أفحشته اللّذة.
للموصلي في شراعة بن الزندبوذ إسحاق بن إبراهيم الموصليّ قال: كان شراعة بن الزّندبوذ لا يأتي النساء، وكان يقال: إنه عنّينٌ؛ فقال:
قالوا شراعة عنّين فقلت لـهـم |
|
اللّه يعلم أنّـي غـير عـنّـين |
فإن ظننتم بي الظنّ الذي زعموا |
|
فقرّبوني إلى بيت ابن رامـين |
وكان ابن رامين صاحب قيانٍ، وكانت الزرقاء جاريته.
بين إسحاق وابن كناسة قال إسحاق: أنشدني ابن كناسة:
لقد كان فيها للأمانة موضعٌ |
|
وللسّرّ كتمانٌ وللعين منظر |
قلت: ما بقي شيء. قال: فأين الموافقة.
بين الهيثم وصالح بن حسان في أفقه الناس الهيثم قال: قال لي صالح بن حسّان: من أفقه الناس قلت: اختلف في ذلك. قال: أفقه الناس وضّاح اليمن حيث يقول:
إذا قلت هاتي نوّليني تبـسّـمـت |
|
وقالت معاذ اللّه من فعل ما حرم |
فما ناولت حتى تضرّعت عندهـا |
|
وأنبأتها ما رخّص اللّهفي اللّمـم |
بين هشام والأبرش في نساء كلب قال هشام بن عبد الملك للأبرش الكلبيّ: زوّجني امرأة من كلب. فزوّجه؛ فقال له ذات يوم يهزل معه: وتزوّجنا إلى كلب فوجدنا في نسائهم سعة. فقال الأبرش: يا أمير المؤمنين، إن نساء كلبٍ خلقن لرجال كلبٍ.
لكندي في نساء كندة قال: وسمع رجلٌ من كندة رجلاً يقول: وجدنا في نساء كندة سعةً؛ قال الكنديّ: إن نساء كندة مكاحل فقدت مراودها.
بين أعرابي وامرأته تزوّج أعرابيّ امرأةً، فلما دخل بها عابثها فضرطت فخرجت غضبي إلى أهلها، وقالت: لا أرجع حتى يفعل مثل ما فعلت؛ فقال لها: عودي لأفعل. فعادت ففعل؛ فبينما هو يداعبها إذ حبقت أخرى؛ فقال الأعرابي:
طالبتني ديناً فلـم أقـضـك |
|
واللّه حتى زدت في قرضك |
فلا تلوميني على مـطـلـه |
|
إن كان ذا دأبك لم أقضـك |
لأعرابية عجز عنها زوجها تزوّج رجلٌ أعرابيّة فعجز عنها؛ فقيل لها في ذلك، فقالت: نحن لنا صدوع في صفاً، ليس لعاجزٍ فينا حظّ.
أبو سفيان بن حرب يذكر زوجته صعبة بعدما طلقها
الهيثم عن ابن عياش قال: كانت صعبة أمّ طلحة بن عبيد اللّه من بنات فارس، تزوّجها أبو سفيان بن حربٍ فلم تزل به هندٌ حتى طلّقها، فتزوّج بها عبيد اللّه؛ وتتبّعتها نفس أبي سفيان فقال:
إنا وصعـبة فـيمـا تـرى |
|
بعـيدان والـودّ قــريب |
فإلاّ يكن نـسـبٌ ثـاقـبٌ |
|
فعند الفتاة جمـالٌ وطـيب |
لها عند سرّي بها نـخـرةٌ |
|
يزول بها يذبلٌ أو عسـيب |
فيا لقصيٍّ ألا فاعـجـبـوا |
|
فللوبر صار الغزال الربيب |
لأعرابية جلس أعرابيٌ إلى أعرابيّةٍ، وعلمت أنه إنما جلس إليها لينظر ابنتها، فضربت بيدها على جنبها وقالت:
وما لك منها غير أنك ناكحٌ |
|
بعينيك عينيها فهل ذاك نافع |
لأيمن بن خريم وقال أيمن بن خريم:
لقيت من الغانيات العـجـابـا |
|
لو ادرك منّي العذارى الشّبابا |
ولكنّ جمع العذارى الحسـان |
|
عناء شديد إذا المـرء شـابـا |
يرضن بكـل عـصـا رائضٍ |
|
ويصبحن كلّ غداةٍ صعـابـا |
علام يكحلنّ حـور الـعـيون |
|
ويحدثن بعد الخضاب الخضابا |
ويبرزن إلا لما تـعـلـمـون |
|
فلا تحرموا الغانيات الضّرايا |
إذا لم يخالطـن كـلّ الـخـلا |
|
ط أصبحن مخرنطماتٍ غضابا |
يميت العتاب خلاط النـسـاء |
|
ويحيي اجتناب الخلاط العتابـا |
العرجيّ في يوم غاب عذّاله واعد العرجيّ امرأة من الطائف فجاء على حمار ومعه غلام، وجاءت المرأة على أتان ومعها جارية؛ فوثب العرجيّ على المرأة، والغلام على الجارية، والحمار على الأتان؛ فقال العرجيّ: هذا يومٌ غاب عذّاله.