الكتاب العاشر: كتاب النساء - باب القيادة

باب القيادة

لعائشة رضي اللّه عنها عن الواصلة عن ابن الأشوع: أنه سئل عن الواصلة فقال: إنك لمنقّر، قالت عائشة رضي اللّه عنها: ليست الواصلة بالتي تعنون، وما بأسٌ إذا كانت المرأة زعراء أن تصل شعرها، ولكن الواصلة أن تكون بغيّاً في شبيبتها، فإذا أسنت وصلته بالقيادة.

خبر ظلمة القوادة قالوا: كانت ظلمة التي يضرب بها المثل في القيادة صبيةً في الكتّاب، فكانت تضرب دويّ الصبيان وأقلامهم، فلما شبت زنت، فلما أسنت قادت، فلما قعدت اشترت تيساً تنزّيه على العنز.

للمدائني وذكر المدائنيّ: أنّ رجلاً من السلطان كان لا يزال يأخذ قوّادة فيحبسها ثم يأتيه من يشفع فيها فيخرجها؛ فأمر صاحب شرطته فكتب في قصّتها: فلانة القوّادة تجمع بين الرجال والنساء لا يتكلّم فيها إلا زانٍ؛ فكان إذا كلّم فيها قال: أخرجوا قصّتها، فإذا قرئت قام الشفيع مستحيياً.

شعر لجران العود وقال جران العود:

يبلّغهنّ الحـاج كـلّ مـكـاتـب

 

طويل العصا أو مقعدٍ يتـزّحـف

ومكمونةٍ رمداء لا يحـذرونـهـا

 

مكاتبةٍ ترمي الكلاب وتـحـذف

رأت ورقاً بيضاً فشدّت حزيمهـا

 

لها فهي أمضى من سليكٍ وألطف

للفرزدق وقال الفرزدق:

يبلّغهنّ وحي القول منّـي

 

ويدخل رأسه تحت القرام

لحميد بن ثور وقال حميد بن ثور:

خليليّ إني أشتكي ما أصـابـنـي

 

لتستيقنا ما قد لقيت وتـعـلـمـا

 

فلا تفشيا سرّي ولا تـخـذلا أخـاً

 

أبثّكما منه الحديث المـكـتـمّـا

 

وقولا إذا جاوزتما أرض عـامـرٍ

 

وجاوزتما الحيّين نهداً وخثعـمـا

 

نزيعان من جرم بن ربّـان إنـهـم

 

أبوا أن يريقوا في الهزاهز محجما

 

وخبّا على نضوين مكتفـلـيهـمـا

 

ولا تحملا إلا زنـاداً وأسـهـمـا

 

وزاداً غريضاً خفّفاه عـلـيكـمـا

 

ولا تبديان سرّاً ولا تحمـلا دمـا

 

وإن كان ليلٌ فالويا نسـبـيكـمـا

 

وإن خفتما أن تعرفا فتـلّـثـمـا

 

وقولا خرجنا تاجرين فـأبـطـأت

 

ركابٌ تركناها بثـلـيث قـوّمـا

 

ولو قد أتانـا بـزّنـا ودقـيقـنـا

 

تموّل منكم من رأيناه مـعـدمـا

 

ومدّا لهم في السّوم حتى تمـكّـنـا

 

ولا تستلجّا صفق بيع فـيلـزمـا

 

فإن أنتما اطمأننتما فـأمـنـتـمـا

 

وخلّيتما ما شئتمـا فـتـكـلّـمـا

 

وقولا لها ما تأمرين بصاحبٍ

 

لنا قد تركت القلب منه متيّما

أبيني لنا إنّا رحلنا مـطـيّنـا

 

إليك وما نرجوك إلا توهّما

           

المأمون لرسول بعث به وقال المأمون لرسول بعث به:

بعثتك مرتاداً ففـزت بـنـظـرة

 

وأخلفتني حتى أسأت بك الظّـنـا

وناجيت من أهوى وكنت مقـرّبـاً

 

فيا ليت شعري عن دنوّك ما أغنى

وردّدت طرفاً في مجالس وجههـا

 

ومتّعت باستسماع نغمتـهـا أذنـا

أرى أثراً منها بعينـيك لـم يكـن

 

لقد سرقت عيناك من وجهها حسنا

وقال بعض المحدثين:

يا سوء منقلب الرّسـو

 

ل مخبراً بخلاف ظنيّ

إنّي أعـيذك أن تـكـو

 

ن شغلتني وشغلت عنّي

شعر زيد بن عمرو في أمته وقال زيد بن عمرو في أمته:

إذا طمثت قادت وإن طهرت زنت

 

فهي أبداً يزني بـهـا وتـقـود