الكتاب العاشر: كتاب النساء - باب الزنا والفسوق

باب الزنا والفسوق

العتبي، قال: قيل لرجل في امرأته وكانت لا ترّد يد لامسٍ: علام تحسبها مع ما تعرف منها فقال: إنها جميلة فلا تفرك وأمّ عيال فلا تترك.

لبعض الأعراب وقال بعض الأعراب:

ألمّا على دارٍ لواسـعة الـحـبـل

 

ألوفٍ تسوّي صالح القوم بالـرّذل

يبيت بها الحدّاث حتـى كـأنـمّـا

 

يبيتون فيها من مدافع من نـخـل

ولو شهدت حجّاج مكة كـلّـهـم

 

لراحوا وكلّ القوم منها على وصل

بين الفرزدق وسليمان بن عبد الملك أنشد الفرزدق لسليمان بن عبد الملك القصيدة التي تقول فيها:

ثلاثٌ واثنتان فـهـنّ خـمـسٌ

 

وسادسة تمـيل إلـى شـمـام

فبتن بجانبـي مـصـرعـات

 

وبتّ أفضّ أغلاق الـخـتـام

كأن مفالق الـرّمـان فـيهـا

 

وجمر غضّى قعدن عليه حامي

فقال سليمان: أحللت نفسك يا فرزدق: أقررت عندي بالزنا وأنا إمامٌ، ولا بدّ لي من إقامة الحدّ عليك فقال: بم أوجبت ذلك عليّ يا أمير المؤمنين، فقال: بكتاب اللّه قال: فإن كتاب اللّه يدرأ عنيّ، قال اللّه جلّ ثناؤه: "والشعراء يتبّعهم الغاوون ألم تر أنهّم في كلّ وادٍ يهيمون. وأنهّم ماالا يفعلون" فإنا قلت ما لم أفعل.

أبو الطمحان القيني وليلة الدير قيل لأبي الطّمحان القينيّ: خبّرنا عن أدنى ذنوبك. قال: ليلة الدير. قالوا: وما ليلة الدير قال: نزلت على ديرانيةّ فأكلت طفيشلاً لها بلحم الخنزيرٍ، وشربت من خمرها وزينت بها وسرقت كساءها ومضيت شعر لعمر بن أبي ربيعة وقال عمر بن أبي ربيعة:

يقصد الناس للطواف احتسابـاً

 

وذنوبي مجموعةٌ في الطواف

لجرير في الفرزدق وقال جريرٌ في الفرزدق:

لقد ولدت أمّ الفرزدق فـاجـراً

 

فجاءت بوزوازٍ قصير القـوائم

يوصّل حبلـيه إذا جـنّ لـيلـه

 

ليرقى إلى جاراته بالـسّـلالـم

وما كان جارٌ للفرزدق مسـلـمٌ

 

ليأمن قرداً لـيلـه غـير نـائم

أتيت حدود اللّه إذ كنت يافـعـاً

 

وشبت فما ينهاك شيب اللّهـازم

تتبّع في الماخـور كـلّ مـريبةٍ

 

ولست بأهل المحصنات الكرائم

هو الرجس يأهل المدينة فاحذروا

 

مداخل رجسٍ بالخبيثات عـالـم

لقد كان إخراج الفرزدق عنكـم

 

طهوراً لما بين المصلّى وواقـم

تدلّيت تزني من ثمـانـين قـامة

 

وقصّرت عن باع العلا والمكارم

لإسماعيل بن غزوان في امرأة العزيز وقال عمرو بن بحر: قرأ قارىء "قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحقّ" إلى قوله تعالى: "ذلك ليعلم أنّي لم أخنه بالغيب"، قال إسماعيل بن غزوان: لا واللّه ما سمعت بأغزل من هذه الفاسقة.

وسمع بكثرة مراودتها يوسف عنها فقال إسماعيل: أما واللّه بي تمرست.

لأعرابيّ بات ضيفاً على حضريّ بات أعرابيّ ضيفاً لبعض الحضر فرأى امرأةً فهمّ أن يخالف إليها في أولّ الليل فمنعه الكلب ثم أراد ذلك نصف الليل فمنعه ضوء القمر ثم أراد ذلك في السّحر فإذا عجوزٌ قائمة تصلّي، فقال:

لم يخلق اللّه شيئاً كنت أكـرهـه

 

غير العجوز وغير الكلب والقمر

 

هذا نبوحٌ وهذا يستضاء به

 

وهذه شيخةٌ قوامة السحر

           

عمر بن أبي ربيعة وامرأة من كلب في موسم الحج المنصور عن أبيه محمد بن عليّ، قال: حججت فرأيت امرأةً من كلبٍ شريفةً قد حجّت فرأها عمر بن أبي ربيعة فجعل يكلّمها ويتبعها كلّ يومٍ، فقالت لزوجها ذات يوم: إني أحبّ أن أتوكأ عليك إذا رحت إلى المسجد. فراحت متوكئة على زوجها فلما أبصرها عمو ولّى فقال: على رسلك يا فتى:

تعدو الذئاب على من لا كلاب له

 

وتتّقي مربض المستأسدة الحامي

بين أبي ذؤيب وخالد بن زهير الرّياشي قال: كان أبو ذؤيب يهوى امرأة من قومه، وكان رسوله إليها رجلاً يقال له: خالد بن زهير، فخانه فيها، فقال أبو ذؤيب:

تريدين كيما تجمعـينـي وخـالـداً

 

وهل يجمع السّيفان ويحك في غمد

أخالد ما راعـيت مـنّـي قـرابةً

 

فتحفظني بالغيب أو بعض ما تبدي

وكان أبو ذؤيب خان فيها ابن عمّ له يقال له: مالك بن عويمر، فأجابه خالدٌ:

ولا تعجبن من سيرةٍ أنت سرتها

 

وأوّل راض سنّةً من يسيرهـا

ألم تتنقّذها من ابـن عـويمـرٍ

 

وأنت صفيّ نفسه ووزيرهـا

سألت امرأةٌ زوجها الحجّ فأذن لها وبعث معها أخاه، فلما انصرفا عنه سأله عنها، فقال:

وما علمت لها عيباً أخـبّـره

 

إلا اتّهامي فيها صاحب الإبل

كنا نهاراً إذا ما السّير جدّ بنا

 

يغيّران وما بالرحل من مثل

ويخلفون كثيراً في منازلـنـا

 

فلا نزال نرى آثار مغتسـل

فاللّه أعلم ما كانت سرائرهم

 

واللّه أعلم بالنيّات والعمـل

بين الفرزدق ورجل قال رجلٌ للفرزدق: متى عهدك يا أبا فراسٍ بالزّنا فقال: مذ ماتت العجوز.

لقيط في سوق يحيى ببغداد رمي ببغداد في سوق يحيى قمطرةٌ فيها صبيٌ وتحته مضرّبات حرير، وعند رأسه كيسٌ فيه مائة دينار ورقعةٌ فيها: هذا الشقيّ ابن الشقيّة، ابن السّكباح والقليّة، ابن القدح والرّطلية؛ رحم اللّه من اشترى له بهذا الذهب جاريةً تربيه؛ وفي آخر الرّقعة: هذا جزاء من عضل ابنته.

أعرابي يذكر ماجناً ذكر أعرابيّ رجلاً ماجناً فقال: لو أبصرت فلاناً العيدان لتحّركت أوتارها ولو رأته مومسة لسقط خمارها.

لبعض الأعراب قال بعض الأعراب:

ماذا يظن بليلي إذا ألـمّ بـهـا

 

مرجّل الرأس ذو بردين مزّاح

حلوٌ فكاهته خزّ عمـامـتـه

 

في كفهّ من رقى إبليس مفتاح

أيضاً أعرابيّ يذكر ماجناً ذكر أعرابيّ رجلاً ماجناً فقال: هو أكثر ذنوباً من الدّهر، تفد إليه مواكب الضّلالة، ويرجع من عنده مدوّن الأيام.

لآخر يذكر قوماً وذكر آخر قوماً فقال: هم أقلٌ الناس إلى أعدائهم وأكثرهم تجرماً على أصدقائهم يصومون عن المعروف، ويفطرون على الفحشاء.

بين الأصمعي وأمة قال الأصمعيّ: قلت لأمةٍ ظريفة: هل في يديك عملٌ قالت: لا ولكن في رجليّ.

بين أبي نواس وقيان قالت جوارٍ من القيان لأبي نواس بناتك فقال أبو نواس......................

شعر لأبي المهند في راهب قال أبو المهند:

وأفجر من راهبٍ يدعدّعـي

 

بأنّ النسـاء عـلـيه حـرام

يحرّم بيضـاء مـمـكـورةً

 

ويغنيه في البضع عنها الغلام

إذا ما مشى غضّ من طرفه

 

وفي اللّيل بالدّير منه عـرام

ودير العذارى فضـوحٌ لـه

 

وعند اللّصوص حديث الأنام

هؤلاء اللصوص نزلوا العذارى ليلاً، فأخذوا القسّ فشدّوه وثاقاً، ثم أخذ كلّ رجل منهم جاريةً،، فوجدوهنّ مفتضّاتٍ قد افتضهنّ القسّ كلّهنّ.

لسهل بن هارون في مخنّث قال سهل بن هارون:

إذا نزل المخنّث في رباعٍ

 

تحرّك كل ذي خنثٍ إلـيه

وصارت دونهم مأوىالخبايا

 

وصار الرّبع مدلولاً عليه

لآخر وقال آخر:

أقول لها لما أتتـنـي تـدلّـنـي

 

على امرأةٍ موصوفةٍ بجـمـال

أصبت لها واللّه زوجاً كما اشتهت

 

إن اغتفرت فيه ثلاث خـصـال

فمنهنّ فـسـقُ لا ينـادي ولـيده

 

ورقّة إسـلامٍ وقـلّة مـــال

الأصمعي وابن روح المهلبي

قال الأصمعيّ: دخلت على ابن روح بن حاتم المهلّبيّ وحضر الإذن وهو عاكفّ على غلام، فقلت له: عمدت إلى الموضع الذي كان أبوك يضرب فيه الأعناق ويعطي فيه اللّهى، وتركب فيه ما تركب فقال:

ورثنا المجد عن آباء صـدقٍ

 

أسأنا في ديارهم الصّنيعـا

إذا الحسب الرفيع تواكلتـه

 

بنات السّوء يوشك أن يضيعا