الكتاب العاشر: كتاب النساء - باب مساوئ النساء

باب مساوئ النساء

لوهب بن منبه عن وهب بن منبّه قال: عاقب اللّه المرأة بعشر خصال: شدّة النّفاس، وبالحيض، وبالنجاسة في بطنها وفرجها، وجعل ميراث امرأتين ميراث رجل واحد، وشهادة امرأتين كشهادة رجل، وجعلها ناقصة العقل والدّين لا تصلي أيام حيضها، ولا يسلّم على النساء، وليس عليهنّ جمعة ولا جماعةٌ، ولا يكون منهنّ نبيّ، ولا تسافر إلا بوليّ.

وكان يقال: ما نهيت امرأة قطّ عن شيء إلا أتته.

وقال طفيل في هذا المعنى:

إن النساء كأشجارٍ نبتـن مـعـاً

 

منها المرار وبعض المرّ مأكول

إنّ النساء متى ينهين عن خلـقٍ

 

فإنّه واقـعٌ لا بـدّ مـفـعـول

لمعاذ في النساء عن رجاء بن حيوة قال: قال معاذ: إنكم ابتليتم بفتنة الضّرّاء فصبرتم، وإني أخاف عليكم فتنة السّرّاء، وإن من أشدّ من ذلكم عندي النساء، إذا تحلّين الذّهب ولبسن ريط الشأم وعصب اليمن، فأتبعن الغنيّ، وكلّفن الفقير ما لا يجد.

لبعض الشعراء قال بعض الشعراء:

تمتّع بها ما ساعفتك ولا تـكـن

 

عليك شجاً يؤذيك حـين تـبـين

وإن هي أعطتك اللّيان فـإنّـهـا

 

لغيرك من خلاّنهـا سـتـلـين

وإن حلفت لا ينقصن النأى عهدها

 

فليس لمخضوب البنـان يمـين

خبر عاتكة بنت زيد أبو عليّ الأمويّ قال: كانت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، عند عبد اللّه بن أبي بكر الصدّيق رضي اللّه عنه، وكانت قد غلبته في كثيرٍ من أمره؛ فقال له أبوه: طلّقها. فطلّقها وأنشأ يقول:

لها خلقٌ سهلٌ وحسنٌ ومنصبٌ

 

وخلقٌ سويٌ ما يعاب ومنطق

فرمي يوم الطائف بسهم؛ فلما مات قال ترثيه:

وآليت لا تنفـكّ عـينـي سـخـينةً

 

عليك ولا ينفكّ جـلـدي أغـبـرا

فللّه عينٌ ما رأت مـثـلـه فـتـىً

 

أعزّ وأحمى في الهياج وأصـبـرا

إذا شرعت فيه الأسنّة خـاضـهـا

 

إلى الموت حتى يترك الرّمح أحمرا

ثم خطبها عمر بن الخطّاب، فلما أولم قال عبد الرحمن بن أبي بكر: ياأمير المؤمنين اتأذن لي أن أدخل رأسي على عاتكة قال: نعم، يا عاتكة استتري. فأدخل رأسه فقال:

وآليت لا تنفكّ عيني قـريرةً

 

عليك ولا ينفكذ جلدي أصفرا

فنشجت نشجاً عالياً؛ فقال عمر: ما أردت إلى هذا كلّ النساء يفعلن هذا غفر اللّه لك. ثم تزوّجها الزّبير بعد عمر وقد خلا من سنّها، فكانت تخرج باللّيل إلى المسجد ولها عجيزةٌ ضخممة؛ فقال لها الزّبير: لا تخرجي؛ فقالت: لا أزال أخرج أو تمنعني. وكان يكره أن يمنعها، لقول النبيّ صلى اللّه عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء اللّه مساجد اللّه"، فقعد لها الزّبير متنكراً في ظلمة اللّيل، فلما مرّت به قرص عجيزتها؛ فكانت لا تخرج بعد ذلك؛ فقال لها: ما لك لا تخرجين فقالت: كنت أخرج والناس ناسٌ، وقد فسد الناس فبيتي أوسع لي.

لرجل من العرب يخاطب امرأته قال المدائنيّ: احتضر رجلٌ من العرب وله ابن يدبّ بين يديه؛ وأم الصّبيّ جالسةٌ عند رأسه؛ واسم الصبيّ معمر فقال:

وإنّي لأخشى أن أموت فتنكحـي

 

ويقذف في أيدي المراضع معمر

وترخى سـتـورٌ دونـه وقـلائدٌ

 

ويشغلكم عنه خلوقٌ ومجـمـر

فما لبث أن مات، ثم تزوّجت، ثم صار معمرٌ إلى ما ذكر.

عمر بن الخطاب وشاب قتل يهودياً كان عند امرأة أخيه عن الحسن: أنّ شابّين كانا متآخيين على عهد عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، فأغزى أحدهما، فأوصى أخاه بأهله؛ فانطلق في ليلةٍ ذات ريح وظلمةٍ إلى أهل أخيه يتعهّدهم، فإذا سراجٌ في البيت يزهر، وإذا يهوديٌّ في البيت مع أهله وهو يقول:

وأشعث غرّه الإسلام منّي

 

خلوت بعرسه ليل التّمـام

 

أبيت على ترائبها ويضحي

 

على جرداء لاحقة الحزام

 

كأنّ مجامع الرّبلات منها

 

فئامٌ ينهضون إلى فـئام

           

فرجع الشابّ إلى أهله، فاشتمل السيف حتى دخل على أهل أخيه فقتله ثم جرّه وألقاه في الطريق؛ فأصبح اليهود وصاحبهم قتيلٌ لا يدرون من قتله، فأتوا عمر بن الخطاب فدخلوا عليه وذكروا ذلك له، فنادى عمر في الناسّ: الصلاة جامعةً، فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه، ثم قال: أنشد اللّه رجلاً علم من هذا القتيل علماً إلا أخبرني به. فقامالشابّ فأنشده الشعر وأخبره خبره؛ فقال عمر: لا يقطع اللّه يدك، وهدر دمه لابن عباس في مثل المرأة السوء كان ابن عباس يقول: مثل المرأة السّوء: كان قبلكم رجلٌ صالح له امرأة سوءٍ فعرض له رجل فقال: إني رسول اللّه إليك بأنهّ قد جعل لك ثلاث دعوات فسل ما شئت من دنيا أو آخره ثم نهض. فرجع الرجل إلى منزله؛ فقلت له امرأته: ما لي أراك مفكراً محزوناً فأخبرها؛ فقلت: ألست امرأتك وفي صحبتك وبناتك منيّ فاجعل لي دعوة. فأبى فأقبل عليه ولده وقلن: أمنّا، فلم يزلن به حتى قال: لك دعوةٌ؛ فقلت: اللهم اجعلني أحسن الناس وجهاً. فصارت كذلك، وجعلت توطىء فراشها وهو يعظها فلا تتّعظ، فغضب يوماً فقال: اللهمّ اجعلها خنزيرةً فتحوّلت كذلك؛ فلما رأين بناته م نزل بأمهنّ بكين وضربن وجوههن ونتفن شعورهن، فرّق لهن قلبه فقال: اللّهم أعدها كما كانت أولاً؛ فذهبت دعواته الثلاث فيها.

بين عبد اللّه بن عكرمة وامرأة عبد الرحمن بن الحارث قال عبد اللّه بن عكرمة: دخلت على عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزوميّ أعوده، فقلت: كيف تجدك فقال: أجدني واللّه بالموت، وما موتي بأشدّ عليّ من تمتّع "أمّ" هشام، أخاف أن تتزوّج - يعني امرأته - . فحلفت له وآلت ألا تتزوّج بعده، فغشي وجه نورٌ، ثم قال: شأن الموت أن ينزل متى شاء. ثم مات. فتزوّجت بعمر بن عبد العزيز؛ فقلت:

فإن لقيت خيراً فلا يهنئنّها

 

وإن تعست فلليدين وللفم

فبلغها، فكتبت إليّ: قد بلغني بيتك الذي تمثلّت به، وما مثلي ومثل أخيك إلاّ كما قال الشاعر:

وهل كـنـت إلا والـهـاً ذات تـرحةٍ

 

قضت نحبها بعد الحنـين الـمـرجّـع

متى تسل عنـه تـدّكـر بـعـد طـيّةٍ

 

من الأرض أو تقنع بألفٍ فـتـربـع

فدع عنك من قد وارت الأرض شخصه

 

وفي غير من قد وارت الأرض فاطمع

فبلغ ذلك منّي كلّ غيظٍ، واحتسبت حسابها، وإذا هي قد أعجلت عدّتها، وقد بقي عليها أربعة أيّام، فدخلت على عمر فأخبرته بذلك، فنقض النّكاح وعزل عن المدينة.

صخر بن الشريد وزوجته وأمه كان صخر بن الشّريد أخو الخنساء خرج في غزوةٍ فقاتل فيها قتالاً شديداً فأصابه جرحٌ رغيبٌ ،فمرض فطال مرضه وعاده قومه، فقال عائدٌ من عوّاده يوماً لامرأته سلمى: كيف أصبح صخرٌ اليوم قالت: لا حيّا فيرجى ولا ميتاً فينسى. فسمع صخرٌ كلامها فشقّ عليه، وقال لها: أنت القائلة كذا وكذا قالت: نعم غير معتذرةٍ إليك. ثم قال عائدٌ آخر لأمّه: كيف أصبح صخرٌ اليوم فقالت: أصبح بحمد اللّه صالحاً ولا يزال بحمد اللّه بخيرٍ ما رأينا سواده بيننا. فقال صخر:

أرى أمّ صخرٍ ما تملّ عيادتـي

 

وملّت سليمى مضجعي ومكاني

وما كنت أخشى أن أكون جنازةً

 

عليك ومن يغترّ بالـحـدثـان

فأيّ امرئٍ ساوى بـأمٍّ حـلـيلةً

 

فلا عاش إلاّ في أذى وهـوان

أهمّ بأمر الحزم لو أستطـيعـه

 

وقد حيل بين العير والنّـزوان

لعمري لقد أنبهت من كان نائماً

 

وأسمعت من كانت لـه أذنـان

فلما أفاق عمد إلى سلمى فعلّقها بعمود الفسطاط حتى فاضت نفسها، ثم نكس من طعنته فمات.
أردشير وابنة ملك لسواد وقرأت في سير العجم أنّ أردشير سار إلى الخضر، وكان ملك السّواد متحصناً فيها، وكان من أعظم ملوك الطوائف، فحاصره فيها زماناً لا يجد إليه سبيلاً، حتى رقيت ابنة ملك السّواد يوماً، فرأت أردشير فعشقته فنزلت وأخذت نشابةً وكتبت عليها: إن أنت شرطت لي أن تتزوّجني دللتك على موضع تفتتح منه هذه المدينة بأيسر حيلةٍ وأخفّ مؤونةٍ. ثم رمت بالنشّابة
نحو أردشير؛ فكتب الجواب في نشّابةٍ: لك الوفاء بما سألت. ثم ألقاه إليها؛ فكتبت إليه تدلّه على الموضع؛ فأرسل إليه أردشير فافتتحه ودخل هو وجنوده، وأهل المدينة غارّون، فقتلوا ملكها وأكثر مقاتلتها وتزوّجها؛ فبينما هي ذات ليلةٍ على فراشه أنكرت مكانها حتى سهرت لذلك عامّة ليلتها، فنظروا في الفراش فوجدوا تحت المحبس ورقةً من ورق الآس قد أثّرت في جلدها، فسألها أردشير عند ذلك عما كان أبوها يغذوها به؛ فقالت: كان أكثر غذائي الشهد والزّبد والمخّ. فقال أردشير: ما أحدٌ ببالغٍ لك في الحباء والإكرام مبلغ أبيك، ولئن كان جزاؤه عدك على جهد إحسانه مع لطف قرابته وعظم حقّه جهد إساءتك، ما أنا بأمنٍ لمثله منك. ثم أمر بأن تعقد قرونها بذنب فرسٍ شديد المراح جموحٍ ثم يجرى؛ ففعل ذلك حتى تساقطت عضواً عضواً.

بين أخوين وزوجة أحدهما العتبي: سمعت أبي يحدّث ع ناسٍ من أهل الشأم: أن أخوين كان لأحدهما زوجة وكان يغيب ويخلفه"الآخر" في أهله، فهويته امرأة الغائب، فأرادته على نفسها فامتع؛ فلما قدم أاخوه سألها عن حالها، فقالت: ما حال امرأة تراود في كلّ حينٍ فقال: أخي وابن أميّوإني لا أفضحه ولكن للّه عليّ ألاّ أكلمهّ أبداً. ثم حجّ وحجّ أخوه والمرأة فلما كانوا بوادي الدّوم هلك الأخ ودفوه وقضوا حجّهم ورجعوا؛ فمرّوا بذلك الوادي ليلاً فسمعوا هاتفاً يقول:

أجدّك تمضي الدّوم ليلاً ولا ترى

 

عليك لاأهل الدّوم أن تتكلـمـا

وبالدّوم ثاوٍ لو ثويت مـكـانـه

 

ومرّ بوادي الدّوم حيّاً لسّلـمـا

فظنتّ المرأة أنّ النداء من السماء، فقلت لزوجها: هذا مقام العائذ كان من أخيك ومنيّ كيت وكيت. فقال: واللّه لو حلّ قتلك لوجدتني سريعاً. ففارقها وضرب خيمةً على قبر أخيه وقال:

هجرتك في طول الحياة وأبتغي

 

كلامك لما صرت رمساًوأعظما

ذكرت ذنوباً فيك كنت اجترمتها

 

أنا منك فيها كنت أسوا وأظلمـا

ولم يزل مقيماً حتى مات ودفن بجنب أخيه، فالقبران معروفان.

شعر للأخطل وقال الأخطل:

المهديات لمن هوين مـسـبةً

 

والمحسنات لمن قلين مقـالا

يرعين عهدك ما رأيناك شاهداً

 

وإذا مذلت يكنّ عنك مـذالا

وإذا وعدنك نائلاً أخلـفـنـه

 

ووجدت دون عداتهن مطـالاً

وإذا دعونك عمهّـن فـإنـه

 

نسبٌ يزيدك عندهن خـبـالاً

قرشيّ وامرأته عن يحيى بن طفيلٍ الجشميّ قال: كان عند رجلٍ من قريش امرأة يحبّها، فسافر عنها، فقالت له: أشيعكّ، فشيعتهّ ثلاث مراحل؛ فلما مضى قالت لخادمها: ناولني بعرةً وروثةً وحصاةً. فناولها، فألقت الروثة وقالت: راث خبرك؛ وألقت البعرة وقالت: وعر سفرك؛ وألقت الحصاة وقالت: حصّ أثرك. فسمعها رجل على الماء فلحقه، فقال له: ما هذه منك قال: امرأتي وأعزّ الناس إليّ. فأخبره بالخبر، فقام على الماء، فلما أمسى أقبل نحو منزله فوجد معها رجلاً، فقتلهما جميعاً.