باب الولادة والولد
بين أبي الأسود وزوجته عند زياد في ولدهما خاصمت أمّ عوفٍ- امرأة أبي الأسود الدؤلي- أبا الأسود قبل أن تضعه. فقالت أمّ عوفٍ وضعته شهوةً ووضعته كرهاً، وحملته خفاً وحملته ثقلاً. فقال زياد: صدقت أنت أحقّ به فدفعه إليها.
للرياشي أنشدنا الرّياشي:
غلبت أمّه أباه عـلـيه |
|
فهو كالكابليّ أشبه خاله |
وقال آخر:
واللّه ما أشبهني عـصـام |
|
لالاخلق منـه ولا قـوام |
نمت وعرق الخال لا ينام |
|
|
لبعض بني أسد وقال بعض بني أسدٍ- والقيافة فيهم: لا يخطىء الرجل من أبيه خلةً من ثلاثٍ: رأسه أو صوته أو مشيته.
قيل لرجل: ما أشبه ولدك بك قال: من ترك وأهله أشبهه ولده قال رجل للجمان: ولدت امرأتي لستة أشهر؛ فقال الجمان: كان أبوها ضارباً للفرزدق وقد عيّرته زوجته بعدم الإنجاب عيّرت نوار- امرأة الفرزدق- الفرزدق بأنه لا ولدّ له؛ فقال الفرزدق:
وقالت أراه واحداً لا أخـا لـه |
|
يورّثه في الورثين الأبـاعـدا |
لعلّك يوماً أن تريني كـأنـمـا |
|
بنيّ حواليّ الأسود الـحـوارد |
فإنّ تميماً قبل أن يلد الحصـى |
|
أقام زماناً وهو في الناس واحد |
الفرزدق وشيخ من بني مضر عن عيسى بن عمر قال: شكا الفرزدق امرأته، فقال له شيخ من بي مضر كان أسنّ منه: أفلا تكسعها بالمحرجات "يعني الطلاق"؛ فقال: قاتلك اللّه ما أعلمك من شيخ.
لخالد بن صفوان
قال خالد بن صفوان: ما بتّ ليلةً أحبّ إليّ من ليلةٍ طلّقت فيها نسائي، فأرجع والستور قد هتكت، ومتاع البيت قد نقل، فتبعث إليّ إحداهن بسليلةٍ مع بنتي فيها طعامي، وتبعث لي الأخرى بفراشٍ أنام عليه.
لامرأة كانت تطلّق كثيراً قيل لامرأة كانت تطلّق كثيراً: ما بالك تطلّقين قالت: يريدون التّضييق علينا، ضيق اللّه عليهم.
لرجل طلق امرأته طلّق رجل امرأته؛ فقيل له: ما صنعت قال: طلّقتها والأرض من ورائها. أي لا أقرب ناحيةً هي بها.
قول أعرابي لامرأتهد وقال أعرابيّ لامرأته:
أنوّهت باسمي في العالمين |
|
وأفنيت عمري عاماً فعاما |
فأنت الطلاق وأنت الطلاق |
|
وأنت الطلاق ثلاثاً تمامـا |
بين رجل وأبي حازم الأصمعيّ قال: أتى رجلٌ أبا حازم فقال: إنّ الشيطان قد أولع بي يوسوس لي ويحدّثني أني طلّقت امرأتي. فقال له: وأنا أحدّثك أنك قد طلقتها، أو مافعلت فقال: سبحان اللّه يا أبا حازم أفتكذّبني وتصدّق الشيطان شعر لأعرابي طلق امرأته وقال أعرابيّ وقد طلق امرأته:
وما أنا إذ فارقت أسمـاء طـائعـاً |
|
بخيرٍ من السّكران رأيا ولا عقـلا |
وما زال صرف الدهر حتى رأيتني |
|
أبيت بها ضيفاً كأن لم أكن بعـلا |
وقال آخر:
لئن كان يهدي برد أنيابها العلا |
|
لأفقر منّي إننـي لـفـقـير |
لقد كثر الأخبار أن قد تزوّجت |
|
فهل يأتينّي بالطلاق بـشـير |