الجزء الأول - أموال بني قريظة

أموال بني قريظة

قالوا: حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بني قريظة لليال من ذى القعدة وليال من ذى الحجة سنة همس، فكان حصارهم خمس عشرة ليلة. وكانوا ممن أعان على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق، وهي غزوة الأحزاب، ثم إنهم نزلوا على حكمه فحكم فيهم سعد بن معاذ الأوسي، فحكم بقتل من جرت عليه المواسي، وبسبي النساء والذرية، وأن يقسم مالهم بين المسلمين. فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، وقال: لقد حكمت بحكم الله ورسوله.

حدثني عبد الواحد بن غياث قال: حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من الأحزاب دخل مغتسلا" ليغتسل، فجاءه جبريل فقال: يامحمد! قد وضعتم أسلحتكم وما وضعنا أسلحتنا بعد. انهد إلى بني قريظة. فقالت عائشة: يا رسول الله! لقد رأيته من خلل الباب وقد عصب التراب رأسه.

حدثني عبد الواحد بن غياث: حدثنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة، عن كثير بن السائب أن بني قريظة عرضوا على النبي صلى الله عليه وسلم، فمن كان منهم محتلما" أو قد نبتت عانته قتل، ومن لم يكن احتلم ولا نبتت عانته ترك.

وحدثني وهب بن بقية قال: حدثنا يزيد بن هارون عن هشام، عن الحسن قال: عاهد حيى بن أخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يظاهر عليه أحدا" وجعل الله عليه كفيلا". فلما أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلميوم قريظة وبابنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أوفى الكفيل. ثم أمر به فضربت عنقه وعنق ابنه.

حدثني بكر بن الهيثم قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر قال: سألت الزهري هل كانت لبنى قريظة أرض؟ فقال سديدا": قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين على السهام.

وحدثني الحسين بن الأسود قال: حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن الكلبي عن أبي يصالح ، عن ابن عباس قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أموال بني قريظة وخيبر بين المسلمين.

حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال: حدثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث عن الليث بن سعد عن عقيل، عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاصر بني قريظة حتى نزلوا على حكم سعد بن معذ. فقضى بأن تقتل رجالهم وتسبى ذراريهم وتقسم أموالهم. فقتل منهم يومئذ كذا وكذا رجلا".