الجزء الأول - يوم أجنادين ويقال أجنادين

يوم أجنادين ويقال أجنادين

ثم كانت وقعة أجنادين وشهدها من الروم زهاء مئة ألف سرب هرقل أكثرهم، وتجمع باقوهم من النواحي، وهرقل يومئذ مقيمٌ بحمص. فقاتلهم المسلمون قتالاً شديداً، وأبلى خالد بن الوليد يومئذ بلاءً حسناً، ثم إن الله عزم أعداءه ومزقهم كل ممزق، وقتل منهم خلق كثير. واستشهد يومئذ عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب بن هاشم، وعمرو بن سعيد بن العاص بن أمية، وأخوه أبان بن سعيد، وذلك الثبت، ويقال بل توفي أبان في سنة تسع وعشرين. وطليب بن عمير بن وهب بن عبد بن قصي، بارزه علج فضربه ضربة أبانت يده اليمنى فسقط سيفه مع كفه، ثم غشيه الروم فقتلوه. وأمه أروى بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يكنى أبا عدي. وسلمة بن هشام بن المغيرة، ويقال إنه قتل بمرج الصفر. وعكرمة بن أبي جهل ابن هشام المخزومي. وهبار بن سفيان بن عبد السد المخزومي، ويقال بل قتل يوم مؤتة. ونعيم بن عبد الله النحام العدوى، ويقال قتل يوم اليرموك. وهشام بن العاص بن وائل السهمي، وقال قتل بوم اليرموك. وعمر بن طفيل ابن عمرو الدوسي، ويقال قتل يوم اليرموك. وجندب بن عمرو الدوسي. وسعيد بن الحارث. والحارث بن الحارث. والحجاج بن الحارث بن قيس بن عدي السهمي.

وقال هشام بن محمد الكلبي: قتل النحام يوم مؤتة، وقتل سعيد بن الحارث بن قيس يوم اليرموك، وقتل تميم بن الحارث يوم أجنادين، وقتل عبيد الله بن عبد الأسد أخوه يوم اليرموك. قال: وقتل الحارث بن هشام ابن المغيرة يوم أجنادين.

قالوا: ولما انتهى خبر هذه الوقعة إلى هرقل نخب قلبه وسقط في يده وملىء رعباً، فهرب من حمص إلى إنطاكية.

وقد ذكر بعضهم أن هربه من حمص إلى إنطاكية كان عند قدوم المسلمين الشام. وكانت وقعة أجنادين يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى، سنة ثلاث عشرة، ويقال لليلتين خلتا من جمادى الآخرة، ويقال لليلتين بقيتا منه.

قالوا: ثم جمعت الروم جمعاً بالياقوصة، والياقوصة وادٍ فمه الفوارة، فلقيهم المسلمون هناك، فكشفوهم وهزموهم، وقتلوا كثيراً منهم، ولحق فلهم بمدن الشام. وتوفى أبو بكر رضي الله عنه في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة، فأتى المسلمين نعيه وقم بالياقوصة.