الجزء الثاني - يوم جلولاء الوقيعة

يوم جلولاء الوقيعة

قالوا: مكث المسلمون بالمدائن أياماً، ثم بلغهم أن يزد جرد قد جمع جمعاً عظيماً ووجهه إليهم، وأن الجمع بجلولاء، فسرح سعد بن أبي وقاص هاشم بن عتبة بن أبي وقاص إليهم في أثنى عشر ألفاً، فوجدوا الأعاجم قد تحصنوا وخندقوا وجعلوا عيالهم وثقلهم بخانقين وتعاهدوا أن لا يفروا، وجعلت الإمداد تقدم عليهم من حلوان والجبال. فقال المسلمون: ينبغي أن نعاجلهم قبل أن تكثر إمدادهم. فلقوهم وحجر بن عدي الكندي على الميمنة، وعمرو ابن معدي كرب على الخيل، وطليحة بن خويلد على الرجال، وعلى الأعاجم يومئذ خرزاذ أخو رستم. فاقتتلوا قتالاً شديداً لم يقتتلوا مثله رمياً بالنبل وطعناً بالرماح، حتى تقصفت، وتجالدوا بالسيوف حتى انثنت.

ثم إن المسلمين حملوا حملةً واحدةً قلعوا بها الأعاجم عن موقفهم وهزموهم، فولوا هاربين، وركب المسلمون أكتافهم يقتلونهم قتلا ذريعاً حتى حال الظلام بينهم. ثم انصرفوا إلى معسكرهم، وجعل هاشم بن عتبة جرير بن عبد الله بجلولاء في خيلٍ كثيفةٍ ليكون بين المسلمين وبين عدوهم.

فارتحل يزد جرد من حلوان وأقبل المسلمون يغيرون في نواحي السواد، من جانب دجلة الشرقي. فأتوا مهروذ، فصالح دهقانها هاشماً على جريب من دراهم، على أن لا يقتل أحداً منهم. وقتل دهقان الدسكرة وذلك أنه اتهمه بغشٍ للمسلمين. وأتى البندنيجين، فطلب أهله الأمان على أداء الجزية والخراج، فأمنهم. وأتى جرير بن عبد الله خانقين، وبها بقيةٌ من الأعاجم، فقتلهم. ولم يبق من سواد دجلة ناحية، إلا غلب عليها المسلمون وصارت في أيديهم.

وقال هشام بن الكلبي: كان على الناس يوم جلولاء من قبل سعد عمرو بن عتبة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، وأمه عاتكة بنت أبي وقاص.

قالوا: وانصرف سعد بعد جلولاء إلى المدائن. فصير بها جمعاً، ثم مضى إلى ناحية الحيرة.

وكانت وقعة جلولاء في آخر سنة ست عشرة.

قالوا: فأسلم جميل بن بصبهرى دهقان الفلاليج والنهرين، وبسطام ابن نرسى دهقان بابل وخطر نية، والرفيل دهقان العال، وفيروز دهقان نهر الملك وكوثى، وغيرهم من الدهاقين. فلم يعرض لهم عمر بن الخطاب ولم يخرج الأرض من أيديهم وأزال الجزية عن رقابهم.

وحدثني أبو مسعود الكوفي، عن عوانة، عن أبيه قال: وجه سعد بن أبى وقاص هاشم بن عتبة بن أبى وقاص ومعه الأشعث بن قيس الكندي فمر بالراذانات، وأتى دقوقا وخانيجار، فغلب على ما هناك، وفتح جميع كوره باجرمى، ونفذ إلى نحو سن بارما وبوازيج الملك إلى حد شهر زور.

حدثني الحسين بن الأسود قال: حدثني يحيى بن آدم قال: أخبرنا ابن المبارك، عن أب لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب قال: كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص حين فتح السواد: أما بعد، فقد بلغني كتابك تذكر أن الناس سألوك أن تقسم بينهم ما أفاء الله عليهم. فإذا أتاك كتابي فانظر ما أجلب عليه أهل العسكر بخيلهم وركابهم من مالٍ أو كراعٍ فاقسمه بينهم بعد الخمس، واترك الأرض والأنهار لعمالها، ليكون ذلك في أعطيات المسلمين، فإنك إن قسمتها بين من حضر لم يكن يبقى بعدهم شيء.

وحدثني الحسين قال: حدثنا وكيع، عن فضيل بن غزوان، عن عبد الله بن حازم قال: سألت مجاهداً عن أرض السواد فقال: لا تشترى ولا تباع. قال: نقول لأنها فتحت عنوة ولم تقسم فهي لجميع المسلمين.

وحدثني الوليد بن صالح، عن الواقدي، عن ابن أبي سبرة، عن صالح ابن كيسان، عن سليمان بن يسار قال: أقر عمر بن الخطاب السواد لمن في أصلاب الرجال وأرحام النساء، وجعلهم ذمةً تؤخذ منهم الجزية ومن أرضهم الخراج، وهم ذمةٌ لا رق عليهم.

قال سليمان: وكان الوليد بن عبد الملك أراد أن يجعل أهل السواد فيئاً فأخبرته بما كان من عمر في ذلك فورعه الله عنهم.

حدثني الحسين بن الأسود قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب أن عمر بن الخطاب أراد قسمة السواد بين المسلمين، فأمر أن يحصوا، فوجد الرجل منهم نصيبه ثلاثةً من الفلاحين. فشاروا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فقال علي: دعهم يكونوا مادةً للمسلمين. فبعث عثمان بن حنيف الأنصاري فوضع عليه ثمانية ،أربعين وأربعة وعشرين وأثنى عشر.

حدثنا أبو نصر التمار قال: حدثنا شريك، عن الأجلج، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة بن يزيد،عن علي قال: لولا أن يضرب بعضكم وجوه بعضٍ لقسمت السواد بينكم.

حدثني الحسين بن الأسود قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر قال: ليس لأهل السواد عهدٌ، وإنما نزلوا على الحكم.

حدثني الحسين قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثني الصلت الزبيدي، عن محمد بن قيس الأسدي، عن الشعبي أنه سئل عن أهل السواد ألهم عهد؟ فقال: لم يكن لهم عهدٌ، فلما رضي منهم بالخراج صار لهم عهد.

حدثني الحسين : عن يحيى بن آدم ، عن شريك، عن جابر، عن عامر أنه قال: ليس لأهل السواد عهدٌ.

حدثنا عمرو الناقد قال: حدثنا ابن وهب المصري قال: حدثنا مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: كان للمهاجر بن مجلسٌ في المسجد. فكان عمر يجلس معهم فيه ويحدثهم عن ما ينتهي إليه من أمر الآفاق. فقال يوماً: ما أدري كيف أصنع بالمجوس؟ فوثب عبد الرحمن بن عوف فقال: اشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: سنوا بهم سنة أهل الكتب.

حدثنا محمد بن الصباح البزاز قال: حدثنا هشيم قال: حدثنا إسماعيل ابن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: كانت بجيلة ربع الناس يوم القادسية. وكان عمر جعل لهم ربع السواد. فلما وفد عليه جرير قال: لولا أني قاسمٌ مسئول لكنت على ما جعلت لكم. وإني أرى الناس قد كثروا فردوا ذلك عليهم. ففعل وفعلوا. فأجازه عمر بثمانين ديناراً.

قال: فقالت امرأة من بجيلة يقال لها أم كرز: إن أبي هلك وسهمه ثابتٌ في السواد. وإني لن أسلم. فقال لها: يا أم كرز! إن قومك قد أجابوا. فقالت له: ما أنا بمسلمة أو تحملنى على ناقة ذلول عليها قطيفة حمراء وتملأ يدي ذهباً. ففعل عمر ذلك.

وحدثني الحسين قال: حدثنا أبو أسامة، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير قال: كان عمر أعطى بجيلة ربع السواد، فأخذوه ثلاث سنين.

قال قيس: ووفد جرير بن عبد الله على عمر مع عمار بن ياسر، فقال عمر: لولا أني قاسم مسئول لتركتكم على ما كنتم عليه، ولكني أرى أن تردوه. ففعلوا. فأجازه بثمانين ديناراً.

الحسن بن عثمان الزيادي قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن إسماعيل، عن قيس قال: أعطى عمر جرير بن عبد الله أربع مئة دينار.

حدثني حميد بن الربيع، عن يحيى بن آدم، عن الحسن بن صالح قال: صالح عمر بجيلة من ربع السواد على أن فرض لهم في ألفين من العطاء.

وحدثني الوليد بن صالح، عن الواقدي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده أم عمر جعل له ولقومه ربع ما غلبوا عليه من السواد. فلما جمعت غنائم جلولاء طلب ريعه. فكتب سعد إلى عمر يعلمه ذلك. فكتب عمر: إن شاء جرير أن يكون إنما قاتل وقومه على جعلٍ كجعل المؤلفة قلوبهم فأعطوهم جعلهم، وإن كانوا إنما قاتلوا لله واحتبسوا ما عنده فهم من المسلمين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم. فقال جرير: صدق أمير المؤمنين وبر، لا حاجة لنا بالربع.

حدثني الحسين قال: حدثني يحيى بن آدم، عن عبد السلام بن حرب، عن معمر، عن على بن الحكم، عن إبراهيم النخعي قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: إني قد أسلمت فارفع عن أرض الخراج. قال: إن أرضك أخذت عنوةً.

حدثنا خلف بن هشام البزاز قال: حدثنا هشيم، عن العوام بن حوشب، عن إبراهيم التيمي قال: لما افتتح عمر السواد قالوا له: اقسمه بيننا فأنا فتحناه عنوةً بسيوفنا. فأبى وقال: فما لمن جاء بعدكم من المسلمين؟ وأخاف إن قسمته أن تتفا سدوا بينكم في المياه. قال: فأقر أهل السواد في أرضهم، وضرب على رؤسهم الجزية، وعلى أرضهم التصق، ولم تقسم بينهم.

وحدثني القاسم بن سرم قال: حدثنا إسماعيل بن مجالد، عن أبيه، عن الشعبي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث عثمان بن حنيف الأنصاري يمسح السواد فوجده ستة وثلاثين ألف ألف جريبٍ. فوضع على كل جريبٍ درهماً وقفيزاً.

قال القاسم: وبلغني أن ذلك القفيز كان مكوكاً لهم يدعى الشابرقان.

قال يحيى بن آدم: هو المختوم الحجاجي. حدثني عمرو الناقد قال: حدثنا أبو معاوية، عن الشيباني، عن محمد بن عبد الله الثقفي قال: وضع عمر على السواد على كل جريبٍ عامرٍ أو غامرٍ يبلغه الماء درهماً وقفيزاً، وعلى جريب الرطبة خمسة دراهم وخمسة أقفزة، وعلى جريب الشجر عشرة دراهم وعشرة أقفزة، ولم يذكر النخل، وعلى رؤس الرجال ثمانية وأربعين وأربعة وعشرين وأثنى عشر.

وحدثنا القاسم بن سلام قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن سعيد ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي مجلز لاحق بن حميد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث عمار بن ياسر على صلاة أهل الكوفة وجيوشهم، وعبد الله بن مسعود على قضائهم وبث ما لهم، وعثمان بن حنيف على مساحة الأرض. وفرض لهم كل يومٍ شاة بينهم، شطرها وسواقطها لعمار، والشطر الآخر بين هذين. فمسح عثمان بن حنيف الرض، فجعل على جريب النخل عشرة دراهم، وعلى جري بالكرم عشرة دراهم، وعلى جريب القصب ستة دراهم، وعلى جريب البر أربعة دراهم، وعلى جريب الشعير درهمين. وكتب بذلك إلى عمر رحمه الله فأجازه.

حدثنا الحين بن الأسود قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن مندل العنزى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عمرو بن ميمون قال: بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه حذيفة بن اليمان على ما وراء دجلة، وبعث عثمان بن حنيف على ما دون دجلة. فوضعا على كل جريبٍ قفيزاً ودرهما.

حدثنا الحسين قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن مندل، عن أبي إسحاق الشيباني، عن محمد بن عبد الله الثقفى قال: كتب المغيرة بن شعبة، وهو على السواد: إن قبلنا أصنافاً من الغلة لها مزيدٌ على الحنطة والشعير. فذكر الماشي، والكروم، والرطبة، والسماسم. قال: فوضع عليها ثمانية ثمانية، وألغى النخل.

وحدثنا خلف البزاز قال: حدثنا أبو بكر بن عياش وحدثني الحسين بن الأسود عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر قال: أخبرني أبو سعيد البقال، عن العيزار بن حريث قال: وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه على جريب الحنطة درهمين وجريبين، وعلى جريب الشعير درهماً وجريباً، وعلى كل غامر يطاق زرعه على الجريبين درهما.

وحدثنا خلف البزار، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي سعيد، عن العيزار بن حريث قال: وضع عمر على جريب الكرم عشرة دراهم، وعلى جريب الرطبة عشرة دراهم، وعلى جريب القطن خمسة دراهم، وعلى النخلة من الفارسي درهما، وعلى القلتين درهما.
حدثني عمرو الناقد قال: حدثنا حفص بن غياث، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي مجلز أن عمر وضع على جريب النخل ثمانية دراهم.

وحدثنا الحسين بن الأسود قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا عبد الرحمن ابن سليمان، عن السرى بن إسماعيل، عن الشعبي قال: بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عثمان بن حنيف فوضع على أهل السواد لجريب الرطبة خمسة دراهم، ولجريب الكرم عشرة دراهم، ولم يجعل على ما عمل تحته شيئاً.

وحدثني الوليد بن صالح، عن الواقدي، عن ابن أبي سيرة، عن المسور بن رفاعة قال قال عمر بن عبد العزيز: كان خراج السواد على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مئة ألف ألف درهم. فلما كان الحجاج صار إلى أربعين ألف ألف درهم.

وحدثنا الوليد، عن الواقدي، عن عبد الله بن عبد العزيز، عن أيوب بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه قال: ختم عثمان بن حنيف في رقاب خمس مئة ألفٍ وخمسين ألف علجٍ، وبلغ الخراج في ولايته مئة ألف ألف درهم. وحدثني الوليد بن صالح قال: حدثنا يونس بن أرقم المالكي قال: حدثني يحيى بن أبي الشعث الكندي، عن مصعب بن يزيد أبى زيد الأنصاري، عن أبيه قال: بعثني علي بن ابي طالب على ما سقى الفرات، فذكر رساتيق وقرى. فسمى نهر الملك، وكوتى، وبهر سير، والرومقان، ونهر جوبر، ونر درقيط، والبهقباذات، وأمرني أن أضع على كل جريب زرعٍ غليظ من البر ردرهماً ونصفاً وصاعاً من طعام، وعلى كل جريبٍ وسطٍ درهماً، وعلى كل جريب من البر رقيق الزرع ثلثي درهم وعلى الشعير نصف ذلك. وأمرني أن أضع على البساتين التي تجمع النخل والشجر على كل جريب عشرة دراهم، وعلى جريب الكرم إذا أتت عليه ثلاث سنين ودخل في الرابعة وأطعم عشرة دراهم ، وأن ألغي كل نخل شاذ عن القرى يأكله من مر به، وأن لا أضع على الخضراوات شيئاً: المقاثي والحبوب والسماسم والقطن. وأمرني أن أضع على الدهاقين اللذين يركبون البراذين ويتختمون بالذهب على الرجل ثمانية وأربعين درهماً، وعلى أوساطهم من التجار على كل رجل أربعة وعشرين درهماً في السنة، وأن أضع على الأكرة وسائر من بقي منهم على الرجل اثني عشر درهماً.

حدثني حميد بن الربيع عن يحيى بن آدم عن الحسن بن صالح قال للحسن: ما هذه الطسوق المختلفة؟ فقال: كل قد وضع حالاً بعد حال على قدر قرب الأرضين والفرض من الأسواق وبعدها.

قال: وقال يحيى بن آدم: وأما مقاسمة السواد فإن الناس سألوها السلطان في آخر خلافة المنصور، فقبض قبل أن يتقاسموا، ثم أمر المهدي بها فقسموا فيها دون عقبة حلوان.

وحدثني عبد الله بن صالح العجلي عن عبثر أبي زبيد عن الثقات قال: مسح حذيفة سقي دجلة ومات بالمدائن. وقناطر حذيفة نسبت إليه وذلك أنه نزل عندها. ويقال جددها. وكان ذراعه وذراع ابن حنيف ذراع اليد وقبضة وإبهام ممدودة.وبهما قوسم أهل السواد على النصف بعد المساحة التي كانت تمسح عليهم.

قال بعض الكتاب: العشر الذي يؤخذ من القطائع هو عشر ما يكال خمس النصف الذي يؤخذ من الاستان. فينبغي أن يوضع على الجريب مما تجري عليه المساحة في القطائع أيضاً خمس ما يؤخذ من جريب الاستان، فمضى الأمر على ذلك.

حدثني أبو عبيد قال: حدثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عنميمون بن مهران أن عمر رحمه الله بعث حذيفة وابن حنيف إلى خانقين، زكانت من أول ما افتتحوا. فختما أعناق أهل الذمة ثم قبضا الخراج.

حدثنا الحسين بن الأسود قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا عبد الله بن الوليد قال: حدثنا رجل كان أبوه أخبر الناس بهذا السواد يقال له عبد الملك بن أبي حره عن أبيه أن عمر بن الخطاب أصفى عشر أرضين من السواد، فحفظت سبعاً وذهب عني ثلاث: أصفى الآجام، ومغايض الماء، وأرض كسرى، وكل دير يزيد، وأرض من قتل في المعركة، وأرض من هرب.قال: ولم يزل ذلك ثابتاً حتى أحرق الديوان أيام الحجاج بن يوسف فأخذ كل قوم ما يليهم.

وحدثني أبو عبد الرحمن الجعفي قال: حدثنا ابن المبارك عن عبد الله بن الوليد عن عبد الملك بن أبي حرة عن أبيه قال: أصفى عمر بن الخطاب من السواد أرض من قتل في الحرب وأرض من هرب، وكل أرض كسرى، وكل مغيض ماء، وكل دير يزيد، وكل صافية اصطفاها كسرى.فبلغت صوافيه سبعة آلاف ألف درهم. فلما كانت وقعة الجماجم أحرق الناس الديوان فأخذ كل قوم ما يليهم.

حدثني الحسين وعمرو الناقد قالا: حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن إبراهيم بن مهاجر، عن موسى بن طلحة قال: أقطع عثمان بن عبد الله بن مسعود أرضاً بالنهرين ،وأقطع عمارة بن ياسر إستينيا، وأقطع خباب بن الأرت صعنبا، وأقطع سعداً قرية هرمز.

وحدثنا عبد الله بن صالح العجلى، عن اسماعيل بن مجالد ،عن أبيه، عن الشعبي قال: أقطع عثمان بن عفان طلحة بن عبد الله النشاستج، وأقطع أسامة بن زيد أرضاً باعها.

حدثنا شيبان بن فروخ قال: حدثنا أبو عوانة ، عن ابراهيم بن المهاجر، عن موسى بن طلحة أن عثمان بن عفان أقطع خمس نفر من أصحاب النبي صلىاالله عليه وسلم منهم عبد الله بن مسعود ،وسعد بن مالك الزهرى، والزبير بن العوام ، وخباب بن الأرت ، و أسامة بن زيد.

قال: فرأيت بن مسعود و سعداً فكانا جارى يعطيان أرضهما بالثلث والربع .

وحدثني الوليد بن صالح ، عن محمد بن عمر الأسلمى ، عن اسحاق بن يحيىعن موسى بن طلحة أن عثمان بن عفان أقطع خمسة نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم عبد الله بن مسعود وسعد بن مالك الزهري، والزبير بن العوام، وخباب بن الإرث، وأسامة بن زيد.

قال: فرأيت ابن مسعود و سعداً فكانا جاري يعطيان أرضهما بالثلث والربع.

حدثني الوليد بن صالح عن محمد بن عمر الأسلمي عن إسحاق بن يحيى عن موسى بن طلحة قال: أول من أقطع العراق عثمان بن عفان. أقطع قطائع من صوافي كسرى وما كان من أرض الجالية. فأقطع طلحة النشاستج وأقطع وائل بن حجر الحضرمي والي زرارة، وأقطع خباب بن الإرث استينيا، وأقطع عدي بن حاتم الطائي الروحاء، وأقطع خالد بن عرفطة أرضاً عند حمام أعين، وأقطع الأشعث بن قيس الكندي طيزناباذ، و أقطع جرير بن عبد الله البجلي أرضه على شاطئ الفرات.

حدثني الحسين بن الأسود، عن يحيى بن آدم، عن الحسن بن صالح قال: بلغني أن علياً رحمه الله أزم أهل أجمة برس أربعة آلاف درهم، وكتب لهم بذلك كتاباً في قطعة أديم.

وحدثني أحمد بن حماد الكوفي قال: أجمة برس بحضرة صرح نمروذ ببابل. وفي الأجمة حوةٌ القعر يقال إنها بئرٌ، كان آخر الصرح اتخذ من طينها، ويقال إنها موضع خسف.

وحدثني أبو مسعود وغيره أن دهاقين الأنبار سألوا سعد بن أبي وقاص أن يحفر لهم نهراً كانوا سألوا عظيم الفرس حفره لهم، فكتب إلى سعد ابن عمرو بن حرام يأمره بحفره لهم. فجمع الرجال لذلك فخفروه، حتى انتهوا إلى جبل لم يمكنه شقه فتركوه، فلما ولى الحجاج العراق جمع الفعلة من كل ناحيةٍ وقال لقوامه: انظروا إلى قيمة ما يأكل ردلٌ من الحفارين في اليوم، فإن كان وزنه مثل وزن ما يقلع فلا تمتنعوا من الحفر. فأنفقوا عليه حتى استتموه، فنسب ذلك الجبل إلى الحجاج، ونسب النهر إلى سعد بن عمرو بن حرام.

قال: وأمرت الخيزران أم الخلفاء أن يحفر النهر المعروف بمحدود، وسمته الريان. وكان وكيلها جعله أقساماً وحد كل قسمٍ ووكل بحفره قوماً فسمى محدوداً.

فأما النهر المعروف بشيلي فإن بنى شيلى بن فرخزادان المروزى يدعون أن سابور حفره لجدهم حين رتبه بنغيا من طسوج الأنبار. والذي يقول غيرهم: إنه نسب إلى رجل يقال له شيلى كان متقبلاً بحفره. وكانت له عليه مبقلة في أيام المنصور أمير المؤمنين، وان هذا النهر كان قديماً مندفناً فأمر المنصور بحفره، فلم يستتم حتى توفى، فاستتم في خلافة المهدي.

ويقال إن المنصور كان أمر بإحداث فوهة له فوق فوهته القديمة، فلم يتم ذلك حتى أتمها المهدي رحمه الله.