الجزء الثاني - كور الأهواز

كور الأهواز

قالوا: غزا المغيرة بن شعبة سوق الأهواز في ولايته حين شخص عتبة بن غزواه من البصرة في آخر سنة خمس عشرة أو أول سنة ست عشرة.فقاتله البيرواز دهقا نها ثم صالحه على مال. ثم إنه نكث، فغزاها أبو موسى الأشعري حين ولاه عمر بن الخطاب البصرة بعد المغيرة. فافتتح سوق الأهواز عنوة، وفتح نهر تيرى عنوة، وولى ذلك بنفسه في سنة سبع عشرة.

وقال أبو محنف والوا قدي في روايتهما: قدم موسى البصرة فاستكتب زياداً، وأتبعه عمر بن الخطاب بعمران بن الحصين الخزاعي وصيره على تعليم الناس الفقه والقرآن وخلافة أبي موسى إذا شخص عن البصرة.فسار أبو موسى إلى الأهواز، فلم يزل يفتح رستاقاً رستاقاً، ونهراً نهراً، والأعاجم تهرب من بين يديه، فغلب على جميع أرضها إلا السوس وتستر ومناذر ورامهرمز.

وحدثني الوليد بن صالح قال: حدثني مرحوم العطار عن أبيه، عن شوبس العدوي قال: أتينا الأهواز وبها ناس من الزط و الأساورة فقاتلناهم قتالاً شديداً، فظهرنا عليهم وظفرنا بهم فأصبنا سبياً كثيراً اقتسمناهم.فكتب إلينا عمر: إنه لا طاقة لكم بعمارة الأرض فخلوا ما في أيديكم من السبي، واجعلوا عليهم الخراج. فرددنا السبي ولم نملكهم.

قالوا: وسار أبو موسى إلى مناذر فحاصر أهلها، فاشتد قتالهم. فكان المهاجر بن زياد الحارثي أخو الربيع بن زياد بن الديان في الجيش. فأراد أن يشري نفسه، وكان صائم، فقال الربيع لأبي موسى: إن المهاجر عزم على أن يشري نفسه وهو صائم فقال موسى: عزمت على كل صائم أن يفطر أو لا يخرج إلى القتال. فشرب المهاجر شربة ماء وقال: قد أبررت عزمة أميري! والله ما شربتها من عطش. ثم راح السلاح فقاتل حتى استشهد، وأخذ أهل مناذر رأسه ونصبوه على قصرهم بين شرفتين.

وله يقول القائل:

وفي مناذر لما جاش جمـعـهـم

 

راح المهاجر في حل بأجـمـال

والبيت بيت بنى الديان نـعـرفـه

 

في آل مذ حج مثل الجوهر الغالي

واستخلف أبو موسى الأشعري الربيع بن زياد على مناذر وسار إلى السوس، ففتح الربيع مناذر عنوة، فقتل المقاتلة وسبى الذرية وصارت مناذر الكبرى والصغرى في أيدي المسلمين، فولاهما أبو موسى عاصم بن قيس بن الصلت السلمي. وولى سوق الأهواز سمرة بن جندب الفزاري حليف الأنصار.

وقال قوم: إن عمر كتب إلى أبي موسى وهو محاصر مناذر يأمره أن يخلف عليها ويسير إلى السوس، فخلف الربيع بن زياد.

حدثني سعدويه قال: حدثنا شربك عن أبي إسحاقعن المهلب بن أبي صفرة قال: حاصرنا مناذر فأصبنا سبياً فكتب عمر: إن مناذر قرية من قرى السواد فردوا عليهم ما أصبتم.

قالوا: وسار أبو موسى إلى السوس فقاتل أهلها، ثم حاصرهم حتى نفذ ما عندهم من الطعام، فضرعوا إلى الأمان. وسأل مرزبانهم أن يؤمن ثمانون منهم على أن يفتح باب المدينة ويسلمها. فسمى الثمانين، وأخرج نفسه منهم فأمر به أبو موسى فضربت عنقه، ولم يعرض للثمانين، وقتل من سواهم من المقاتلة، وأخذ الأموال وسبى الذرية. ورأى أبو موسى في قلعتهم بيتاً وعليه ستر، فسأل عنه فقيل: إن فيه جثة دانيال النبي، عليه السلام، وعلى أنبياء الله ورسله، فإنهم كانوا أقحطوا فسألوا أهل بابل دفعه إليهم ليستسقوا به ففعلوا. وكان بختنصر سبى دانيال وأتى به بابل، فقبض بها. فكتب أبو موسى بذلك إلى عمر. فكتب إليه عمر: أن كفنه وأدفنه. فسكر أبو موسى نهراً حتى إذا انقطع دفنه ثم أجرى الماء عليه.

حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال: حدثنا مروان بن معاوية، عن حميد الطويل عن حبيب عن خالد بن زيد المزني، وكانت عينه أصيبت بالسوس قال: حاصرنا مدينتها وأميرنا أبو موسى، فلقينا جهداً . ثم صالحه دهقانها على أن يفتح له المدينة ويؤمن له مئة من أهله، ففعل وأخذ عهد أبي موسى. فقال له اعزلهم.فجعل يعزلهم، وأبو موسى يقول لأصحابه: إني لأرجو أن يغلبه الله على نفسه. فعزل المائة وبقي عدو الله. فأمر أبو موسى أن يقتل فنادى: رويدك أعطيك مالاً كثيراً! فأبى وضرب عنقه قالوا: وهادن أبو موسى أهل رامهرمز، ثم انقضت هد نتهم فوجه إليهم أبا مريم الحنفي فصالحهم على ثماني مئة ألف درهم.

حدثني روح بن عبد المؤمن قال: حدثني يعقوب، عن أبي عاصم الرامهرمزى، وكان قد بلغ المئة أو قاربها قال: صالح أبو موسى أهل رامهرمز على ثماني ألف أو تسع مئة ألف. ثم إنهم غدروا، ففتحت بعد عنوة، فتحها أبو موسى في آخر أيامه.

قالوا: ومفتح أبو موسى سرق على مثل صلح رامهرمز. ثم إنهم غدروا، فوجه إليها حارثة بن بدر جيشٍ كثيف فلم يفتحها. فلما قدم عبد الله بن عامر فتحها عنوة. وقد كان حارثة ولى سرق بعد ذلك.

وفيه يقول أبو الأسود الدولي.

أجار بن بدرٍ قد ولـيت أمـارةً

 

فكن جرذاً فيها تخون وتسرق

فإن جميع الناس إما مـكـذبٌ

 

يقول بما تهوى وإما مصـدق

يقولون أقوالاً بظـنٍ وشـبـهةٍ

 

فإن قيل هاتوا حققوا لم يحققوا

ولا تعجزن فالعجز أسوأ عـادة

 

فحظك من مال العراقين سرق

فلما بلغ الشعر حارثة قال:

جزا: إله الناس خـير جـزائة

 

فقد قلت معروفاً وأوصيت كافيا

أمرت بحزمٍ لو أمرت بـغـيره

 

لألفيتني فيه لأمرك عـاصـياً

قالوا: وسار أبو موسى إلى تستر وبها شوكة العدو وحدهم. فكتب إلى عمر يستمده. فكتب عمر إلى عمار بن ياسر يأمره بالمسير إليه في أهل الكوفة. فقدم عمارٌ جرير بن عبد الله البجلي وسار حتى أتى تستر، وعلى ميمنته - يعني مسمنة أبي موسى - البراء بن مالك، أخو أنس بن مالك، وعلى ميسرته مجزأة بن ثور السدوسي، وعلى الخيل أنس بن مالك، وعلى ميمنته عمار بن عازب الأنصاري، وعلى ميسرته حذيفة بن اليمان العبسي، وعلى خيله قرظة بن كعب الأنصاري، وعلى رجالته النعمان بن مقرن المزني. فقاتلهم أهل تستر قتالاً شديداً. وحمل أهل الكوفة حتى بلغوا باب تستر. فضاربهم البراء بن مالك على الباب حتى استشهد رجمه الله، ودخل الهرمزان وأصحابه المدينة بشر حال، وقد قتل منهم في المعركة تسع مئة ضربت أعناقهم بعد. وكان الهرمزان من أهل مهرجا نقذف، وقد حضر وقعة جلولاء مع الأعاجم، ثم إن رجلاً من الأعاجم استأمن إلى المسلمين على أن يدلهم على عورة المشركين. فأسلم، واشترط أن يفرض لولده ويفرض له. فعاقده أبو موسى على ذلك، ووجه رجلاً من شيبان يقال له أشرس بن عوف فخاض به دجيل على عرقٍ من حجارة، ثم علا به المدينة وأراه الهرمزان، ثم رده إلى العسكر. فندب أبو موسى أربعين رجلاً مع مجزأة بن ثور وأتبعهم مائتي رجل، وذلك في الليل، والمستأمن يقدمهم. فأدخلهم المدينة فقتلوا الحرس، وكبروا على سور المدينة. فلما سمع الهرمزان هرب إلى قلعته، وكانت موضع خزانته وأمواله. وعبر أبو موسى حين أصبح حتى دخل المدينة فاحتوى عليها. وقال الهرمزان: ما دل العرب على عورتنا إلا بعض من معنا ممن رأى إقبال أمرهم وأدبار أمرنا. وجعل الرجل من الأعاجم يقتل أهله وولده ويلقيهم في دجيل خوفاً من أن يظفر بهم العرب. وطلب الهرمزان إلى عمر فاستحياه، وفرض له. ثم إنه اتهم بممالأة أبي لؤلؤة عبد المغيرة بن شعبة على قتل عمر رضي الله عنه، فقال عبيد الله بن عمر: امض بنا ننظر إلى فرسٍ لي. فمضى وعبيد الله خلفه، فضربه بالسيف وهو غافل فقتله.

حدثنا أبو عبيده قال: حدثنا مروان بن معاوية، عن حميد، عن أنس قال: حاصرنا تستر، فنزل الهرمزان فكنت الذي أتيت به إلى عمر، بعث بي أبو موسى. فقال له عمر: تكلم.

فقال: أكلام حي أم كلام ميت؟ فقال: تكلم لابأس.

فقال الهرمزان: كنا معشر العجم ما خلى الله بيننا وبينكم تقصيكم ونقتلكم. فلما كان اله معكم لم يكن لنا بكم يدان.

فقال عمر: ما تقول يا أنس؟ قلت: تركت خلفي شوكةً شديدة وعدوا كلباً. فإن قتلته يئس القوم من الحياة فكان أشد لشوكتكم، وإن استحييته طمع القوم في الحياة.

فقال عمر: يا أنس! سبحان الله. قاتل البراء بنو مالك ومجزأة بن ثور السدوسي.

قلت: فليس لك إلى قتله سبيل.

قال: ولم؟ إعطاءك أصبت منه؟ قلت: لا، ولكنك قلت له: لا بأس.

فقال: متى؟ لتجيئن معك بمن شهد، وإلا بدأت بعقوبتك.

قال: فخرجت من عنده فإذا الزبير بن العوام قد حفظ الذي حفظت. فشهد لي. فخلى سبيل الهرمزان. فاسلم وفرض له عمر.

وحدثني إسحاق بن أبي إسرائيل قال: حدثنا ابن المبارك، عن ابن جريح، عن عطاء الخرساني قال: كفيتك أن تستر كانت صلحاً فكفرت. فسار إليها المهاجرون فقتلوا المقاتلة وسبوا الذراري، فلم يزالوا في أيدي سادتهم حتى كتب عمر: خلوا ما في أيديكم.

قال: وسار أبو موسى إلى جند يسابور وأهلها منخوبون، فطلبوا الأمان، فصالحهم على أن لا يقتل منهم أحداً ولا يسبيه، ولا يعرض لأموالهم، سوى السلاح.

ثم إن طائفةً من أهلها توجهوا إلى الكلبانية. فوجه إليهم أبو موسى الربيع بن زياد فقتلهم، وفتح الكلبانية. واستأمنت الأساورة فأمنهم أبو موسى فأسلموا.

ويقال إنهم استأمنوا قبل ذلك، فلحقوا بأبي موسى وشهدوا تستر. والله أعلم.

وحدثني عمر بن حفص العمري، عن أبي حذيفة، عن أبي الأشهب، عن أبي رجاء قال: فتح الربيع بن زياد الثيبان من قبل أبي موسى عنوة. ثم غدروا ففتحها منجوف بن ثور السدوسي.

قال: وكان مما فتح عبد الله بن عامر سنبيل والزط. وكان أهلهما قد كفروا. فاجتمع إليهم أكرادٌ من هذه الأكراد. وفتح أيذج بعد قتالٍ شديد.

وفتح أبو موسى السوس وتستر ودورق عنوة.

وقال المدائني: فتح ثابت بن ذى الحرة الحميري قلعة ذى الرناق.

حدثني المدائني، عن أشياخه، وعمر بن شبة، عن مجالد بن يحيى أن مصعب بن الزبير ولى مطرف بن سيدان الباهلي أحد بني جئآوة شرطته في بعض أيام ولايته العراق لأخيه عبد الله بن الزبير. فأتى مطرف بالنابي بن زياد بن ظبيان، أحد بني عائش بن مالك بن تميم الله ابن ثعلبة بن عكابة، وبرجل من بني نمير قطعا الطريق، فقتل النابي وضرب النميري بالسياط وتركه. فلما عزل مطرف عن الشرطة وولى الأهواز جمع عبيد الله بن زياد بن ظبيان له جمعاً وخرج يريده. فالتقيا، فتواقفا وبينهما نهرٌ، فعبر مطرف بن سيدان، فعاجله ابن ظبيان فطعنه فقتله. فبعث مصعب مكرم بن مطرف في طلبه. فسار حتى صار إلى الموضع الذي يعرف اليوم بعسكر مكرم، فلم يلق ابن ظبيان. ولحق ابن ظبيان بعبد الملك بن مروان، وقاتل معه مصعباً، فقتله واحتز رأسه. ونسب عسكر مكرم إلى مكرم بن مطرف هذا. قال البعيث الكرى.

سقينا ابن سيدانٍ بكـأسٍ رويةٍ

 

كفتنا وخير الأمر ما كان كافيا

ويقال أيضاً إن عسكر مكرم إنما نسب إلى مكرم بن الفزر أحد بني جعونة بن الحارث بن نمير. وكان الحجاج وجه لمحاربة خرزاد بن باس حين عصى ولحق بأيذج وتحصن في قلعةٍ تعرف به. فلما طال عليه الحصار نزل مستخفياً متنكراً ليلحق بعبد الملك. فظفر به مكرم ومعه درتان في قلنسوته، فأخذه وبعث به إلى الحجاج فضرب عنقه.

وذكروا أنه كانت عند عسكر مكرم قريةٌ قديمةٌ وصل بها البناء بعد، ثم لم يزل يزاد فيه حتى كثر. فسمى ذلك أجمع عسكر مكرم. وهو اليوم مصرٌ جامع.

وحدثني أبو مسعود، عن عوانة قال: ولى عبد الله بن الزبير البصرة حمزة بن عبد الله بن الزبير. فخرج إلى الأهواز، فلما رأى جبلها قال: كأنه قعيقعان.

وقال الثوري: الأهواز سمى بالفارسية هوز مسير. وإنما سميت الأخواز فغيرها الناس فقالوا: الأهواز. وأنشد لأعرابي:

لا ترجعني إلى الأخواز ثـانـيةً

 

وقعقعان الذي في جانب السوق

ونهر بط الذي أمسى يؤرقـنـي

 

فيه البعوض بلسبٍ غير تشفـيق

فما الذي وعدته نفسه طـمـعـاً

 

من الحصينى أو عمرو بمصدوق

وقال: نهر البط نهرٌ كانت عنده مراعٍ للبط، فقالت العامة. نهر البط، كما قالوا: دار بطيخ.

وسمعت من يقول: ن النهر كان لامرأة تسمى البطئة، فنسب إليها ثم حذف.

حدثني محمد بن سعد، عن الواقدي، عن محمد بن عبد الله، عن الزهري قال: افتتح عمر السواد والأهواز عنوةً. فسئل عمر قسمة ذلك. فقال: فما لمن جاء من المسلمين بعدنا؟ فأقرهم على منزله أهل الذمة.

وحدثني المدائني، عن علي بن حماد وسحيمٍ بن حفص وغيرهما قالوا: قال أبو المختار يزيد بن قيس بن يزيد بن الصعق كلمةً رفع فيها على عمال الأهواز وغيرهم إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

أبـغ أمـير الـمـؤمـنـين رسـالة

 

فأنت أمين الله في النـهـي والأمـر

وأنت أمين اللـه فـينـا ومـن يكـن

 

أميناً لرب العرش يسلم له صـدري

فلا تدعن أهل الرساتـيق والـقـرى

 

يسغون مال الله فـي الأدم الـوفـر

فأرسل إلى الحجاج فاعرف حسابـه

 

وأرسل إلى جزءٍ وأرسل إلى بشـر

ولا تنسين النـافـعـين كـلـيهـمـا

 

ولا ابن غلابٍ من سراة بني نصـر

وما عاصمٌ منها بـصـفـرٍ عـيابـه

 

وذاك الذي في السوق مولى بني بدر

وأرسل إلى النعمان واعرف حسابـه

 

وصهر بني غزوان إني لذو خـبـر

وشبلاً فسله المال وابـن مـحـرشٍ

 

فقد كان في أهل الرساتيق ذا ذكـر

فقاسمهـم أهـلـي فـداؤك إنـهـم

 

سيرضون إن قاسمتهم منك بالشطـر

ولا تدعونـي لـلـشـهـادة إنـنـي

 

أغيب ولكني أرى عجـب الـدهـر

نؤوب إذا لآبوا ونـغـزو إذا غـزوا

 

فأنى هم وفرٌ ولسـنـا أولـى وفـر

إذا التاجـر الـداري جـاء بـفـارة

 

من المسك راحت في مفارقهم تجري

فقاسم عمر هؤلاء الذين ذكرهم أبو المختار شطر أموالهم، حتى أخذ نعلاً وترك نعلاً. وكان أبو بكرة فقال: إني لم أل لك شيئاً. فقال له: أخوك على بيت المال وعشور الأبله وهو يعطيك المال تتجربه. فأخذ منه عشرة آلاف. ويقال: قاسمه شطر ماله.

وقال: الحجاج الذي ذكره الحجاج بن عتيك الثقفي، وكان على الفرات.

وجزء بن معاوية عم الأحنف كان على سرق.

وبشر بن المحتفز كان على جند يسابور.

والنافعان نفيع أبو بكرة ونافع بن الحارث بن كلدة أخوه.

وابن غلاب خالد بن الحارث من بني دهمان كان على بيت المال بإصبهان.

وعاصم بن قيس بن الصلت السلمي كان على مناذر.

والذي في السوق سمرة بن جندب على سوق الأهواز.

والنعمان بن عدي بن نضلة بن عبد العزى بن حرثان أحد بني عدي بن كعب بن لؤي، كان على كور دجلة. وهو الذي يقول:

من مبلغ الحسناء أن خليلـهـا

 

بميسان يسقى في زجاجٍ وحنتم

إذا شئت غنتني دهاقين قـرية

 

وصناجةٌ تجزو على كل منسم

لعل أمير المؤمـنـين يسـوءه

 

تنادمنا بالجو اسق المتـهـدم

فلما بلغ عمر شعره قال: أي والله إنه ليسوءني ذلك. وعزله.

وصهر بني غزوان مجاشع بن مسعود السلمي. كانت عنده بنت عتبة بن غزوان. وكان على أرض البصرة وصدقاتها.

وشبل بن معبد البجلي ثم الأحمس كان على قبض المغانم.

وابن محرش أبو مريم الحنفي كان على رام هرمز.

قال عوسجة بن زياد الكاتب: أقطع الرشيد أمير المؤمنين عبيد الله بن المهدي مزارعةً أرض الأهواز. فدخل فيها شبهةٌ، فرفع في ذلك قومٌ إلى المأمون فأمر بالنظر فيها والوقوف عليها، فما لم تكن فيه شبهة أنفذ، وما شك فيه سمى المشكوك فيه. وذلك معروف بالأهواز.