كور الجبل

من أراد أن ينفذ من بغداد مشرقاً، نفذ من جانبها الشرقي من دجلة، ثم أخذ مشرقاً إلى موضع يقال له ثلاثة، أبواب وهو آخر بغداد مما يلي المشرق، ثم استقام به المسير إلى جسر النهروان، هو بلد جليل قديم على نهر يأخذ من نهر يأتي من الجبل، يقال له تامرا. ثم يسقي بعده طساسيج من طساسيج السواد، وتجري فيه المراكب العظام، والسفن الكبرى، فإذا عبر جسر النهروان تشعبت به طرق الجبل، فإن أراد أن يأخذ على كور ماسبذان ومهرجانقذق والصيمرة، أخذ ذات اليمين عند عبوره جسر النهروان، فسار ست مراحل إلى مدينة ماسبذان، وهي مدينة يقال لها السيروان، جليلة القدر، عظيمة واسعة، بين جبال وشعاب، وهي أشبه المدن بمكة، وفيها عيون ماء منفجرة، تجري في وسط المدينة إلى أنهار عظام، تسقي المزارع والقرى والضياع والبساتين على مسافة ثلاثة أيام، وهذه العيون حارة في الشتاء، باردة في الصيف، وأهل هذه المدينة أخلاط من العرب والعجم.