الصيمرة

ومن مدينة السيروان إلى مدينة الصميرة وهي مدينة كورة تعرف بمهرجانقذق- مرحلتان. ومدينة الصيمرة في مرج أفيح، فيه عيون وأنهار تسقي القرى والمزارع، وأهلها أخلاط من الناس من العرب والعجم، من الفرس والأكراد، وافتتحت ما سبذان والصيمرة في خلافة عمر بن الخطاب. وخراج هذا البلد يبلغ ألفي ألف وخمسمائة ألف درهم، وكلامهم بالفارسية.

ومن أراد من بغداد إلى حلوان، أخذ من جسر النهروان ذات اليسار، فصار إلى دسكرة الملك، وبها منازل لملوك الفرس عجيبة البناء جليلة حسنة؛ ثم صار من دسكرة الملك إلى طرارستان، وبها آثار لملوك الفرس عجيبة موصوفة، وفيها أنهار بعضها فوق بعض، معقودة بالجص والآجر، وبعض تلك الأنهار يأخذ من القواطيل، وبعضها يأخذ من النهروان. ومن طرارستان إلى جلولاء الوقيعة، وهي أول الجبل، وفيها كانت الوقعة أيام عمر بن الخطاب بالفرس لما لحقهم سعد بن أبي وقاص، ففض الله جموع الفرس وشردهم، وذلك في سنة تسع عشرة من الهجرة. ومن جلولاءه إلى خانقين وهي من أجل القرى وأعظمها أمراً، ومن خانقين إلى قصر شيرين، تشيرين امرأة كسرى، كانت تصيف بهذا القصر، وبهذا الموضع آثار لملوك الفرس كثيرة، ومن قصر شيرين إلى حلوان.