البصرة

والبصرة كانت مدينة الدنيا ومعدن تجاراتها وأموالها، وهي مدينة مستطيلة، تكون مساحتها على أصل الخطة التي اختطت عليها في وقت افتتاحها في ولاية عمر بن الخطاب في سنة سبع عشرة، فرسخين في فرسخ، فالباطنة منها وهي الجانب الذي يلقى الشمال، تشرع على نهرين لها أحدهما نهر يعرف بنهر ابن عمر وهو نهر...

وخرشنة خمسمائة فارس، وسلوقية خمسمائة فارس، وتراقية خمسة آلاف فارس، ومقدونية ثلاثة آلاف فارس، فجميع جيش بلاد الروم من الجند الموظف على الرساتيق والقرى أربعون ألف فارس، وليس فيهم مرتزق، وإنما هم حينئذ. يوظف عل كل ناحية رجال يخرجون مع بطريقها في وقت الحرب. وقد ذكرنا أخبار بلاد الروم، ورجالها، ومدنها وحصونها، وموانيها، وجبالها، وشعابها، وأوديتها، وبحيراتها، ومواضع الغارات عليها في كتاب غير هذا، فهذه المسالك إلى الثغور وما اتصل بها.

ومن أراد أن يسلك من حلب الطريق الأعظم إلى المغرب، خرج من حلب إلى مدينة قنسرين، ثم إلى الموضع الذي يقال له تلمنس وهو أول عمل جند حمص.