معادن التبر

ومن أراد المعادن معادن التبر خرج من أسوان إلى موضع يقال له الضيقة بين جبلين، ثم البويب، ثم البيضية، ثم بيت ابن زياد، ثم عذيفر، ثم جبل الأحمر، ثم جبل البياض، ثم قبر أبي مسعود، ثم عفار، ثم وادي العلاقي، وكل هذه المواضع معادن التبر، يقصدها أصحاب المطالب، ووادي العلاقي كالمدينة العظيمة به خلق من الناس، وأخلاط من العرب والعجم، أصحاب المطالب؛ وبها أسواق وتجارات، وشربهم من آبار تحفر في وادي العلاقي، وأكثر من بالعلاقي قوم من ربيعة من بني حنيفة، من أهل اليمامة، انتقلوا إليها بالعيالات والذرية. ووادي العلاقي وما حواليه معادن للتبر، وكل ما قرب منه يعتمل فيه الناس، لكل قوم من التجار وغير التجار، عبيد سودان يعملون في الحفر، ثم يخرجون التبر كالزرنيخ الأصفر، ثم يسبك.

ومن العلاقي إلى موضع يقال له وادي الجبل مرحلة، ثم إلى موضع يقال له عنب، ثم إلى موضع يقال له كبان، يجتمع الناس به لطلب التبر، وبه قوم من أهل اليمامة من ربيعة.

ومن العلاقي إلى معدن يقال له بطن واح مرحلة، ومن العلاقي إلى موضع يقال له أعماد مرحلتان، وإلى معدن يقال له ماء الصخرة مرحلة، وإلى معدن يقال له الأخشاب مرحلتان، وإلى معدن يقال له ميزاب تنزله بلي وجهينة أربع مراحل، وإلى معدن يقال له عربة بطحا مرحلتان، ومن العلاقي إلى عيذاب أربع مراحل، وعيذاب ساحل البحر المالح، يركب الناس منه إلى مكة والحجاز واليمن، ويأتيه التجار فيحملون التبر والعاج وغير ذلك في المراكب. ومن العلاقي إلى بركان وهي آخر معادن التبر، التي يصير إليها المسلمون ثلاثون مرحلة. ومن العلاقي إلى موضع يقال له دح ينزله قوم من بني سليم وغيرهم من مضر عشر مراحل، ومن العلاقي إلى معدن يقال له السنطة وبه قوم من مضر وغيرهم عشر مراحل، ومن العلاقي إلى معدن يقال له الرفق عشر مراحل، ومن العلاقي إلى معدن يقال له شختيت عشر مراحل، فهذه المعادن التي يصل إليها المسلمون ويقصدونها لطلب التبر.