سرت

ومن مدينة أجدابية إلى مدينة سرت على ساحل البحر المالح خمس مراحل: مرحلة منها من ديار لواتة، وفيهم قوم من مزاتة، وهم الغالبون عليها، منها الفاروج، وقصر العطش، واليهودية، وقصر العبادي، ومدينة سرت. وأهل هذه المنازل وأهل مدينة سرت من منداسة، ومحنحا، ومنطاس وغيرهم، وآخر منازلهم على مرحلتين من مدينة سرت، بموضع يقال له تورغة، وهو آخر حد برقة ومزاتة كلها اباضية على أنهم لا يفقهون ولا لهم دين.

وخراج برقة قانون قائم كان الرشيد وجه بمولى له يقال بشار، فوزع خراج الأرض بأربعة وعشرين ألف دينار، على كل ضيعة شيء معلوم سوى الأعشار والصدقات الجوالي، ومبلغ الأعشار والصداقات والجوالي خمسة عشر ألف دينار، ربما زاد، وربما نقص، والأعشار للمواضع التي لا زيتون بها ولا شجر ولا قرى مقراة. ولبرقة عمل يقال له أوجلة، وهو في مفازة مغرب لمن أراد الخروج إليها ينحرف إلى القبلة، ثم يصير إلى مدينتين يقال لأحداهما جالو، وللأخرى ودان. ولهما النخل والتمر والقسب الذي لا شيء أجود منه، وأرض ودان لآنقهما.