مرو

ومن سرخس على الخط الأعظم إلى ست مراحل أولها: أشترمغاك، ثم تلستانة، ثم الدندانقان، ثم كنوكرد، وهي ضياع آل علي ابن هشام بن فرخسرو، وهذه المنازل في مفازة برية، وكل منزل منها فيه حصن يتحصن أهله فيه من الترك، لأنهم ربما طرقوا بعض هذه المنازل.

ثم مرو وهي أجل كور خراسان، افتتحها حاتم بن النعمان الباهلي، وهو من قبل عبد الله بن عامر في خلافة عثمان، ويقال إن الأحنف بن قيس حضر فتحها وذلك في سنة إحدى وثلاثين وأهلها أشراف من دهاقين العجم، وبها قوم من العرب من الأزد، وتميم وغيرهم. وهي كانت منازل ولاة خراسان. فكان أول من نزلها المأمون، ثم من ولي خراسان بعد، حتى نزل عبد الله بن طاهر نيسابور. وشرب أهل مرو من عيون تجري، وأودية. وخراجها داخل في خراج خراسان، وبها جيد الثياب الموصوفة من ثياب خراسان، ولها من الكور: كورة زرق، وأرم كيلبق، وسوسقان، وجرارة.

ومن مرو إلى آمل ست مراحل: أولها كشماهن منها الزبيب الكشمهاني، وسائر المراحل في برية وحصون، فهذا ما على الخط الأعظم من كور خراسان. وشرب أهل آمل من الآبار إلا ما كان يقرب منها من جيحون، وهو نهر بلخ. فأما ما عن يمين الخط الأعظم مما يلي بحر الهند، فهو من نيسابور إلى هراة ذات اليمين للمشرق عشر مراحل، وهراة من أكثر بلاد خراسان عمارة، وأحسنه وجوه أهل، افتتحها الأحنف بن قيس في خلافة عثمان. وأهلها أشراف من العجم، وبها قوم من العرب. وشربها من العيون والأودية، وخراجها داخل في خراج خراسان.