ووراء ذلك بلد زويلة مما يلي القبلة، وهم قوم مسلمون أباضية كلهم. يحجون البيت الحرام وأكثرهم رواية، ويخرجون الرقيق السودان من الميريين، والزغاويين، والمرويين، وغيرهم من أجناس السودان لقربهم منهم، وهم يسبونهم. وبلغني أن ملوك السودان يبيعون السودان من غير شيء ولا حرب. ومن زويلة الجلود الزويلية، وهي أرض نخل، ومزدرع ذرة وغيرها، وبها أخلاط من أهل خراسان، ومن البصرة، والكوفة.
ووراء زويلة على خمس عشرة مرحلة مدينة يقال لها كوار، بها قوم من المسلمين من سائر الأحياء، أكثرهم بربر، وهم يأتون بالسودان. وبين زويلة ومدينة كوار وما يلي زويلة إلى طريق أوجلة وأجدابية قوم يقال لهم لمطة، أشبه شيء بالبربر، وهم أصحاب الدرق اللمطية البيض.