الجزء الثالث - ذكر قيل مولى العبلات

ذكر قيل مولى العبلات

ولاؤه وغناؤه

قال هارون بن محمد بن عبد الملك: أخبرني حماد بن إسحاق عن أبيه قال: كان يحيى قيل عبداً للثريا ورضيا وأخواتهما بنات"علي بن" عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر بن عبد شمس مخهنو قال وحدثني حماد قال " حدثني أبي قال حدثني ابن جناح قال حدثنا مقاحف بن ناصح مولى عبد الله بن عباس قال قال حدثني هشام بن المرية- وهي أمة، وهومولى بني مخزوك - قال: كان يحيى قيل عبداً لامرأة من العبلات، وله من الغناء:

صوت

وأخرجها من بطن مكة بعد ما

 

أصات المنادي للصلاة وأعتما

فمرت ببطن الليث تهوي كأنما

 

تبادر بالإصباح نهباً مقسمـا

والشعر لأبي دهبل الجمحي. وأول هذه القصيدة: " ألا علق القلب المتيم كلثماً

أبو دهبل الجمحي

وأخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثني الزبير بن بكار قال حدثني بحيى بن المقداد الزمعي قال حدثني عمي موسى بن يعقوب الزمعي قال أنشدني أبو دهبل الجمحي لنفسه:

ألا علق القلب المتيم كـلـثـمـا

 

لجوجاً ولم يلزم من الحب ملزمـا

خرجت بها من بطن مكة بعدمـا

 

أصات المنادي للصلاة وأعتـمـا

فما نام من راعٍ ولاارتد سـامـر

 

من الحي حتى جاوزت بي يلملما

ومرت ببطن الليث تهوي كأنـهـا

 

تبادر بالإدلاج نهباً مـقـسـمـا

أجازت على البزواء والليل كاسر

 

جناحين بالبزواء ورداً وأدهـمـا

فما ذر قرن الشمس حتى تبينـت

 

بعليب نخلاً مشرفاً ومـخـيمـا

ومرت على أشطان دومة بالضحى

 

فما خرزت للماء عيناً ولافـمـا

وما شربت حتى ثنيت زمامـهـا

 

وخفت عليها أن تحز وتكـلـمـا

فقلت لها قد تعـت غـير ذمـيمة

 

وأصبح وادي البزك غيثاً مديمـا

قال فقلت "له": ياعم ما كنت إلا على الريح! فقال: يابن أخي إن عمك كان إذا هم فعل، وهي العجاجة، أما سمعت قول أخي ببني مرة:

إذا أقبلت قلت مشـحـونة

 

أقلت لها الريح قلعاً جفولا

وإن أدبرت قلـت مـذعـورة

 

من الرمد تتبع هيقـاً ذمـولا

وإن أغرضت خال فيها البصي

 

رمـالايكـلـفـه أن يفـيلا

يدا سرحا ماثرا ضـبـعـهـا

 

تسوم وتقدم رجـلاً زجـولاً

فمرت على كـشـب غـدوة

 

ومرت فـويق أريك أصـيلا

تخبـط بـالـلـيل حـزانـه

 

كخبط القوي العزيز الذلـيلا

أخبرنا الحرمي قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني ابن أصبغ السملي قال: جاء إنسان يغني إلى عياش المنقري بالعقيق فجعل يغنيه قول أبي دهبل: (ألا علق القلب المتيم كلثما) وجعل يعيده فلما أكثر قال له عياش: كم تنذر بالعجوز عافاك الله! اسم أمي كلثم، قال: وتسمع العجوز، فقالت: لا والله ما كان بيني وبينه شيء. قال: ومن غنائه:

أزرى بنا أننا شالت نعامتنا

 

فخالني دونه بل خلته دوني

فإن تصبك من الأيام جائحة

 

لانبك منك على دنيا ولادين

" وأول هذه الأبيات فيما أنشدناه علي بن سليمان الأخفش عن ثعلب"

صوت من المائة المختارة

لي ابن عم على ما كان من خلق

 

مختلفان فاقـلـيه ويقـلـينـي

لاه ابن عمك لاأفضلت في حسب

 

عني ولاأنت دياني فتخـزونـي

غنى هذين البيتين الهذلي ثاني ثقيل بالوسطى

وقد عجبت ومافي الدهر من عجب

 

يد تشج وأخرى منك تـأسـونـي

صوت من المائة المختارة

ارفع ضعيفك لايحر بك ضعفه

 

يوماً فتدركه العواقب قد نمـا

يجزيك أو يثنى عليك وإن مـن

 

أثنى عليك بما فعلت فقد جزى

" عروضه من الكامل". الشعر لغريض اليهودي وهو السموءل بن عادياء، وقيل إنه لابنه صعية بن غريض، وقيل إنه لزيد بن عمرو بن نفيل، وقيل إنه لورقة بن نوفل، وقيل إنه لزهير بن جناب، وقيل إنه لعامر بن المجنون الجرمي الذي يقال له: مدرج الريح، والصحيح أنه لغريض أو لابنه.