الجزء الرابع - ذكر حميد بن ثور ونسبه وأخباره

ذكر حميد بن ثور ونسبه وأخباره

نسبه وطبقته في الشعراء

هو حميد بن ثور بن عبد الله بن عامر بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار. وهو من شعراء الإسلام. وقرنه ابن سلام بنهشل بن حري وأوس بن مغراء.

هو مخضرم أدرك عمر بن الخطاب

وقد أدرك حميد بن ثور عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال الشعر في أيامه. وقد أدرك الجاهلية أيضاً.


نهى عمر الشعراء عن التشبيب أخبرني وكيعٌ قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد وعبد الله بن شبيب قالا حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثني محمد بن فضالة النحوي قال: تقدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الشعراء ألا يشبب أحد امرأة إلا جلده. فقال حميد بن ثور:

أبى الله إلا أن سـرحة مـالـكٍ

 

على كل أفنان العضـاه تـروق

فقد ذهبت عرضاً وما فوق طولها

 

من السرح إلا عشةٌ وسـحـوق

- العشة: القليلة الأغصان والورق. والمسحوق: الطويلة المفرطة -.

فلا الظل من برد الضحى تستطيعه

 

ولا الفيء من برد العشي تـذوق

فهل أنا إن عللت نفسي بـسـرحةٍ

 

من السرح موجودٌ علي طـريقٌ

وهي قصيدة طويلة أولها:

نأت أم عمر فالفؤاد مشوق

 

يحن إليها والهـاً ويتـوق

صوت

وفيها مما يغنى فيه:

سقى السرحة المحلال والأبرق الذي

 

به الـسـرح غــيثٌ دائمٌ ويروق

وهل أنا إن عللت نفسي بـسـرحةٍ

 

من السرح موجودٌ علـي طـريقٌ

غناه إسحاق، ولحنه ثاني ثقيلٍ " بالوسطى ".

وفد على بعض خلفاء بني أمية

أخبرنا الحرمي قال حدثنا الزبير عن عمه قال: وفد حميد بن ثور على بعض خلفاء بني أمية؛ فقال له: ما جاء بك؟ فقال:

أتاك بي الله الذي من فوق ما ترى

 

وخيرٌ ومعروفٌ عـلـيك دلـيل

ومطوية الأقراب أما نـهـارهـا

 

فنصٌ وأما لـيلـهـا فـذمـيل

ويطوي عليه الليل حضنيه أننـي

 

لذاك إذا هاب الرجال فـعـول

فوصله وصرفه شاكراً.