الجزء الرابع - أخبار ابن رهيمة

أخبار ابن رهيمة

تشبيبه بزينب بنت عكرمة

أخبرني محمد بن جعفر النحوي قال حدثنا أحمد بن القاسم قال حدثني أبو هفان عن إسحاق قال: كان ابن رهيمة يشبب بزينب بنت عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، ويغني يونس بشعره، فافتضحت بذلك. فاستدعى عليه أخوها هشام بن عبد الملك، فأمر بضربه خمسمائة سوط، وأن يباح دمه إن وجد قد عاد لذكرها، وأن يفعل ذلك بكل من غنى في شيءٍ من شعره. فهرب هو ويونس فلم يقدر عليهما. فلما ولي الوليد بن يزيد ظهرا. وقال ابن رهيمة:

لئن كنت أطردتني ظالمـاً

 

لقد كشف الله ما أرهـب

ولو نلت مني ما تشتـهـي

 

لقل إذا رضـيت زينـب

وما شئت فاصنعه بي بعد ذا

 

فحبي لزينـب لا يذهـب

وفي الأصوات المعروفة بالزيانب يقول أبان بن عبد الحميد اللاحقي:

أحـب مـن الـغـنــاء خـــفـــي

 

فه إن فـاتــنـــي الـــهـــزج

وأشـنـأ " ضـوء بـــرق ٍ " مـــث

 

ل مـا أشـنـا " عـفـــا مـــزج "

وأبغض " يوم تنأى و " الزيانب " كلها سمج

 

 

ويعجببي لإبراه

 

يم والأوتـار تـــخـــتـــلـــج

" أدير مـــدامةً صـــرفــــــاً

 

كأن صـــبـــيبـــهـــا ودج "

يعني أبانٌ لحن إبراهيم. والشعر لأبان أيضاً، وهو:

صوت

أدير مدامةً صرفاً

 

كأن صبيبها ودج

فظل تخاله ملكـاً

 

يصرفها وتمتزج

الشعر لأبان، والغناء لإبراهيم ثاني ثقيلٍ بالخنصر في مجرى الوسطى عن إسحاق. وفيه لابن جامع ثاني ثقيلِ بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى عن إسحاق أيضاً.

ومما في غناء يونس من المائة المختارة

المذكورة في هذا الكتاب:

صوت من المائة المختارة

ألا يا لقومي للرقاد المـسـهـد

 

وللماء ممنوعاً من الحائم الصدي

وللحال بعد الحال يركبها الفتـى

 

وللحب بعد السلوة المـتـمـرد

الشعر لإسماعيل بن يسار النسائي من قصيدة مدح بها عبد الملك بن مروان؛ وذكر يحيى بن علي عن أبيه عن إسحاق: أنها للغول بن عبد الله بن صيفي الطائي. والصحيح أنها لإسماعيل. وأنا أذكر خبره مع عبد الملك بن مروان ومدحه إياه بها ليعلم صحة ذلك. والغناء ليونس، ولحنه المختار من القدر الأوسط من الثقيل الأول مطلق في مجرى البنصر. وتمام هذه الأبيات:

وللمرء لا عمن يحب بمرعوٍ

 

ولا لسبيل الرشد يوماً بمهتدى

وقد قال أقوامٌ وهم يعذلـونـه

 

لقد طال تعذيب الفؤاد المصيد