الجزء التاسع - عمرو بن سعيد بن زيد وأخباره

عمرو بن سعيد بن زيد وأخباره

نسبه، وشيء عن أبيه سعيد بن زيد: هو عمرو بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب. وسعيد بن زيد يكنى أبا الأعور، وهو أحد العشرة الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء فرجف بهم، فقال: أثبت حراء فليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد.


أخبرني ابن أبي الأزهر قال حدثنا حماد بن إسحاق قال حدثني أبي قال حدثني الهيثم بن سفيان عن أبي مسكين قال: جلس الوليد بن يزيد يوماً للمغنين وكانوا متوافرين عنده وفيهم معبد وابن عائشة؛ فقال لابن عائشة: يا محمد. قال: لبيك يا أمير المؤمنين. قال: إني قد قلت شعراً فغني فيه. قال: وما هو؟ فأنشده إياه، وترنم به محمد ثم غناه فأحسن، وهو: صوت

عللاني وأسـقـيانـي

 

من شرابٍ أصبهانـي

من شراب الشيخ كسرى

 

أو شراب الـقـيروان

إن في الكأس لمسـكـاً

 

أو بكف من سقـانـي

أو لقد غـودر فـيهـا

 

حين صبت في الدنـان

كللانـي تـوجـانـي

 

وبشعري غـنـيانـي

أطلقانـي بـوثـاقـي

 

وأشدداني بعـنـانـي

إنمـا الـكـأس ربـيعٌ

 

يتعاطى بـالـبـنـان

وحميا الـكـأس دبـت

 

بين رجلي ولسـانـي

الغناء لابن عائشة هزج بالبنصر من رواية حبش قال: فأجاد ابن عائشة واستحسن غناءه من حضر؛ فالتفت إلى معبد فقال: كيف ترى يا أبا عباد؟ فقال له معبد: شنت غناءك بصلفك. فقال ابن عائشة: يا أحول ! والله لولا أنك شيخنا وأنك في مجلس أمير المؤمنين لأعلمتك من الشائن لغنائه أنا بصلفى أم أنت بقبح وجهك. وفطن الوليد بحركتهما فقال: ما هذا؟ فقال: خير يا أمير المؤمنين، لحنٌ كان معبد طارحنيه فأنسيته فسألته عنه لأغني فيه أمير المؤمنين. فقال:وما هو؟ فقال:

آمن آل ليلى بالملا مـتـربـع

 

كما لاح وشمٌ في الذراع مرجع

فقال: هات يا معبد، فغناه إياه؛ فأستحسنه الوليد وقال: أنت والله سيد من غنى. وهذا الخبر أيضاً مما يدل على أن ما ذكره حماد من هذا الصوت منحول لمعبد لا حقيقة له.
أحمد بن أبي العلاء يغني المعتضد بشعر الوليد فيجيزه: أخبرني محمد بن إبراهيم قريض قال حدثني أحمد بن أبي العلاء المغني قال: غنيت المعتضد صوتاً في شعر له ثم أتبعته بشعر الوليد بن يزيد:

كللاني توجانـي

 

وبشعري غنياني

فقال: أحسن والله ! هكذا تقول الملوك المترفون، وهكذا يطربون، وبمثل هذا يشيرون، وإليه يرتاحون ! أحسنت يا أحمد الأختيار لما شاكل الحال، وأحسنت الغناء، أعد؛ فأعدته، فأمر لي بعشرة ألآف درهم وشرب رطلاً استعاده فأعدته، وفعل مثل ذلك حتى استعاده ست مرات وشرب ستة أرطال وأمر لي بعشرة الآف درهم وقال مرة أخرى بستمائة دينار ثم سكر. وما رئي قبل ذلك ولا بعده أعطي مغنياً هذه العطية. وفي الخبر زيادة وقد ذكرته في موضعت آخر يصلح له.


وقد ذكر محمد بن الحسن الكاتب عن أحمد بن سهل النوشجاني أنه حضر أحمد بن أبي العلاء وقد غنى المعتضد هذا الصوت في هذا المجلس وأمر له بهذا المال بعينه ولم يشرح القصة كما شرحها أحمد.
ومنها صوت وهو المتبختر: صوت معبد المسمى بالمتبختر:

جعل الله جعفراً لك بعـلاً

 

وشفاءً من حادث الأوصاب

إذ تقولين للوليدة قـومـي

 

فانظري من ترين بالأبواب

الشعر للأحوص. والغناء لمعبد خفيف ثقيل أول بالبنصر. وذكر حماد عن أبيه في كتاب معبد أنه منحول إلى معبد وأنه لكردم.
صوت وهو المسمى مقطع الأثفار

ضوء نارٍ بدا لعينك أم شـب

 

ت بذي الأثل من سلامة نار

تلك بين الرياض والأثل والبا

 

نات منا ومن سـلامة دار

وكذاك الزمان يذهب بالـنـا

 

س وتبقى الرسوم والأثـار

الشعر للأحوص. والغناء لمعبد خفيف ثقيلٍ بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى عن إسحاق. وذكر يونس أن فيه صوتين لمعبد وعمر الوادي رملٌ عن الهشامي. وفيه لعبد الله بن العباس خفيف رمل بالوسطى.