الجزء الحادي عشر - أخبار ابن الغريزة ونسبه

أخبار ابن الغريزة ونسبه

نسب ابن الغريزة: كثير بن الغريزة التميمي أحد بني نهشلٍ. والغريزة أمه. وهو مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، وقال الشعر فيهما. وهذا الشعر يقوله ابن الغريزة في غزاةٍ غزاها الأقرع بن حابسٍ وأخوه بالطالقان وجوزجان وتلك البلاد، فأصيب من أصحابه قوم بالطالقان فرثاهم ابن الغريزة .


قصيدته التي يذكر فيها يوم الطالقان ويرثي من قتل فيه: أخبرني الصولي عن الحزنبل عن ابن أبي عمرو الشيباني عن أبيه قال: بعث عمر بن الخطاب الأقرع بن حابسٍ وأخاه على جيشٍ إلى الطالقان وجوزجان وتلك البلاد، فأصيب من أصحابه قوم بالطالقان، فقال ابن الغريزة النهشلي وقد شهد تلك الوقعة يرثيهم ويذكر ذلك اليوم:

سقى مزن السحاب إذا استهلت

 

مصارع فتيةٍ بالـجـوزجـان

إلى القصرين من رستاق خوطٍ

 

أبادهم هـنـاك الأقـرعـان

وما بي أن أكون جـزعـت إلا

 

حنين القلب للبرق اليمـانـي

ومحبورٍ برؤيتـنـا يرجـي ال

 

لقاء ولـن أراه ولـم يرانـي

ورب أخٍ أصاب الموت قبلـي

 

بكيت ولو نعيت له بـكـانـي

دعاني دعوةً والـخـيل تـردي

 

فما أدري أباسمي أم كنـانـي

فكـان إجـابـتـي إياه أنـي

 

عطفت عليه خوار العـنـان

وأي فتًى دعوت وقد تـولـت

 

بهن الخيل ذات العـنـظـوان

وأي فتىً إذا ما مـت تـدعـو

 

يطرف عنك غاشية السـنـان

فإن أهلك فلـم أك ذا صـدوفٍ

 

عن الأقران في الحرب العوان

ولم أذلج لأطرق عرس جاري

 

ولم أجعل على قومي لسانـي

ولكنـي إذا مـا هـايجـونـي

 

منيع الجار مرتفع الـبـنـان

ويكرهني إذا استبسلت قرنـي

 

وأقضي واحداً ما قد قضانـي

فلا تستبعـدا يومـي فـإنـي

 

سأوشك مرةً أن تفـقـدانـي

ويدركني الـذي لا بـد مـنـه

 

وإن أشفقت من خوف الجنـان

وتبكينـي نـوائح مـعـولات

 

تركن بدار معترك الـزمـان

حبائس بالعراق منهـنـهـات

 

سواحي الطرف كالبقر الهجان

أعاذلتي مـن لـؤمٍ دعـانـي

 

وللرشد المبـين فـاهـديانـي

وعاذلتي صوتـكـمـا قـريب

 

ونفعكما بعيد الـخـير وانـي

فردا الموت عنـي إن أتـانـي

 

ولا أبيكـمـا لا تـفـعـلان

صوت:

دار لقاتلة الغرانـق مـا بـهـا

 

غير الوحوش خلت له وخلا لها

ظلت تسائل بالمـتـيم مـا بـه

 

وهي التي فعلت به أفعالـهـا

الشعر لأعشى بني تغلب من قصيدة يمدح بها مسلمة بن عبد الملك ويهجو جريراً ويعين الأخطل عليه. ويروى ربع لقانصة الغرانق وهو الصحيح هكذا، ويغنى دار لقاتلة، لأنه يقول في آخر البيت: خلت له وخلا لها .

والغناء لعبد الله بن العباس ثاني ثقيلٍ بالبنصر عن عمرو بن بانة وابن المكي. وفيه لمخارقٍ رمل من جميع أغانيه .