الجزء التاسع عشر - أخبار محمد بن وهيب

أخبار محمد بن وهيب

شعراء الدولة العباسية

محمد بن وهيب الحميري صليبة شاعر من أهل بغداد من شعراء الدولة العباسية، وأصله من البصرة ، وله أشعار كثيرة يذكرها فيها ويتشوقها، ويصف إبطانه إياها ومنشأه بها.

مدح الحسن بن رجاء ثم المأمون

وكان يستمنح الناس بشعره، ويتكسب بالمديح، ثم توسل إلى الحسن بن سهل بالحسن بن رجاء بن أبي الضحاك ومدحه، فأوصله إليه وسمع شعره فأعجب به واقتطعه إليه، وأوصله إلى المأمون حتى مدحه وشفع له فأسنى جائزته، ثم لم يزل منقطعاً إليه حتى مات. وكان يتشيع، وله مراث في أهل البيت.

منزلته

هو متوسط من شعراء طبقته، وفي شعره أشياء نادرة فاضلة، وأشياء متكلفة .


المعتصم يسمع مديحه ويجيزه دون غيره أخبرنا محمد خلف وكيع، قال: زعم أبو محلم، وأخبرني عمي، عن علي بن الحسين بن عبد الأعلى، عن أبي محلم، قال: اجتمع الشعراء على باب المعتصم فبعث إليهم محمد بن عبد الملك الزيات أن أمير المؤمنين يقول لكم: من كان منكم يحسن أن يقول مثل قول النمري في الرشيد:

خليفة الـلـه إن الـجـود أودية

 

أحلك الله منها حيث تجتـمـع

من لم يكن بأمين الله معتصمـاً

 

فليس بالصلوات الخمس ينتفـع

إن أخلف القطر لم تخلف مخايله

 

أو ضاق أمر ذكرناه فيتـسـع

فليدخل وإلا فلينصرف، فقام محمد بن وهيب فقال: فينا من يقول مثله، قال: وأي شيء قلت؟ فقال:

ثلاثة تشرق الدنيا ببـهـجـتـهـم

 

شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر

تحي أفاعـيلـه فـي كـل نـائبة

 

الغيث والليث والصمصامة الذكر

فأمر بإدخاله وأحسن جائزته.

رجع الحديث عن صلته بالحسن بن رجاء

أخبرني عمي، قال: حدثان عبد الله بن أبي سعد، قال: حدثني محمد بن محمد بن مروان بن موسى قال: حدثني محمد بن وهيب الشاعر قال: لما تولى الحسن بن رجاء بن أبي الضحاك الجبل قلت فيه شعراً وأنشدته أصحابنا دعبل بن علي وأبا سعد المخزومي، وأبا تمام الطائي، فاستحسنوا الشعر وقالوا: هذا لعمري من الأشعار التي تلقى بها الملوك، فخرجت إلى الجبل فلما صرت إلى همذان أخبره الحاجب بمكاني فأذن لي فأنشدته الشعر فاستحسن منه قولي:

أجارتنا إن التعـفـف بـالـياس

 

وصبراً على استدرار دنيا بإبساس

حريان ألا يقـذفـا بـمـــذلة

 

كريماً وأل يحوجاه إلى الـنـاس

أجارتنـا إن الـقـداح كـواذب

 

وأكثر أسباب النجاح مع الـياس

فأمر حاجبه بإضافتي فأقمت بحضرته كلما دخلت إليه لم أنصرف إلا بحملان أو خلعة أو جائزة حتى انصرم الصيف فقال لي: يا محمد إن الشتاء عندنا علج فأعد يوماً للوداع. فقلت: خدمة الأمير أحب غلي، فلما كاد الشتاء أن يشتد قال لي: هذا أوان الوداع، فأنشدني الثلاثة الأبيات فقد فهمت الشعر كله، فلما أنشدته:

أجارتنا إن الـقـداح كـواذب

 

وأكثر أسباب النجاح مع الياس

قال: صدقت، ثم قال: عدوا أبيات القصيدة فأعطوه لكل بيت ألف درهم، فعدت فكانت اثنين وسبعين بيتاً، فأمر لي باثنين وسبعين ألف درهم، وكان فيما أنشدته في مقامي واستحسنه قولي: صوت

دماء المحبين لا تـعـقـل

 

أما في الهوى حكم يعدل!

تعبدني حور الـغـانـيات

 

ودان الشباب له الأخطـل

ونظرة عين تعلـلـتـهـا

 

غراراً كما ينظر الأحول

مقسمة بين وجه الحبـيب

 

وطرف الرقيب متى يغفل

في هذه الأبيات هزج طنبوري سمعته من جحظة فذكر أنه يراه للمسدود ولم يحقق صانعه.


قال الأصبهاني: وهذه الأبيات له في المطلب بن عبد الله بن مالك الخزاعي.
قال محمد بن وهيب: وأهدي إلى الحسن بن رجاء غلام فأعجب به فكتب إليه:

ليهنك الزائر الـجـديد

 

جرى به الطائر السعيد

جاء مشوق إلى مشوق

 

فذا ودود وذا ودود

يوم نعـيم ويوم لـهـو

 

خصصت فيه بما تريد

إلف مشوق أتاه ألـف

 

فسمتفاد ومسـتـفـيد

حدثني أحمد بن عبيد الله بن عمار بهذا الحديث، عن يعقوب بن إسرائيلي قرقارة، عن محمد بن مروان بن موسى، عن محمد بن وهيب، فذكر مثل الذي قبله وزاد فيه، فلم يزل يستعيدني:

أجارتنا إن الـقـداح كـواذب

 

وأكثر أسباب النجاح مع الياس

وأنا أعيده عليه، فانصرفت من عنده بأكثر مما كنت أؤمل.


دخل على أبي دلف فأعظمه لإعجابه بشعره حدثني علي بن صالح بن الهيثم الأنباري الكاتب، قال: حدثني أبو هفان، قال: حدثني خالي، قال: كنت عند أبي دلف القاسم بن عيسى، فدخل عليه محمد بن وعيب الشاعر فأعظمه جداً، فلما انصرف قال له أخوه معقل: يا أخي، قد فعلت بهذا ما لم يستحقه، ما هو في بيت من الشرف، ولا في كمال من الأدب، ولا بموضع من السلطان، فقال: بلى يا أخي، إنه لحقيق بذلك، أو لا يستحقه وهو القائل: صوت

يدل على أنني عـاشـق

 

من الدمع مستشهد ناطق

ولي مالك أنا عـبـد لـه

 

مقر بأنـي لـه وامـق

إذا ما سموت إلى وصله

 

تعرض لي دونه عـائق

وحاربني فيه ريب الزمان

 

كأن الزمان له عاشـق

في هذه الأبيات رمل طنبوري أظنه لجحظة.

هنأ المطلب بعد عودته من الحج فوصله

بصلة كبيرة

حدثني عمي، قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن مالك، قال: لما قدم المطلب بن عبد الله بن مالك من الحج لقيه محمد بن وهيب مستقبلاً مع من تلقاه، ودخل إليه مهنئاً بالسلامة بعد استقراره، وعاد إليه في الثالثة فأنشده قصيدة طويلة مدحه بها، يقول فيها:

وما زلت أسترعي لك الله غـائبـاً

 

وأظهر إشفاقاً عـلـيك وأكـتـم

وأعلم أن الجود ما غبـت غـائب

 

وأن الندى في حيث كنت مخـيم

إلى أن زجرت الطير سعداً سوانحاً

 

وحم لقاء بالـسـعـود ومـقـدم

وظل يناجيني بمدحـك خـاطـر

 

وليلي ممدود الـرواقـين أدهـم

وقال: طواه الحج فاخشع لفـقـده

 

ولا عيش حتى يستهل المـحـرم

سيفخر ما ضم الحطـيم وزمـزم

 

بمطـلـب لـو أنـه يتـكـلـم

وما خلقت إلا من الجـود كـفـه

 

على أنها والبأس خـدنـان تـوأم

أعدت إلى أكناف محكم بـهـجة

 

خزاعية كانت تجـل وتـعـظـم

ليالي سمار الحجوان إلى الصفـا

 

خزاعة إذ خلت لها البيت جرهـم

ولو نطقت بطحاؤها وحجونـهـا

 

وخيف مني والمأزمان وزمـزم

إذاً لدعت أجزاء جسمك كـلـهـا

 

تنافس في أقسامه لـو تـحـكـم

ولو رد مخلوق إلى بدء خـلـقـه

 

إذاً كنت جسماً بينهـن تـقـسـم

سما بك منها كل خـيف أبـطـح

 

نما بك منه الجوهر المـتـقـدم

وحن إليك الركن حـتـى كـأنـه

 

وقد جئته خل علـيك مـسـلـم

قال: فوصله صلة سنية وأهدى إليه هدية حسنة من طرف ما قدم به وحمله، والله أعلم.

مدح الحسن بن سهل فأطربه

ولم يقصد غيره إلى أن مات

أخبرني جعفر بن قدامة، قال: حدثني الحسن بن الحسن بن رجاء، عن أبيه وأهله، قالوا: كان محمد بن وهيب الحميري لما قدم المأمون من خراسان مضاعاً مطرحاً، إنما يتصدى للعامة وأوساط الكتاب والقواد بالمديح ويسترفدهم فيحظى باليسير، فلما هدأت الأمور واستقرت واستوسقت جلس أبو محمد الحسن بن سهل يوماً منفرداً بأهله وخاصته وذوي مودته ومن يقرب من أنسه، فتوسل إليه محمد بن وهيب بأبي حتى أوصله مع الشعراء، فلما انتهى إليه القول استأذن في الإنشاد فأذن له، فأنشده قصيدته التي أولها:

ودائع أسرار طوتها الـسـرائر

 

وباحت بمكتوماتهن النـواظـر

ملكت بها طي الضمير وتحتـه

 

شبا لوعة عضب الغرارين باتر

فأعجم عنها ناطق وهو معـرب

 

وأعربت العجم الجفون العواطر

ألم تغذني السراء في ريق الهوى

 

غريراً بما تجني علي الـدوائر

تسالمني الأيام في عنـفـوانـه

 

ويكلؤني طرف من الدهر ناظر

حتى انتهى إلى قوله:

إلى الحسن الباني العلا يممـت بـنـا

 

عوالي المنى حيث الحيا المتظاهـر

إلى الأمل المبسـوط والأجـل الـذي

 

بأعدائه تكبوا الجـدود الـعـواثـر

ومن أنبعت عين المـكـارم كـفـه

 

يقوم مقام القطـر والـروض داثـر

تعصب تاج الملك في عـنـفـوانـه

 

وأطت بع عصر الشباب المنـابـر

تعظمـه الأوهـام قـبـل عـيانـه

 

ويصدر عنه الطرف والطرف حاسر

به تجتدى النعمى وتستدرك المـنـى

 

وتستكمل الحسنى وترعى الأواصـر

أصات بنا داعـي نـوالـك مـؤذنـاً

 

فجـوادك إلا أنــه لا يحـــاور

قسمت صروف الدهر بأسـاً ونـائلاً

 

فمالك مـوتـور وسـيفـك واتـر

ولما رأى الله الخـلافة قـد وهـت

 

دعائمها والـلـه بـالأمـر خـابـر

بنى بك أركانـاً عـلـيك مـحـيطة

 

فأنت لها دون الـحـوادث سـاتـر

وأرعـن فـيه لـلـسـوابـغ جـنة

 

وسقف سماء أنشأتـه الـحـوافـر

يعني أن على الدروع من الغبار ما قد غشيها فصار كالجنة لها.

لها فلـك فـيه الأسـنة أنـجـم

 

ونقع المنايا مسـتـطـير وثـائر

أجزت قضاء الموت في مهج العدا

 

ضحى فاستباحتها المنايا الغـوادر

لك اللحظات الكالئات قـواصـداً

 

بنعمى وبالبأساء وهـي شـوازر

ولم لم تكن إلا بنفسـك فـاخـراً

 

لما انتسبت إلا إليك المـفـاخـر

قال: فطرب أبو محمد حتى نزل عن سريره إلى الأرض وقال: أحسنت والله وأجملت، ولو لم تقل قط ولا تقول في باقي دهرك غير هذا لما احتجت إلى القول، وأمر له بخمسة آلاف دينار فأحضر واقتطعه إلى نفسه، فلم يزل في جنبته أيام ولايته وبعد ذلك إلى أن مات ما تصدى لغيره.

تردد على علي بن هشام فهجاه

هجاء موجعا

حدثني أحمد بن جعفر جحظة، قال: حدثني ميمون بن هارون، قال: كان محمد بن وهيب الحميري الشاعر قد مدح علي بن هشام وتردد غليه وإلى بابه دفعات، فحجبه ولقيه يوماً، فعرض له في طريقه وسلم عليه، فلم يرفع إليه طرفه، وكان فيه تيه شديد، فكتب إليه رقعة يعاتبه فيها، فلما وصلت إليه خرقها وقال: أي شيء يريد هذا الثقيل السيئ الأدب؟ فقيل له ذلك فانصرف مغضباً وقال: والله ما أردت ماله وإنما أردت التوسل بجاهه سيغني الله عز وجل عنه، أما والله ليذمن مغبة فعله. وقال يهجوه:

أزرت بجود عـلـي خـيفة الـعـدم

 

فصد منهزماً عن شأو ذي الـهـمـم

لو كان من فارس في بيت مـكـرمة

 

أو كان من ولد الأملاك في العـجـم

أو كان أوله أهل الـبـطـاح أو الـر

 

كب الملبون إهـلالاً إلـى الـحـرم

أيام تـتـخـذ الأصـنــام آلـــهة

 

فلا ترى عاكفاً إلا عـلـى صـنـم

لشجعته على فعل الـمـلـوك لـهـم

 

طبائع لم ترعـهـا خـيفة الـعـدم

لو تند كفاك من بذل الـنـوال كـمـا

 

لم يند سـيفـك مـذ قـلـدتـه بـدم

كنت امرأ رفعـتـه فـتـنة فـعـلا

 

أيامها غادراً بـالـعـهـد والـذمـم

حتى إذا انكشفت عنـا عـمـايتـهـا

 

ورتب الناس بالأحـسـاب والـقـدم

مات التخلق وارتدتـك مـرتـجـعـاً

 

طبـيعة نـذلة الأخـلاق والـشـيم

كذاك من كـان لا رأسـاً ولا ذنـبـاً

 

كز اليدين حديث العهـد بـالـنـعـم

هيهات ليس بـحـمـال الـديات ولا

 

معطي الجزيل ولا المرهوب ذي النقم

قال: فحدثني بني هاشم أن هذه الأبيات لما بلغت علي بن هشام ندم على ما كان منه، وجزع لها وقال: لعن الله اللجاج فإنه شر خلق تخلقه الناس، ثم أقبل على أخيه الخليل بن هشام فقال: الله يعلم أني لا أدخل على الخليفة وعلي السيف إلا وأنا مستح منه، أذكر قول ابن وهيب في:

لم تند كفاك من بذل النوال كما

 

لم يند سيفك مذ قلدتـه بـدم

حدثني محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثني ميمون بن هارون، قال: من سمع ابن الأعرابي، يقول: أهجى بيت قاله المحدثون قول محمد بن وهيب:

لم تند كفاك من بذل النوال كما

 

لم يند سيفك مذ قلدتـه بـدم

تعرض لأعرابية فأجابته جواباً مسكتاً

أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان، قال: حدثني محمد بن مرزوق البصري، قال: حدثني محمد بن وهيب قال: جلست بالبصرة إلى عطار فإذا أعرابية سوداء قد جاءت فاشترت من العطار خلوقاً فقلت له: تجدها اشترت لابنتها وما ابنتها إلا خنفساء، فالتفتت إلي متضاحكة، ثم قالت: لا والله، لكن مهاة جيداء ، إن قامت فقناة، وإن قعدت فحصاة، وإن مشت فقطاه، أسفلها كثيب، وأعلاها قضيب، لا كفتياتكم اللواتي تسمونهن بالفتوت ، ثم انصرفت وهي تقول:

إن الفتوت للفتاة مضـرطـه

 

يكربها في البطن حتى تثلطه

فلا أعلمني ذكرتها إلا أضحكني ذكرها.


تردد على مجلس يزيد بن هارون ثم تركه حدثني عيسى بن الحسين الوراق، قال: حدثنا أبو هفان، قال: كان محمد بن وهيب يتردد إلى مجلس يزيد بن هارون، فلزمه عدة مجالس يملي فيها كلها فضائل أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، لا يذكر شيئاً من فضائل علي عليه السلام، فقال فيه ابن وهيب:

آتي يزيد بن هـارون أدالـجـه

 

في كل يوم ومالي وابن هارون

فليت لي بيزيد حـين أشـهـده

 

راحاً وقصفاً وندماناً يسلـينـي

أغدو إلى عصبة صمت مسامعهم

 

عن الهدى بين زنديق ومأفـون

لا يذكرون علياً في مشاهـدهـم

 

ولا بنيه بني البيض المـيامـين

الله يعـلـم أنـي لا أحـبـهـم

 

كما هم بيقـين لا يحـبـونـي

ويستطيعون عن ذكرى أبا حسن

 

وفضله قطعوني بالسكـاكـين

ولست أترك تفضيلـي لـه أبـداً

 

حتى الممات على رغم الملاعين

مذهبه من شعره

أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان، قال: حدثني إسحاق بن محمد الكوفي، قال: حدثني محمد بن القاسم بن يوسف. وأخبرني به الحسن بن علي، قال: حدثنا أحمد بن القاسم، قال: حدثني إسحاق، عن محمد بن القاسم بن يوسف قال: كان محمد بن وهيب يأتي أبي فقال له أبي يوماً: إنك تأتينا وقد عرفت مذاهبنا فنحب أن تعرفنا مذهبك فنوافقك أو نخالفك، فقال له: في غد أبين لك أمري ومذهبي، فلما كان من غد كتب إليه:

أيها السائل قد بينت إن كنت ذكيا

 

أحمد الله كثيراً

 

بأياديه عــــلـــــــيا

شاهـــداً أن لا إلــــــه

 

غيره مـا دمـــت حـــيا

وعـلـى أحـمـد بـالـصــد

 

ق رســـولاً ونـــبـــيا

ومـنـحـت الـود قـربـــا

 

ه ووالــيت الـــوصـــيا

وأتـانـي خـبـر مـطــرح

 

لم يك شـــــــــــيا

أن عـلـى غـير اجـتـمـاع

 

عقــدوا الأمـــر بـــديا

فوقـفـت الـقـوم تـيمـــاً

 

وعــــديا وأمـــــــيا

غير شـتـام ولـكـــنـــي

 

تولـــيت عـــلـــــيا

اعتزازه بشعره

حدثني جحظة، قال: حدثني علي بن يحيى المنجم، قال: بلغ محمد بن وهيب أن دعبل بن علي قال: أنا ابن قولي :

لا تعجبي يا سلم من رجـل

 

ضحك المشيب برأسه فبكى

وأن أبا تمام قال: أنا ابن قولي :

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى

 

ما الحب إلا للـحـبـيب الأول

فقال محمد بن وهيب: وأنا بن قولي :

ما لمن تمت محـاسـنـه

 

أن يعادي طرف من رمقا

لك أن تبدي لنا حـسـنـاً

 

ولنا أن نعمل الـحـدقـا

قال أبو الفرج الأصبهاني : وهذا من جيد شعره ونادره، وأول هذه الأبيات قوله:

نم فقد وكلت بـي الأرقـا

 

لاهياً تغري بمن عشـقـا

إنما أبقيت مـن جـسـدي

 

شبحاً غير الذي خـلـقـا

كنت كالنقصان في قمـر

 

ماحقاً منه الذي اتسـقـا

وفتى ناداك مـن كـثـب

 

أسعرت أحشاؤه حـرقـا

غرقت في الدمع مقلـتـه

 

فدعا إنسانها الـغـرقـا

نما عـاقـبـت نـاظـره

 

أن أعاد اللحظ مستـرقـا

ما لمن تمت محـاسـنـه

 

أن يعادي طرف من رمقا

لك أن تبدي لنا حـسـنـاً

 

ولنا أن نعمل الـحـدقـا

قدحت كفاك زنـد هـوى

 

في سواد القلب فاحترقـا

وصف غلمان أحمد بن هشام فوهبه غلاماً فمدحه حدثني عمي، قال: حدثني أبو عبد الله الهشامي، عن أبيه، قال:

دخل محمد بن وهيب على أحمد بن هشام يوماً وقد مدحه، فرأى بين يديه غلماناً روقة مرداً وخدماً بيضاً فرهاً في نهاية الحسن والكمال والنظافة، فدهش لما رأى وبقي متبلداً لا ينطق حرفاً، فضحك أحمد منه وقال له: ما لك؟ ويحك! تكلم بما تريد.

 

فقال له: اختر من شئت، فاختار واحداً منهم، فأعطاه إياه، فقال يمدحه:

فضلت مكارمه على الأقوام

 

وعلا فحاز مكـارم الأيام

وعلته أبهة الجلال كـأنـه

 

قمر بدا لك من خلال غمام

إن الأمير على البرية كلها

 

بعد الخليفة أحمد بن هشام

الحسن بن سهل يصله بالمأمون

وأخبرني جعفر بن قدامة في خبره الذي ذكرته آنفاً عنه، عن الحسن بنالحسن رن رجاء، عن أبيه، قال: لما قدم المأمون، لقيه أبو محمد الحسن بن سهل، فدخلاً جميعاً، فعارضهما ابن وهيب وقال:

اليوم جددت النعماء والـمـنـن

 

فالحمد لله حل العقدة الـزمـن

اليوم أظهرت الدنيا محاسنـهـا

 

للناس لما التقى المأمون والحسن

قال: فلما جلسا سأله المأمون عنه فقال: هذا رجل من حمير، شاعر مطبوع، اتصل بي متوسلاً إلى أمير المؤمنين وطالباً الوصول مع نظرائه، فأمر المأمون بإيصاله مع الشعراء، فلما وقف بين يديه، وأذن له في الإنشاد، أنشده قوله:

طللان طال عليهمـا الأمـد

 

دثراً فلا علـم ولا نـضـد

لبسا البلى فكأنـمـا وجـدا

 

بعد الأحبة مثـل مـا أجـد

حييتما طللين، حـالـهـمـا

 

بعد الأحبة غير ما عهـدوا

إما طواك سـلـو غـانـية

 

فهواك لا ملـل ولا فـنـد

إن كنت صادقة الهوى فردي

 

في الحب منهلي الـذي أرد

أدمي هرقت وأنـت آمـنة

 

أم ليس لي عقل ولا قود ؟

إن كنت فت وخانني سبـب

 

فلربما يخطئ مجـتـهـد

حتى انتهى إلى قوله في مدح المأمون:

يا خير منتسب لمـكـرمة

 

في المجد حيث تبحبح العدد

في كل أنملة لـراحـتـه

 

نوء يسح وعارض حشـد

وإذا القنا رعفت أسـنـتـه

 

علقماً وصم كعوبها قصـد

فكأن ضوء جبينـه قـمـر

 

وكأنه فـي صـولة أسـد

وكـأنـه روح تـدبـرنـا

 

حركاته وكأنـنـا جـسـد

المأمون يستشير فيه الحسن بن سهل ثم يلحقه بجوائز مروان بن أبي حفصة فاستحسنها المأمون وقال لأبي محمد: احتكم له، فقال: أمير المؤمنين أولى بالحكم، ولكن إن أذن لي في المسألة سألت له، فأما الحكم فلا، فقال: سل، فقال: يلحقه بجوائز مروان بن أبي حفصة، فقال: ذلك والله أردت، وأمر بأن تعد أبيات قصيدته ويعطى لكل بيت ألف درهم، فعدت فكانت خمسين، فأعطي خمسين ألف درهم.


من مدائحه للمأمون قال الأصبهاني: وله في المأمون والحسن بن سهل خاصة مدائح شريفة نادرة، من عيونها قوله في المأمون في قصيدة أولها:

العذر أن أنصفت متـضـح

 

وشهيد حبك أدمع سـفـح

فضحت ضميرك عن ودائعه

 

إن الجفون نواطق فصـح

وإذا تكلمت العيون عـلـى

 

إعجامها فالسر مفتـضـح

ربما أبيت معانقـي قـمـر

 

للحسن فيه مخايل تـضـح

نشر الجمال على محاسنـه

 

بدعاً وأذهب همه الفـرح

يختال في حلل الشباب بـه

 

مرح وداؤك أنـه مـرح

ما زال يلثمني مـراشـفـه

 

ويعلني الإبريق والـقـدح

حتى استرد الليل خلعـتـه

 

ونشا خلال سواده وضـح

وبدا الصباح كأن غـرتـه

 

وجه الخليفة حين يمـتـدح

يقول فيها:

نشرت بك الدنيا محاسنهـا

 

وتزينت بصفاتك المـدح

وكأن ما قد غاب عنك لـه

 

بإزاء طرفك عارضاً شبح

وإذا سلمت فكـل حـادثة

 

جلل فلا بؤس ولا تـرح

مدح المطلب بن عبد الله فوصله وأقام عنده مدة أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي، قال: حدثني أهلنا: أن محمد بن وهيب قصد المطلب بن عبد الله بن مالك الخزاعي -عم أبي- وقد ولي الموصل وكان له صديقاً حفياً، وكان كثير الرفد له والثواب على مدائحه، فأنشده قوله فيه: صوت

دمـاء الـمـحـبـــين لا تـــعـــقـــل

 

أمـا فـي الـهـوى حـــاكـــم يعـــدل

تعـبـــدي حـــور الـــغـــانـــيات

 

ودان الـشـبـــاب لـــه الأخـــطـــل

ونـظـرة عــين تـــلافـــيتـــهـــا

 

غراراً كـمـــا ينـــظـــر الأحـــول

مقسمة بين وجه الحبيب وطرف الرقيب متى يغفل

 

 

أذم على غربات النوى

 

إلـــيك الـــســـلـــو ولا أذهــــل

وقـالـوا عـزاؤك بـعـــد الـــفـــراق

 

إذا حـم مــكـــروهـــه أجـــمـــل

أقـيدي دمـاً سـفـكـتـــه الـــعـــيون

 

بإيمـاض كـحـــلاء لا تـــكـــحـــل

فكـل سـهـامـك لــي مـــقـــصـــد

 

وكـل مـواقـعـهـــا مـــقـــتـــل

سلام عـلـى الـمـنـزل الـمـسـتـحـــيل

 

وإن ضـن بـالـمـنـطـق الـمـــنـــزل

وعـضـب الـضـريبة يلـقـى الـخـطــوب

 

بجـد عـن الـــدهـــر لا ينـــكـــل

تغـلـغـل شـرقـاً إلـــى مـــغـــرب

 

فلـمـا تـبـدت لــه الـــمـــوصـــل

ثوى حـــيث لا يســـتـــمـــال الأريب

 

ولا يؤلـف الــلـــقـــن الـــحـــول

لدى مـلـك قـابـلـتـه الـــســـعـــود

 

وجـانـــبـــه الأنـــجـــم الأفـــل

لأيامـــه ســـطـــوات الـــزمـــان

 

وإنـــعـــامـــه حـــين لا مـــوئل

سمـا مـا لـك بـك لـلـــبـــاهـــرات

 

وأوحــدك الـــمـــربـــأ الأطـــول

ولـيس بـعـيداً بـــأن تـــحـــتـــذي

 

مذاهـــب آســـادهـــا الأشـــبـــل

قال: فوصله وأحسن جائزته وأقام عنده مدة، ثم استأذنه في الإنصراف فلم يأذن له، وزاد في ضيافته وجراياته وجدد له صلة، فأقام عنده برهة أخرى، ثم دخل عليه فأنشده:

ألا هل إلى ظل العقيق وأهلـه

 

إلى قصر أوس فالحزير معاد؟

وهل لي بأكناف المصلى فسفحه

 

إلى السور مغدى ناعم ومراد؟

فلم تنسني نـهـر الأبـلة نـية

 

ولا عرصات المربدين بـعـاد

هنالك لا تبني الكواعب خـيمة

 

ولا تتهادى كلـثـم وسـعـاد

أجدي لا ألقى النوى مطـمـئنة

 

ولا يزدهيني مضجع ومـهـاد

فقال له: أبيت إلا الوطن والنزاع إليه! ثم أمر له بعشرة آلاف درهم، وأوقر له زورقاً من طرف الموصل وأذن له.

المأمون يتمثل من شعره

حدثني محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثني أبو عبد الله الماقطاني، عن علي بن الحسين بن عبد الأعلى، عن سعيد بن وهيب، قال: كان المأمون كثيراً ما يتمثل إذا كربه الأمر:

ألا ربما ضاق الفضاء بأهلـه

 

وأمكن من بين الأسنة مخرج

قصيدته في ابن عباد وزير المأمون حين أبعده قال الأصبهاني: وهذا الشعر لمحمد بن وهيب يقوله في ابن عباد وزير المأمون، وكان له صديقاً، فلما ولي الوزارة اطرحه لانقطاعه إلى الحسن بن سهل فقال فيه قصيدة أولها:

تكلم بالوحي البنـان الـمـخـضـب

 

ولله شكوى معجـم كـيف يعـرب؟

أإيماء أطراف البنـان ووجـهـهـا

 

أباتا له كيف الضمير الـمـغـيب؟

وقد كان حسن الظن أنـجـب مـرة

 

فأحمد عقبى أمره الـمـتـعـقـب

فلما تدبرت الـظـنـون مـراقـبـاً

 

تقلب حالـيهـا إذا هـي تـكـذب

بدأت بإحسان فـلـمـا شـكـرتـه

 

تنكرت لي حتى كـأنـي مـذنـب

وكل فتى يلقي الخطوب بـعـزمـه

 

له مذهب عمن له عنـه مـذهـب

وهل يصرع الحب الكريم وقـلـبـه

 

عليم بمـا يأتـي ومـا يتـجـنـب

تأنيت حتى أوضح الـعـلـم أنـنـي

 

مع الدهر يوماً مصعد ومـصـوب

وألحقت أعجاز الأمور صـدورهـا

 

وقومها غمز القداح الـمـقـلـب

وأيقنت أن اليأس للـعـرض صـائن

 

وأن سوف أغضي للقذى حين أرغب

أغادرتني بين الـظـنـون مـمـيزاً

 

شواكل أمر بـينـهـن مـجـرب

يقربني من كنـت أصـفـيك دونـه

 

بودي وتنـأى بـي فـلا أتـقـرب

فلله حظي منـك كـيف أضـاعـه

 

سلوك عنـي والأمـور تـقـلـب

أبعدك أستـسـقـي بـوارق مـزنة

 

وإن جاد هطل من المـزن هـيدب

إذا ما رأيت البرق أغضـيت دونـه

 

وقلت إذا ما لاح: ذا البرق خـلـب

وإن سنحت لي فرصة لم أسامـهـا

 

وأعرضت عنها خوف ما أتـرقـب

تأدبت عن حسن الرجاء فـلـن أرى

 

أعـود لـه إن الـزمـان مـؤدب

وقال له أيضاً:

هل الـهـم إلا كـربة تـتـفـرج

 

لها معقب تحـدى إلـيه وتـزعـج

وما الدهر إلا عائد مـثـل سـالـف

 

وما العيش إلا جـدة ثـم تـنـهـج

وكيف أشيم البرق والبـرق خـلـب

 

ويطمعني ريعانـه الـمـتـبـلـج

وكيف أديم الصبر لا بـي ضـراعة

 

ولا الرزق مجظور ولا أنا محرج؟

ألا ربمـا كـان الـتـصـبـر ذلة

 

وأدنى إلى الحال التي هي أسـمـج

وهل يحمل الهم الفتى وهو ضامـن

 

سرى الليل رحال العشيات مـدلـج

ولا صبر ما أعدى على الدهر مطلب

 

وأمكن إدلاج وأصحـر مـنـهـج

ألا ربما ضاق الفضـاء بـأهـلـه

 

وأمكن من بين الأسـنة مـخـرج

وقد يركب الخطب الذي هو قـاتـل

 

إذا لم يكـن إلا عـلـيه مـعـرج

مدح الأفشين فأجازه المعتصم حدثني بعض أصحابنا عن أحمد بن أبي كامل قال: كان محمد بن وهيب تياهاً شديد الذهاب بنفسه، فملا قدم الأفشين -وقد قتل بابك- مدحه بقصيدته التي أولها:

طلول ومغانيها

 

تناجيها وتبكيها

يقول فيها:

بعثت الخيل، والخير

 

عقيد في نواصيها

وهي من جيد شعره، فأنشدناها ثم قال: ما لها عيب سوى أنها لا أخت لها. قال: وأمر المعتصم للشعراء الذين مدحوا الأفشين بثلاثمائة ألف درهم جرت تفرقتها على يد ابن أبي داود، فأعطى منها محمد بن وهيب ثلاثين ألفاً، وأعطى أبا تمام عشرة آلاف درهم. قال ابن أبي كامل: فقلت لعلي بن يحيى المنجم: ألا تعجب من هذا الحظ؟ يعطى أبو تمام عشرة آلاف وابن وهيب ثلاثين ألفاً، وبينهما كما بين السماء والأرض. فقال: لذلك علة لا تعرفها؛ كان ابن وهيب مؤدب الفتح بن خاقان، فلذلك وصل إلى هذه الحال.

يذكر الدنيا ويصل حاله وهو عليل

أخبرني محمد بن يحيى الصولي. قال: حدثني أبو زكوان، قال: حدثني من دخل إلى محمد بن وهيب يعوده وهو عليل قال: فسألته عن خبره فتشكى ما به ثم قال:

نفوس المنايا بالنفوس تـشـعـب

 

وكل له من مذهب الموت مذهب

نراع لذكر الموت سـاعة ذكـره

 

وتعترض الدنيا فنلهو ونلـعـب

وآجالـنـا فـي كـل يوم ولـيلة

 

إلينا على غراتـنـا تـتـقـرب

أأيقن أن الشيب ينعـى حـياتـه

 

مدر لأخلاف الخطيئة مـذنـب

يقين كأن الشك أغـلـب أمـره

 

عليه وعرفان إلى الجهل ينسـب

وقد ذمت الدنيا إلي نـعـيمـهـا

 

وخاطبني إعجامها وهو معـرب

ولكنني منها خلقـت لـغـيرهـا

 

وما كنت منه فهو عندي محبـب

ابن أبي فنن وأبو يوسف يطعنان عليه فيرد عليهما من ينصفه أخبرني الحسن بن علي، قال: حدثنا ابن مهرويه، قال: حدثني أحمد بن أبي كامل، قال: كنا في مجلس ومعنا أبو يوسف الكندي وأحمد بن أبي فنن، فتذاكرنا شعر محمد بن وهيب فطعن عليه ابن أبي فنن وقال: هو متكلف حسود، إذا أنشد شعراً لنفسه قرظه ووصفه في نصف يوم وشكا أنه مظلوم منحوس الحظ وأنه لا تقصر به عن مراتب القدماء حال، فإذا أنشد شعر غيره حسده، وإن كان على نبيذ عربد عليه، وإن كان صاحياً عاداه واعتقد فيه كل مكروه. فقلت له: كلاكما لي صديق، وما أمتنع من وصفكما جميعاً بالتقدم وحسن الشعر، فأخبرني عما أسألك عنه إخبار منصف، أو يعد متكلفاً من يقول:

أبى لي إغضاء الجفون على القذى

 

يقيني أن لا عسـر إلا مـفـرج

ألا ربما ضاق الفضاء بـأهـلـه

 

وأمكن من بين الأسنة مخـرج؟

أو يعد متكلفاً من يقول:

رأت وضحاً من مفرق الرأس راعها

 

شريحين مـبـيض بـه وبـهـيم؟

فأمسك ابن أبي فنن، واندفع الكندي فقال: كان ابن وهيب ثنوياً. فقلت له: من أين علمت ذاك؟ أكلمك على مذهب الثنوية قط؟ قال: لا، ولكني استدللت من شعره على مذهبه، فقلت: حيث يقول ماذا؟ فقال: حيث يقول:

طللان طال عليهما الأمد

وحيث يقول:

تفتر عن سمطين من ذهب

إلى غير ذلك مما يستعمله في شعره من ذكر الاثنين.


فشغلني والله الضحك عن جوابه. وقلت له: يا أبا يوسف، مثلك لا ينبغي أن يتكلم فيما لم ينفذ فيه علمه.


يستنجز محمد بن عبد الملك الزيات حاجته أخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمار، قال: حدثني أحمد بن سليمان بن أبي شيخ، عن أبيه، قال: سأل محمد بن وهيب محمد بن عبد الملك الزيات حاجة فأبطأ فيها، فوقف عليه ثم قال له:

طبـع الـكـريم عــلـــى وفـــائه

 

وعـلـى الـتـفـضـل فـي إخـــائه

تغني عنايته الصديق عن التعرض لاقتضائه

 

 

حسب الكريم حياؤه

 

فكـل الـكـــريم إلـــى حـــيائه

فقال له: حسبك فقد بلغت إلى ما أحببت ، والحاجة تسبقك إلى منزلك. ووفى له بذلك.

صوت

وددت على ما كان من سرف الهوى

 

وغي الأماني أن ما شئت يفـعـل

فتـرجـع أيام تـقـضـت ولـذة

 

تولت، وهل يثنى من الدهـر أول!

الشعر لمزاحم العقيلي والغناء لمقاسة بن ناصح، خفيف رمل بالبنصر عن الهشامي. قال الهشامي: لأحمد بن يحيى المكي رمل.