الجزء الحادي والعشرون - عمرو بن براق

عمرو بن براق

يسلبه حريم ماله فيسترده منه: أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال: حدثنا السكري عن ابن حبيب قال: وأخبرنا الهمداني ثعلب، عن ابن الأعرابي، عن المفضل، قالا: أغار رجل من همدان يقال له حريم على إبل لعمرو بن براق وخيل، فذهب بها، فأتى عمرو امرأة كان يتحدث إليها ويزورها فأخبرها أن حريما أغار على إبله وخيله فذهب بها، وأنه يريد الغارة عليه، فقالت له المرأة ويحك لا تعرض لتلفات حريم فإني أخافه عليك، قال: فخالفها، وأغار عليه، فاستاق كل شيء كان له، فأتاه حريم بعد ذلك يطلب إليه أن يرد عليه ما أخذه منه، فقال: لا أفعل، وأبى عليه، فانصرف، فقال عمرو في ذلك:

تقول سليمى لا تعرض لـتـلـفة

 

وليلك عن ليل الصعالـيك نـائم

وكيف ينام الليل من جـل مـالـه

 

حسام كلون الملح أبيض صـارم

صموت إذا عض الكريهة لم يدع

 

لها طمعاً طوع اليمـين مـلازم

نقدت به ألفاً وسامـحـت دونـه

 

على النقد إذ لا تستطاع الدراهـم

ألم تعلم أن الصعاليك نـومـهـم

 

قليل إذا نام الدثور الـمـسـالـم

إذا الليل أدجى واكفهرت نجومـه

 

وصاح من الإراط هام جـواثـم

ومال بأصحاب الكرى غالبـاتـه

 

فإني على أمر الغـواية حـازم

كذبتم وبيت الله لا تـأخـذونـهـا

 

مراغمة مادام لـلـسـيف قـائم

تحالف أقوام علي لـيسـمـنـوا

 

وجروا علي الحرب إذا أنا سالـم

أفالآن أدعى للهـوادة بـعـدمـا

 

أجيل على الحي المذاكي الصلادم

كأن حريماً إذا رجا أن يضمـهـا

 

ويذهب مالي يا بنة القوم حـالـم

متى تجمع القلب الذكي وصارمـاً

 

وأنفاً حمياً تجتنبك الـمـظـالـم

ومن يطلب المال الممنع بالقـنـا

 

يعش ذا غنى أو تخترمه المخارم

وكنت إذا قوم غزوني غزوتـهـم

 

فهل أنا في ذا يالهمدان ظـالـم

فلا صلح حتى تعثر الخيل بالقنـا

 

وتضرب بالبيض الرقاق الجماجم

وأما الشنفري فإنه رجل من الأزد ثم من الأواس بن الحجر بن الهنو بن الأزد. ومما يغنى فيه من شعره قوله:

صوت

ألا أم عمرو أزمعت فاستقلـت

 

وما ودعت جيرانها إذ تولـت

فواندما بانت أمامة بـعـدمـا

 

طمعت فهبها نعمة قد تولـت

وقد أعجبتني لا سقوطاً خمارها

 

إذا ما مشت ولا بذات تلفـت

غنى في هذه الأبيات إبراهيم ثاني ثقيل بالبنصر عن عمرو بن بانة.