الجزء الحادي والعشرون - أخبار مسعود بن خرشة

أخبار مسعود بن خرشة

يهوى جارية من قومه:  مسعود بن خرشة أحد بني حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، شاعر إسلامي بدوي من لصوص بني تميم، قال أبو عمرو: وكان مسعود بن خرشة يهوى امرأة من قومه من بني مازن يقال لها: جمل بنت شراحيل، أخت تمام بن شراحيل المازني الشاعر، فانتجع قومها ونأوا عن بلادهم، فقال مسعود:

كلانا يرى الجوزاء يا جمل إذ بدت

 

ونجم الثريا والـمـزار بـعـيد

فكيف بكم يا جمل أهلاً ودونـكـم

 

بحور يقمصن الـسـفـين وبـيد

إذا قلت: قد حان القفول يصـدنـا

 

سليمان عن أهـوائنـا وسـعـيد

قال أبو عمرو: ثم خطبها رجل من قومها، وبلغ ذلك مسعوداً فقال:

أيا جمل لا تشقي بأقعس حنكل

 

قليل الندى يسعى بكير ومحلب

له أعنز حو ثمـان كـأنـمـا

 

يراهن غر الخيل أهون أنجب

يسرق إبلاً: وقال أبو عمرو: وسرق مسعود بن خرشة إبلاً من مالك بن سفيان بن عمرو الفقعسي، هو ورفقاء له، وكان معه رجلان من قومه، فأتوا بها اليمامة ليبيعوها، فاعترض عليهم أمير كان بها من بني أسد، ثم عزل وولي مكانه رجل من بني عقيل فقال مسعود في ذلك:

يقول المرجفون: أجاء عـهـد

 

كفى عهداً بتنفـيذ الـقـلاص

أتى عهد الإمارة من عـقـيل

 

أغر الوجه ركب في النواصي

حصون بني عقيل كل عضـب

 

إذا فزعوا وسـابـغة دلاص

وما الجارات عند المحل فيهـم

 

ولو كثر الروازح بالخمـاص

قال: وقال مسعود "وقد" طلبه والي اليمامة، فلجأ إلى موضع فيه ماء وقصب:

ألا ليت شعري هـل أبـيتـن لـيلة

 

بوعثاء فيها للظـبـاء مـكـانـس

وهل أنجون من ذي لبيد بن جـابـر

 

كأن بنات الماء فيه الـمـجـالـس

وهل أسمعن صوت القطا تندب القطا

 

إلى الماء منه رابـع وخـوامـس