الجزء الثاني والعشرون - أخبار أبي مالك ونسبه

أخبار أبي مالك ونسبه

اسمه ونشأته أبو مالك النضر بن أبي النضر التميمي، هذا أكثر ما وجدته من نسبه، وكان مولده ومنشؤه بالبادية.


ثم وفد إلى الرشيد، ومدحه، وخدمه فأحمد مذهبه، ولحظته عناية من الفضل بن يحيى، فبلغ ما أحب، وهو صالح الشعر، متوسط المذهب، ليس من طبقة شعراء عصره المجيدين، ولا من المرذولين.


يرثي أباه أخبرني أبو دلف هاشم بن محمد الخزاعي قال: حدثنا أحمد بن الهيثم بن فراس قال: كان أبو مالك النضر بين أبي النضر التميمي مع الرشيد، وكان أبوه مقيماً بالبادية، فأصاب قوم من عشيرته الطريق، وقطعوه عن بعض القوافل، فخرج عامل ديار مضر - وكان يقال له جيال - إلى ناحية كانت فيها طوائف من بني تميم، فقصدهم وهم غارون، فأخذ منهم جماعة فيهم أبو النضر أبو أبي مالك الأعرج، وكان ذا مال، فطلبه فيمن طلب من الجناة، وطمع في ماله، فضربه ضرباً أتى فيه على نفسه، وبلغ ذلك أبا مالك فقال يرثيه:

فيم يلـحـى عـلـى بـكـائي الـعـذول

 

والـذي نـابـنـي فـظـيع جـلـــيل

عد هـذا الـمـلام عـنـي إلـى غــي

 

ري فـقـلـبـي بـبـثـه مـشـغـول

راعـنـي والـدي جـنـت كـف جــيا

 

ل عـلـيه فـراح وهـو قـــتـــيل

أيهـا الـفـاجـعـي بـركـنـي وعـزي

 

هبلـتـنـي إن لـم أرعـك الـهـبـول

سمتـنـي خـطة الـصـغـار وأظـلـم

 

ت نـهـاري عـلـي غـالـتـك غـول

ما عـدانـي الـجـفـاء عـنـك ولـكـن

 

لم يدلـنـي مـن الـزمــان مـــديل

زال عـنـا الـسـرور إذ زلـت عـنــا

 

وازد هـانـا بـكـاؤنـا والــعـــويل

ورأينـا الـقـريب مـنـا بـــعـــيداً

 

وجـفـانـا صـديقـنـا والـخـلـــيل

ورمـانـا الـعـدو مـن كـل وجـــه

 

وتـجـنـى عـلـى الـعـزيز الـذلـيل

يا أبا النضـر سـوف أبـكـيك مـا عـش

 

ت سـوياً وذاك مـنــي قـــلـــيل

حمـلـت نـعـشـك الـمـــلائكة الأب

 

رار إذ مـالـنـا إلــيك ســـبـــيل

غير أنـي كـذبـتـك الـود لـم تـــق

 

طر جـفـونـي دمـا وأنـت قـتـــيل

رضيت مـقـلـتـي بـإرسـال دمـعـي

 

وعلـى مـثـلـك الـنـفـوس تـسـيل

أسواك الذي أجود عليه بدمي إنني إذاً لبخيل

 

 

عثـر الـدهـر فـــيك عـــثـــرة ســـوء

 

لم يقـل مـثـلـهـا الـمـعـين الـمـــقـــيل

قل إن ضــن بـــالـــحـــياة فـــإنـــي

 

بعـده لــلـــحـــياة قـــال مـــلـــول

إن بالسفح من ضباعة قوميليس منهم وهم أدان وصول

 

 

لا يزورون جارهم من قريب

 

وهـم فـي الـتـراب صـرعــى حـــلـــول

حفـرة حـشـــوهـــا وفـــاء وحـــلـــم

 

ونـدى فـــاضـــل ولـــلـــب أصـــيل

وعـفـاف عـــمـــا يشـــين وحـــلـــم

 

راجـح الـوزن بـــالـــرواســـي يمـــيل

ويمـين بـنـانـــهـــا غـــير جـــعـــد

 

وجــبـــين صـــلـــت وخـــد أســـيل

وامـرؤ أشـرقـــت صـــفـــيحة خـــديه

 

علـــيه بـــشـــاشة وقـــبـــــــول

       

صوت

لئن مصر فاتتني بما كنت أرتجي

 

وأخلفني فيها الذي كنـت آمـل

فما كل ما يخشى الفتى بمصيبه

 

ولا كل ما يرجو الفتى هو نائل

الشعر لأبي دهمان، والغناء لابن جامع ثقيل أول بالوسطى عن الهشامي. انتهت أخبار مالك ونسبه.