الجزء الثاني والعشرون - أخبار علي بن عبد الله بن جعفر ونسبه

أخبار علي بن عبد الله بن جعفر ونسبه

اسمه ونسبه هو علي بن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عليهم السلام، وأمه ولادة بنت الحجل بن عنبسة بن سعيد بن العاصي بن أمية: شاعر ظريف حجازي، كان عمر بن الفرج الرخجي حمله من الحجاز إلى سر من رأى مع من حمل من الطالبيين فحسه المتوكل معهم.


يحبسه المتوكل حدثنا محمد بن العباس اليزيدي قال: حدثنا محمد بن الحسن بن مسعود الزرقي قال: حدثنا عمر بن عثمان الزهري المعروف بابن أبي قباجة قال: رفع عمر بن الفرج علي بن عبد الله بن جعفر الجعفري إلى المتوكل أيام حج المنتصر، فحبسه المتوكل لأنه كان شيخ القوم وكبيرهم، وكان أغلظ لعمر بن الفرج.


يتديث في شعره قال علي بن عبد الله: مكثت في الحبس مدة، فدخل علي رجل من الكتاب يوماً فقال: أريد هذا الجعفري الذي تديث في شعره فقلت له: إلي فأنا هو، فعدل إلي وقال: جعلت فداك! أحب أن تنشدني بيتيك اللذين تديثت فيهما، فأنشدته:

ولما بدا لي أنـهـا لا تـودنـي

 

وأن هواها ليس عني بمنجـل

تمنيت أن تهوى سواي لعـهـا

 

تذوق حرارات الهوى فترق لي

قال: فكتبهما، ثم قال لي: اسمع - جعلت فداك - بيتين قلتهما في الغيرة، فقلت: هاتهما فأنشدني:

ربما سرني صدودك عنـي

 

في طلابيك وامتناعك مني

حذراً أن أكون مفتاح غيري

 

فإذا ما خلوت كنت التمني

فقام القرشي، فقبل رأسه، فقال له: فدتك نفسي وأهلي، لو لم أقدم مكة لعمرة ولا لبر وتقوى، ثم قدمت إليها لأراك وأسمع منك لكان ذلك قليلاً. ثم انصرف.


وحدثني بعض مشايخ الكتاب أنه دخل على أبي العبيس بن حمدون يوماً، فسأله أن يقيم عنده فأقام، وأتاهم أبو العبيس بالطعام، فأكلوا، ثم قدم الشراب فشربوا، وغناهم أبو العبيس يومئذ هذا الصوت:

ألا مت لا أعطيت صبراً وعزمة

 

غداة رأيت الحي للبـين غـاديا

ولم تعتصر عينيك فكهة مـازح

 

كأنك قد أبدعت إذ ظلت باكـيا

فأحسن ما شاء، ثم ضرب ستارته وقال:

يا ربة البيت غني غير صاغرة

فاندفعت عرفان، فغنت:  

يا ربة البيت قومي غير صاغرة

 

ضمي إليك رحال القوم والقربا

قال: فما سمعت غناء قط أحسن مما سمعته من غنائهما يومئذ.
نسبة هذا الصوت صوت

ألا مت لا أعطيت صبراً وعزمة

 

غداة رأيت الحي للبـين غـاديا

ولم تعتصر عينيك فكـهة مـازح

 

كأنك قد أبدعت إذ ظلت بـاكـيا

فصيرت دمعاً أن بكـيت تـلـدداً

 

به لفراق الألف كفـؤا مـوازيا

لقد جل قدر الدمع عندك أن ترىة

 

بكاءك للبين المشـت مـسـاويا

الشعر لأعرابي أنشدناه الحرمي بن أبي العلاء، عن الحسين بن محمد بن أبي طالب الديناري عن إسحاق الموصلي الأعرابي.
قال الديناري: وكان إسحاق كثيراً ما ينشد الشعر للأعراب، وهو قائله وأظن هذا الشعر له، والغناء لعمرو بن بانة ثقيل أول بالبنصر من كتابه.

صوت

فإن تك من شيبان أمي فـإنـنـي

 

لأبيض من عجل عريض المفارق

وكيف بذكرى أم هراون بعـدمـا

 

خبطن بأيديهن رمل الـشـقـائق

كأن نقاً مـن عـالـج أزرت بـه

 

إذا الزل ألهاهن شد المـنـاطـق

وإنا لتغلي في الشتـاء قـدورنـا

 

ونصبر تحت اللامعات الخوافـق

عروضه من الطويل الشعر للعديل بن الفرخ العجلي، والغناء لمعبد خفيف ثقيل من أصوات قليلة الأشباه، عن يونس وإسحاق، وفيه لهشام بن المرية لحن من كتاب إبراهيم، وفيه لسنان الكاتب ثقيل أول عن الهشامي وحبش، وقال حبش خاصة: فيه للهذلي أيضاً ثاني ثقيل بالوسطى.