باب الألف - إبراهيم بن سعدان بن حمزة

الشيباني المؤدب، ذكره المرزباني في كتابه وقال: كان أبو الحسن العنزي كثير الرواية عنه، يروى عنه الأخبار، ومستحسن الأشعار. وكان لسعدان بن المبارك النحوي ابن يسمى إبراهيم، روى عن أبيه النقائض، ورواها عنه أبو سعيد السكري، ولست أعلم أهو الذي نسبه العنزي إليه أم غيره؟ لأن العنزي نسبه إلى سعدان بن حمزة الشيباني، والله أعلم. كل هذا كلام المرزباني.

وكان إبراهيم بن سعدان النحوي فيما رواه أحمد بن أبي طاهر، يؤدب المؤيد، وكان ذا منزلة عنده. وحدث المرزباني فيما رفعه إلى أبي إسحاق الطلي أحمد بن محمد بن حسان في جمال إبراهيم بن سعدان:

ألا أيها العير المـصـرف لـونـه

 

بلونين في قر الشتاء وفي الصـيف

هلـم وقـاك الـلـه مـن كـل آفة

 

إلى مجد مولاك الشفيق على الضيف

 

وحدث المرزباني عن عبد الله بن يحيى العسكري، عن أبي إسحاق الطلي قال: أخبرنا إبراهيم بن سعدان، قال: حرفان فيهما أربع وعشرون نقطة لا يعرف مثلهما حكاهما أبو الحسن الجبائي، تتقتقت أي صعدت في الجبل، وتبشبشت من البشاشة، وحرف في القرآن هجاؤه عشرة أحرف متصلة، ليس في القرآن مثله في سورة النور: "ليستخلفنهم في الأرض".

 وحدث المرزباني عن الصولي عن أبي العيناء قال: قال لي المتوكل: بلغني أنك رافضي، فقلت يا أمير المؤمنين وكيف أكون رافضياً وبلدي البصرة، ومنشئي مسجد جامعها، وأستاذي الأصمعي، وجيراني باهلة؟ وليس يخلو الناس من طلب دين أو دنيا، فإن أرادوا ديناً فقد أجمع المسلمون على تقديم من أخروا، وتأخير من قدموا، وإن أرادوا دنيا فأنت وآباؤك أمراء المؤمنين، لا دين إلا بك، ولا دنيا إلا معك، أبوك مستنزل الغيث، وفي يديك خزائن الأرض، وأنا مولاك، فقال: إن ابن سعدان زعم ذلك فيك، فقلت: ومن ابن سعدان؟ والله ما يفرق ذلك بي الإمام والمأموم، والتابع والمتبوع، إنما ذاك حامل درة، ومعلم صبية، وآخذ على كتاب الله أجرة، فقال: لا تفعل، لأنه مؤدب المؤيد، فقلت يا أمير المؤمنين: إنه لم يؤدبه حسبة، وإنما أدبه بأجرة، فإذا أعطيته حقه فقد قضيت ذمامه، فقام ابن سعدان فقال: يا أبا العيناء، لا والله ما صدق أمير المؤمنين في شيء مما حكاه عني، ثم أقبل على المتوكل فقال: أي شيء أسهل عليك يا أمير المؤمنين من أن ينقضي مجلسك على ما تحب، ثم يخرج هذا فتقطعني؟ قال: فضحك المتوكل