باب الألف - إبراهيم بن علي أبو إسحاق الفارسي

إبراهيم بن علي أبو إسحاق الفارسي

النحوي، من تلاميذ أبي علي الفارسي، وله كتاب شرح الجرمي معروف متداول بأيدي الناس، ذكره الثعالبي في البخاريين، وقال هو من الأعيان في علم اللغة والنحو، ورد بخارى في أيام السامانية، فأجل وبجل، ودرس عليه أبناء الرؤساء والكتاب بها، وأخذوا عنه، وولي التصفح في ديوان الرسائل، ولم يزل يليه إلى أن استأثر الله به، وله شعر لم يقع إلي منه إلا قوله في بعض الرؤساء بالحضرة يستهدي منه جبة خز بيضاء غير لبيس من قصيدة:

وأعن على برد الشتاء بجـبة

 

تذر الشتاء مقيداً مسجـونـاً

سوسية بيضاء يترك لونـهـا

 

ألوان حسادي شواحب جونـا

عذراء لم تلبس فكفك في العلا

 

تأنى عذاراها وتأبى العـونـا

تسبي ببهجتها عيوناً لـم تـزل

 

تسبي قلوباً في الهوى وعيونا

مثل القلوب من العداة حرارة

 

مثل الخدود من الكواعب لينا

 قال أبو حيان في كتاب الوزيرين وقد ذكر ابن العميد فقال: وقد اجتاز به أبو إسحاق الفارسي، وكان من غلمان أبي سعيد السيرافي، وكان قيماً بالكتاب وفريض الشعر، وصنف وأملى، وشرح وتكلم في العروض والقوافي، والمعاني، وناقض المتنبي، وحفظ العلم والرم فما زوده درهماً، ولا تفقده برغيف بعد أن أذن له، حتى حضره وسمع كلامه، وعرف فضله، واستبان سعيه.