باب الألف - إبراهيم بن ممشاذ أبو إسحاق

إبراهيم بن ممشاذ أبو إسحاق المتوكلي الأصبهاني

قال حمزة: ومن بلغاء إصبهان: أبو غسحاق المتوكلي، وكان من رستاق جي من قرية أسيجان، فخرج إلى العراق، وكتب للمتوكل، ثم صار من ندمائه، فسمي المتوكلي، ولم يكن بالعراق في أيامه أبلغ منه، وله رسالة طويلة في تقريظ المتوكل، والفتح بن خاقان، يتداولها كتاب العراق إلى الآن، وتسخط صحبة أولاد المتوكل، فتركهم ولحق بيعقوب ابن الليث. وقال حمزة أيضاً، فيما رواه عن عمارة بن حمزة: حضر المتوكلي مجلس المتوكل، وقد نثر على المحضر مال جليل، تناهبه الأمراء والقواد بين يديه، وإبراهيم لا يتحرك، فقال له المتوكل، ولم لا تنبسط فيه؟ فال: جلالة أمير المؤمنين تمنعني منه، ونعمته على أغنتني عنه، فأقطعه إقطاعات.

وكان أحد البلغاء في زمانه، حتى لم يتقدمه أحد، وأنفذ في أيام المعتمد رسولاً عنه، وعن الموفق إلى يعقوب بن الليث، فاحتبسه عنده، وقدمه على كل من ببابه، حتى حسده قواد يعقوب وحاشيته، فأخبروا يعقوب أنه يكاتب الموفق في السر، فقتله.

قلت: والأولى من هاتين الروايتين أوضح في أنه هو الذي لحق بيعقوب، يدل على ذلك أنه كتب من عند يعقوب إلى المعتمد:

أنا ابن الأكارم من نسل جم

 

وحائز إرث ملوك العجم

ومحيي الذي باد من عزهم

 

وعفى عليه طوال القـدم

وطالب أوتارهم جهـرة

 

فمن نام عن حقهم لم أنم

يهم الأنام بـلـذاتـهـم

 

ونفسي تهم بسوق الهمم

إلى كل أمر رفيع العماد

 

طويل النجاد منيف العلم

وإني لآمل من ذي العلا

 

بلوغ مرادي بخير النسم

معي علم الكائنات الذي به أرتجي أن أسود الأمم

فقل لبني هاشم أجمـعـين

 

هلموا إلى الخلع قبل الندم

ملكناكم عـنة بـالـرمـا

 

ح طعناً وضرباً بسيف خذم

وأولاكم المـلـك آبـاؤنـا

 

فما إن وفيتم بشكر النعـم

فعودوا إلى أرضكم بالحجاز

 

لأكل الضباب ورعي الغنم

فإني سألعو سرير الملـوك

 

بحد الحسام وحرف القلـم

وقال يرثي الفضل بن العباس بن مافروخ:

أخ لم تلـدنـي أمـه كـان واحـدي

 

وأنسي وهمي في الفراغ وفي الشغل

مضى فرطاً لما استـتـم شـبـابـه

 

ومن قبل أن يحتل منزلة الـكـهـل

فعلمني كيف البكـاء مـن الـجـوى

 

وكيف حزازات الفؤاد من الثـكـل

إذا ندب الأقـوام إخـوان دهـرهـم

 

بكيت أخي، فضلاً أخا الجود والفضل

وقال يهجو إسحاق بن سعد القطربلي عامل إصبهان، وقد كان أساء معاملة إخوته بإصبهان:

أين الذين تـقـولـوا ألا يروا

 

ضدين مختلفين في ذا العالـم

هذا ابن سعد قد أزال قياسكـم

 

وأباد حجتكم بغير تخـاصـم

أبدى لنا متحركاً في سـاكـن

 

منه وأظهر قائماً فـي نـائم

وإذا تذكر أصلعاً هشم اسـتـه

 

يبكي يقول: فديت أصلع هاشم

بالله ما اتخذ الإمامة مذهـبـاً

 

إلا لكي يبكي لذكر الـقـائم

قال حمزة: ومن هذا أخذ ابن الناصر قوله:

قل لـمـن كـان إمـام

 

يا إلى كـم تـتـردد؟

أله التمس ما في سراوي

 

ل فتى الناصر أحـمـد

فهو القـائم يا مـغـرو

 

ر مـن آل مـحـمـد