باب الألف - أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخصيب

أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخصيب

نطاحة من أهل الأنبار، كان كاتب عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، وكان بليغاً مترسلاً، شاعراً أديباً، متقدماً في صناعة البلاغة، وكان في الأكثر يكتب عن نفسه إلى إخوانه، وبينه وبين ابن المعتز مراسلات وجوابات عجيبة.

ذكره محمد بن إسحاق النديم، وقال: له من التصانيف: كتاب ديوان رسائله، نحو ألف ورقة، يحتوي على كل حسن من الرسائل. كتاب الطبيخ، كتاب طبقات الكتاب، كتاب أسماء المجموع المنقول من الرقاع، يشتمل على سماعاته من العلماء وما شاهد من

أخبار الجلة كتاب صفة النفس، كتاب رسائله إلى إخوانه.

قال المرزباني في المعجم: وجده الخصيب بن عبد الحميد صاحب مصر، وأصلهم منالمزار، وهو القائل:

خير الكلام قلـيل

 

على كثير دلـيل

والعي معنى قصير

 

يحويه لفظ طويل

وفي الكلام عـيون

 

وفيه قـال وقـيل

وللبليغ فـصـول

 

وللعيي فـضـول

وله أيضاً:

لا تجعلن بعد داري

 

مخسساً لنصيبـي

فرب شخص بعيد

 

إلى الفؤاد قريب

ورب شخص قريب إليه غير حبيب

ما القرب والبعد إلا

 

ما كان بين القلوب

وله يمدح كاتباً:

وإذا نمنمت بنانـك خـطـاً

 

معرباً عن إصـابة وسـداد

عجب الناس من بياض معان

 

يجتنى من سواد ذاك المداد

وله أيضاً:

ماذا أقول لمن إن زرته حجبا

 

وإن تخلفت عنه مكرها عتبا

وإن أردت خلاصاً من تعتبـه

 

ظلماً، فعاتبته في فعله غضباً

قال أحمد بن يحيى: كان أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم الكاتب، علامة شاعراً، أحسن المعرفة بالشعر، وكان من الظرفاء الخلعاء، قال لي مرة: يا أبا العباس، ما بنات مخر؟ فقلت: بنات "مخر" سحائب بيض يأتين قبل الصيف، تشبه النساء في بياضهن وحسنهن بها، لأن سحاب الصيف لا ماء فيه فيسود ويتغير، فقال لي: قلبك عربي.

وساتهدى من أحمد بن إسماعيل كتاب حدود الفراء، فأهداه وكتب على ظهره:

خذه فقد سوغت منه مشـبـهـاً

 

بالروض أو بالبرد في تفويفـه

نظمت كما نظم السحاب سطوره

 

وتأنق الفراء فـي تـألـيفـه

وشكلته ونقطته فأمـنـت مـن

 

تصحيفه ونجوت من تحريفـه

بستان خـط غـير أن ثـمـاره

 

لا تجتنى إلا بشكل حـروفـه