باب الألف - أحمد بن عفر الدينوري

أحمد بن عفر الدينوري

ختن ثعلب على ابنته، يكنى: أبا علي، أحد النحاة المبرزين المصنفين في نحاة مصر، وقال: إنه مات بمصر سنة تسع وثمانين ومائتين، قال: وكان أبو علي الدينوري يخرج من منزل ثعلب، وهو جالس على باب داره، فيتخطى أصحابه، ومعه محبرته، فيقرأ كتاب سيبويه على أبي العباس المبرد، فيعاتبه ثعلب ويقول: إذا رآك الناس تمضي إلى هذا الرجل، وتقرأ عليه، وتتركني، يقولون ماذا؟ فلم يكن يلتفت إلى قوله، قال: وكان أبو علي هذا حسن المعرفة، قال: قال المصعبي: فسألت أبا علي: كيف صار المبرد أعلم بكتاب سيبويه من ثعلب؟ فقال: المبرد قرأه على العلماء وثعلب قرأه على نفسه.

قال الزبيدي: وأصله من الدينور، وقدم البصرة، وأخذ عن المازني، وحمل عنه كتاب سيبويه، ثم دخل بغداد، فقرأ على المبرد، ثم قدم مصر، وألف كتاب المهذب في النحو، وكتب في صدره اختلاف البصريين والكوفيين، وعزا كل مسألة إلى صاحبها، ولم يعتل لكل واحد منهم، ولا احتج لمقالته، فلما أمعن في الكتاب ترك الاختلاف، ونقل مذهب البصريين، وعول في ذلك على كتاب الأخفش سعيد بن مسعدة، وله كتاب مختصر في ضمائر القرآن، استخرجه من كتاب المعاني للفراء، ولما قدم علي بن سليمان الأخفش إلى مصر، خرج أبو علي منها، فلما رجع الأخفش إلى بغداد، عاد أبو علي إلى مصر، فأقام بها حتى مات في السنة المقدم ذكرها، وله كتاب إصلاح المنطق.