باب الألف - أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ

أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ

أبو بكر النيسابوري، قال الحافظ أبو القاسم: أصله من أصبهان، سكن نيسابور. قال الحاكم: هو إمام عصره في القراءات، وأعبد من رأينا من القراء، وكان مجاب الدعوة. مات في السابع والعشرين من شوال، سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، وهو يوم مات ابن ست وثمانين سنة، وصلينا عليه في ميدان الطاهرية، وتوفي في ذلك اليوم، أبو الحسن العامري، صاحب الفلسفة.

قال الحاكم: فحدثني عمر بن أحمد الزاهد، قال: سمعت الثقة من أصحابنا، يذكر أنه رأى أبا بكر بن الحسين بن مهران - رحمه الله - في المنام، في الليلة التي دفن فيها، قال: فقلت. أيها الأستاذ ما فعل الله بك؟ فقال: إن الله عز وجل، أقام أبا الحسن العامري بحذائي، وقال: هذا فداؤك من النار.

ثم ذكر الحاكم بإسناد رفعه إلى أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة، أعطى الله كل رجل من هذه الأمة رجلاً من الكفار، فيقول: هذا فداؤك من النار". وهذا الخبر إذا قرن بالرؤيا، صار من براهين الشرع.

قال الحاكم: سمع ابن مهران بنيسابور، أبا بكر بن محمد، بن إسحاق، بن خزيمة، وأبا العباس السراج الثقفي، وأبا العباس الماسرجسي. وله من التصانيف: كتاب الشامل، كتاب الغاية، كتاب قراءة أبي عمرو، كتاب غرائب القرآن، كتاب وقوف القرآن، كتاب الانفراد، كتاب شرح المعجم، كتاب شرح التحقيق، كتاب اختلاف عدد السور، كتاب رؤوس الآيات، كتاب الوقف والابتداء، كتاب قراءة عبد الله بن عمرو، كتاب علل كتاب المبسوط، كتاب آيات القرآن، كتاب الاتفاق والانفراد، كتاب المقطع والمبادئ.

قال الحاكم: سمعت أبا بكر بن مهران يقول: قرأت على أبي علي، محمد بن أحمد، بن حامد، الصفار المقرئ، القرآن من أوله إلى آخره، وقال: قرأت القرآن من أوله إلى آخره، على أبي بكر، محمد بن سليمان، بن موسى الهاشمي ببغداد، قال: قرأت على قنبل بن عبد الرحمن، بن محمد ابن خالد، بن سعيد، بن خرجة المكي. وقال: قرأت على أبي الحسن النبال، وأخبرني أنه قرأ على ابن الإخريط وهب بن واضح، وقرأ ابن الإخريط، على إسماعيل بن عبد الله، بن قسطنطين، وقرأ ابن قسطنطين، على شبل بن عباد، ومعروف بن مسكان، فأخبراه أنهما قرأا على عبد الله بن كثير، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الحاكم: ومحمد بن الحسين، بن مهران الأديب، الفقيه الكاتب، أخو أبي بكر، سمع عبد الله بن شيرويه وأقرانه، وسمع الكتب من أبي بكر، محمد بن إسحاق، ابن خزيمة وأقرانه. ومات في شعبان، سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، وهو ابن نيف وثمانين سنة.