باب الألف - أحمد بن زهير أبو خيثمة

أحمد بن زهير أبو خيثمة

هو أبو بكر، أحمد بن أبي خيثمة، زهير بن حرب، ابن شداد، النسائي الأصل، سمع أبا نعيم الفضل ابن دكين، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وأخذ علم النسب عن مصعب بن عبد الله الزبيري، وأيام الناس عن أبي الحسن المدائني، والأدب عن محمد بن سلام الجمحي، ومات في شوال سنة تسع وسبعين ومائتين، في خلافة المعتمد على الله، عن أربع وتسعين سنة، ذكر ذلك كله الخطيب، قال: وله كتاب التاريخ الذي أحسن تصنيفه، وكثر فائدته، قال: ولا أعرف أغزر فوائد من كتاب التاريخ الذي ألفه أحمد بن خيثمة، وكان لا يرويه إلا على الوجه، فسمعه منه الشيوخ الأكابر، كأبي القاسم البغوي ونحوه، قال: واستعار أبو العباس ابن محمد بن إسحاق السراج من أبي بكر بن أبي خيثمة شيئاَ من التاريخ، فقال: يا أبا العباس علي يمين أن لا أخذت بهذا الكتاب إلا على الوجه، فقال أبو العباس وعلي عزيمة أن لا أكتب إلا ما اشتهيه فرده عليه، ولم يحدث في تاريخه عنه بحرف، وأنشد الخطيب لابن أبي خيثمة:

قالوا اهتجارك من تهواه تسلاه

 

فقد هجرت فما لي لست أسلاه

من كان لم ير في هذا الهوى أثراً

 

فليلقنـي لـيرى آثـار بـلـواه

من يلقني يلق مرهوناً بصبوتـه

 

متيماً لا يفـك الـدهـر قـيداه

متيم شفه بالـحـب مـالـكـه

 

ولـو يشـاء الـذي أدواه داواه

 

قال الخطيب: وكان ابن أبي خيثمة كبير الكتاب، أكثر الناس عنه السماع.

في كتاب الفرغاني: أنه مات سنة سبع وتسعين، قال: وفي آخر شوال مات ابن أبي خيثمة صاحب التاريخ من سكتة، وكانت له معرفة بأخبار الناس وأيامهم، وله مذهب، كان الناس ينسبونه إلى القول بالقدر، وكان مختصاً بعلي بن عيسى