باب الألف - أحمد بن سعيد بن عبد الله الدمشقي

أحمد بن سعيد بن عبد الله الدمشقي

أبو الحسن، نزل ببغداد، وحدث عن الزبير بن بكار بالموفقيات وغيرها من مصنفاته، وكان مؤدب ولد المعتز، واختص بعبد الله بن المعتز، روى عنه إسماعيل الصفار وغيره، وكان صدوقاً، مات سنة ست وثلاثمائة، ذكره المرزباني في كتابه، فقال: أبو بكر محمد ابن القاسم الأنباري: حدثني أحمد بن سعيد، قال: كنت أؤدب أولاد المعتز، فتحمل أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري على قبيحة أم المعتز بقوم سألوها أن تأذن له في أن يدخل إلى ابن المعتز وقتاً من النهار، فأجابت أو كادت تجيب، فلما اتصل الخبر بي جلست في منزلي غضبان مفكراً لما بلغني عنها، فكتب إلي أبو العباس عبد الله بن المعتز، وله ثلاث عشرة سنة.

أصبحت يا ابن سعيد حزت مكرمة

 

عنها يقصر من يحفى وينتـعـل

سربلتني حكمة قد هذبت شـيمـي

 

وأججت غرب ذهني فهو مشتعل

أكون إن شئت قسا في خطابـتـه

 

أو حارثاً وهو يوم الفخر مرتجل

وإن أشأ فكزيد فـي فـرائضـه

 

أو مثل نعمان ما ضاقت بي الحيل

أو الخليل عروضياً أخـا فـطـن

 

أو الكسائي نحـوياً لـه عـلـل

تغلي بداهة ذهني في مركبـهـا

 

كمثل ما عـرفـت آبـائي الأول

وفي فمي صارم ما سـلـه أحـد

 

من غمده فدرى ما العيش والجذل

عقباك شكر طويل لا نـفـاد لـه

 

تبقى معالمه مـا أطـت الإبـل

قس: هو ابن ساعدة الإيادي، والحارث بن حلزة، كان ارتجل قصيدة آذنتنا ببينها، وزيد بن ثابت الأنصاري، والنعمان: أبو حنيفة، صاحب الرأي والفقه، وحدث أيضاً قال: كتب ابن المعتز إلى أحمد بن سعيد الدمشقي واباً عن كتاب استزاده فيه: قيد نعمتي عندك بمثل ما كنت استدعيتها به، وذب عنها أسباب الظن، واستدم ما تحب مني، بما أحب منك.

وكتب ابن المعتز إلى الدمشقي، جواباً عن اعتذار كان من الدمشقي، في شيء بلغ ابن المعتز عنه: والله لا قابل إحسانك مني كفر، ولا تبع إحساني إليك من فلك مني يد لا أقبضها عن نفعك، وأخرى لا أبسطها إلى ظلمك، ما يسخطني فإني أصون وجهك عن ذل الاعتذار.