باب الألف - أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد

أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد

ابن عبد الصمد، بن بكر المؤذن، أبو صالح النيسابوري، الحافظ الأمين، لافقيه المفسر، المحدث الصوفي، نسيج وحده، في طريقته وجمعه وإفادته، ولد في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، ومات لتسع خلون من شهر رمضان سنة سبعين وأربعمائة، وكان أبو سعد السمعاني في المزيد فقال: ومن خطه نقلت، كان عليه الاعتماد في الودائع من كتب الحديث، المجموعة في الخزائن، الموروثة عن المشايخ، الموقوفة على أصحاب الحديث، وكان يصونها، ويتعهد حفظها، ويتولى أوقاف المحدثين، من الحبر والكاغد وغير ذلك، ويقوم بتفرقتها عليهم، وإيصالها إليهم، وكان يؤذن على منارة المدرسة البيهقية سنين احتساباً، ووعظ المسلمين وذكرهم، وكان يأخذ صدقات الرؤساء والتجار، ويوصلها إلى ذوي الحاجات، ويقيم مجالس الحديث، وكان إذا فر، جمع وصنف وأفاد، وكان حافظاً ثقة ديناً، خيراً كثير السماع، واسع الرواية، جمع بين الحفظ والإفادة والرحلة، وكتب الكثير بخطه.

ثم ذكر أبو سعد جماعة كثيرة، ممن سمع عليه، بجرجان، والري، والعراق، والحجاز، والشام، ثم قال كما ينطق به تصانيفه وتخريجاته، ولم يتفرغ للإملاء، لاشتغاله بالمهمات التي هو بصددها، ثم ذكر جماعة رووا عنه. ثم قال: وصنف التصانيف، وجمع الفوائد، وعمل التواريخ، منها: كتاب التاريخ لبلدنا مرو، ومسودته عندنا بخطه، وأثنى عليه ثناء طويلاً.

وذكر أن الخطيب أبا بكر ذكره في تاريخه، وأنه كتب عنه، وكتب هو عن الخطيب، ووصفه بالحفظ والمعرفة، والذب عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ثم روى عنه أخباراً وأسانيد كثيرة، منها ما أسنده إليه، وقال: أنشد الشريف أبو الحسن عمران ابن موسى المغربي لنفسه:

حذيت وفائي منك غـدراً وخـنـتـنـي

 

كذاك بدور التم شـيمـتـهـا الـغـدر

وحاولت عند البدر والشـمـس سـلـوة

 

فلم يسلني يا بـدر شـمـس ولا بـدر

وفي الصدر مني لوعة لو تـصـورت

 

بصورة شخص ضاق عن حملها الصدر

أمنت اقتدار البين من بـعـد بـينـكـم

 

فما لفراق بـعـد فـرقـتـكـم قـدر