باب الألف - أحمد بن علي القاساني اللغوي

أحمد بن علي القاساني اللغوي

أبو العباس، يعرف بلوه، وقيل بابن لوه، لا أعرف من أمره إلا ما قرأته بخط بديع بن عبد الله، فيما كتبه عن أبي الحسين، أحمد بن فارس اللغوي. أنشدني أحمد بن علي بن القاساني اللغوي:

إغسل يديك من الثقـات

 

وأصرمهم صرم البتات

واصحب أخاك على هوا

 

ه وداره بالـتـرهـات

ما الود إلا بـالـلـسـا

 

ن فكن لساني الصفات

وقال في موضع آخر منه: سمعت أبا العباس أحمد ابن علي القاساني يقول: سمعت أعرابياً بالبادية يقول:

قل لدنيا أصبحت تلعب بي

 

سلط الله عليك الآخـرهْ

قلت أنا: هذا البيت معروف للحسين بن الضحاك، مع بيت آخر هو:

إن أكن أبرد مـن قـنـينة

 

أو من الريش فأمي فاجرهْ

وقال في موضع آخر،: أخبرني أبو العباس، أحمد ابن علي القاساني، يعرف بلوه، وقال في موضع آخر: يعرف بابن لوه بقزوين، قال: كنت بالبصرة، وبها أبو بكر بن دريد، فبينا نحن في مجلسه، ورد علينا رجل من أهل الكوفة، فجعل يسأله عن مسائل، يظهر فيها لنا أنه يتعنته ويتسقطه، فأقبل عليه أبو بكر فقال له: يا هذا: قد عرفت مغزاك، وأحب أن تجمع ما تريد أن تسألني عنه في قرطاس، وتأتيني به وتأخذ من الجواب بديهة إن شئت، أو روية، فمضى الرجل وجاءه بعد ثلاث، وقد جمع له، فما سأله عن مسألة إلا وأبو بكر يبادره بالجواب، والرجل يكتب، ثم إنا سألنا الرجل، فأعطانا المسائل والجواب، فكتبتها، وهي هذه سماعي من أبي بكر لفظاً، القهوسة: مشية بسرعة، القعسرة: الصلابة والشدة، القعسنة: الانتصاب في الجلسة ويقال: الفقعسة أن يرفع الرجل رأسه وصدره، العقوسة: التذلل، الفقعسة: استرخاء وبلادة في الإنسان، البحدلة: القصر، بهدل: طائر، الكهدل: الشابة الناعمة، غطمش، من قولنا: تغطمش علينا: إذا ظلمنا، هجعم من الهجعمة: وهي الجرأة، خضارع من الخضرعة: وهي التسمح بأكثر ما عند الإنسان، التخثعم: الانقباض، الخثعمة: التلطخ بالدم، الشعفر: المرأة الحسناء، الكلحبة: العبوس، ويقال: كلحبت النار إذا مدت لسانها، سنبس من الصلابة واليبس، البلندي: الغليظ الصلب، القرثعة: تقرد الصوف في خروف ونحو هذه.

قال ابن فارس: أنشدني أبو العباس أحمد بن علي القلساني، وكان يعرف بابن لوه، قال: أنشدني أبو عبد الله نفطويه لبعض الأعراب:

إذا واله حنت من الليل حنة

 

إلى إلفها جاوبتها بحنـين

هنالك لا روادهم يبلغوننـا

 

ولا خبر يجلو العمى بيقين

وقال: قال أبو العباس: حججت فوقفت على أعرابية فقلت لها: كيف أصبحت؟ فقالت:

بخير على أن النوى مطـمـئنة

 

بليلي وأن العين باد معـينـهـا

وإني لباك من تفرق شمـلـهـم

 

فمن مسعد للعين؟ أم من يعينها؟

قال وأنشدني:

ألا ليت شعري هل أبيتـن لـيلة

 

بواد به الجثجاث والسلم والنضر

قال ابن فارس: وأنشدني أحمد بن علي القاساني:

وأمست أحب الناس قـربـاً ورؤية

 

إلى قلبه سلمى وإن لم نـحـبـب

حبـيب إلـيه كـل واد تـحـلـه

 

سليمى خصيباً كان أو غير مخصب

قال وأنشدني:

وإذا دعـا داع بـهـا فـديتـهـا

 

وعضضت من جزع لفرقتها يدي

لا يبعدن تلك الشمائل والحـلـي

 

منها وإن سكنت مـحـل الأبـد