باب الألف - أحمد بن علي، بن أبي جعفر، محمد

أحمد بن علي، بن أبي جعفر، محمد

ابن أبي صالح البيهقي، أبو جعفر المقرئ اللغوي، ويعرف ببو جعفرك، ومعنى هذه الكاف المزيدة ففي آخر الاسم الفارسي "التصغير" يقولون في تصغير علي "عليك" وفي تصغير حسن "حسنك" وفي تصغير جعفر "جعفرك" وما أشبهه. مات فيما ذكره أبو سعد السمعاني في مشيخة أبيه، في سلخ شهر رمضان، سنة أربع وأربعين وخمسمائة. أخبرني بذلك الشيخ الإمام أبو المظفر عبد الرحيم ابن سعد السمعاني، عن والده، وأخبرني أيضاً أن مولده في حدود سنة سبعين وأربعمائة.

قال السمعاني: كان إماماً في القراءة والتفسير، والنحو واللغة، صنف التصانيف في ذلك، وانتشرت عنه في البلاد وظهر له أصحاب نجباء، وتخرج به خلق، وكان ملازماً لبيته لا يخرج منه إلا في أوقات الصلاة، إلى مسجد نيسابور، لأنه كان إمامه، وكان لا يزور أحداً، إنما يقصده الناس إلى منزله، للتعلم منه والتبرك به، سمع أبا نصر أحمد بن محمد، بن صاعد القاضي، وأبا الحسن علي بن الحسن، بن العباس، الصندلي الواعظ وغيرهما. وذكر وفاته كما تقدم.

وذكر تاج الدين، محمود بن أبي المعالي الحواري، في مقدمة كتاب ضالة الأديب، قال: أحمد بن علي البيهقي، كان إماماً في القراءات والأدب، حفظ كتاب الصحاح في اللغة عن ظهر قلب، بعد ما قرأه على أبي الفضل أحمد بن محمد الميداني، وكتباً كثيرة، وله مؤلفات، منها: كتاب المحيط بلغات القرآن، كتاب ينابيع اللغة، فيه صحاح اللغة من الشواهد، وضم إليه من تهذيب اللغة والشامل لأبي منصور الجبان، والمقاييس لابن فارس، قدراً صالحاً من الفوائد والفرائد وهو كتاب صالح، كبير الحجم، يقرب حجمه من الصحاح، وله أيضاً: كتاب تاج المصادر، كتاب المحيط بعلم القرآن.

وقال علي بن محمد، بن علي الجويني، يمدح بو جعفرك ويذكر كتابه تاج المصادر، وقد راعى اللزوم:

أبا جعفر يا من جعافر فـضـلـه

 

موارد منها قد صفت ومـصـادر

كتابك ذا غـيل تـأشـب نـبـتـه

 

وأنت به ليث بـخـفـان خـادر

لبست صدار الصبر، يا خير مصدر

 

مصادر لا تنهى إليها المـصـادر

فقل لرواة الفضل والأدب: انتهـوا

 

إليها، ونحو الري منها فـبـادروا