باب الألف - أحمد بن علوية، الأصبهاني الكرماني

قال حمزة: كان صاحب لغة، يتعاطى التأديب، ويقول الشعر الجيد، وكان من أصحاب أبي علي لغذة، ثم رفض صناعة التأديب، وصار في ندماء أحمد بن عبد العزيز، ودلف بن أبي دلف العجلي، وله رسائل مختارة، فدونها أبو الحسن أحمد بن سعد، في كتابه المصنف في الرسائل، لوه ثمانية كتب في الدعاء من إنشائه، ورسالة في الشيب ولاخضاب، وله شعر جيد كثير، منه في أحمد ابن عبد العزيز العجلي:

يرى مآخير ما يبـدو أوائلـه

 

حتى كأن عليه الوحي قد نزلا

ركن من العلم لا يهفو لمحفظة

 

ولا يحيد وإن أبرمتـه جـدلا

إذا مضى العزم لم ينكث عزيمتـه

 

ريب ولا خيف منه نقض ما فتلا

بل يخرج الحية الصماء مطـرقة

 

من جحرها ويحط الأعصم الوعلا

وله فيه:

إذا ما جنى الجاني عليه جناية

 

عفا كرماً عن ذنبه لا تكرما

ويوسعه رفقاً يكاد لبسـطـه

 

يود برئ القوم لو كان مذنبا

وله يهجو زامراً اسمه حمدان:

حذار يا قوم من حمدان وانتبهوا

 

حذار يا سادتي من زامر زاني

فما يبالي إذا ما دب مغتـلـمـا

 

بدا بصاحب دار أو بضـيفـان

يلهى الرجال بمزمار فإن سكروا

 

ألهى النساء بمزمار له ثـانـي

ومن شعره:

حكم الغناء تسمـع ومـدام

 

ما للغناء مع الحديث نظام

لو أنني قاض قضيت قضية

 

إن الحديث مع الغناء حرام

قال حمزة: وله وأنشدنيها في سنة عشر وثلاثمائة، وله ثمان وتسعون سنة:

دنيا مغبة من أثـرى بـهـا عـدم

 

ولذة تنقضي من بـعـدهـا نـدم

وفي المنون لأهل اللب معـتـبـر

 

وفي تزودهم منها التقـى غـنـم

والمرء يسعى لفضل الرزق مجتهداً

 

وما له غير ما قد خطه الـقـلـم

كم خاشع في عيون الناس منظـره

 

والله يعلم منه غير ما عـلـمـوا

قال: وقال بعد أن أتت عليه مائة:

حتى الدهر من بعد استقامته ظهـري

 

وأفضى إلى ضحضاح غايته عمري

ودب البلى في كل عضو ومفـصـل

 

ومن ذا الذي يبقى سليماً على الدهر؟

قال: ولأحمد بن علوية قصيدة، على ألف قافية، شيعية، عرضت على أبي حاتم السجستاني، فأعجب بها، وقال: يأهل البصرة، غلبكم أهل أصبهان، وأول هذه القصيدة:

ودب البلى في كل عضو ومفـصـل

 

ومن ذا الذي يبقى سليماً على الدهر؟

قال: ولأحمد بن علوية قصيدة، على ألف قافية، شيعية، عرضت على أبي حاتم السجستاني، فأعجب بها، وقال: يأهل البصرة، غلبكم أهل أصبهان، وأول هذه القصيدة:

ما بال عينك ثرة الإنـسـان

 

عبرى اللحاظ سقيمة الأجفان

وقال أحمد بن علوية يهجو الموفق، لما أنفذ الأصبغ رسولاً إلى أحمد بن عبد العزيز العجلي، يأمره بإنفاذ قطعة من جيشه:

أدى رسالته وأولـص كـتـبـه

 

وأتى بأمر لا أبالك مـعـضـل

قال اطرح ملك اصبهان وعزها

 

وابعث بعسكرك الخميس الجحفل

فعلمت أن جوابـه وخـطـابـه

 

عض الرسول ببظر أم المرسل