باب الألف - أحمد بن كامل، بن شجرة، بن منصور، بن كعب

أحمد بن كامل، بن شجرة، بن منصور، بن كعب

ابن يزيد أبوبكر القاضي، قال الخطيب: قال القاضي بن كامل، ولدت في سنة ستين ومائتين. ومات في المحرم سنة خمسين وثلاثمائة، قال الخطيب: فكان ينزل في شارع عبد الصمد، وهو أحد أصحاب محمد بن جرير الطبري، وتقلد قضاء الكوفة، من قبل أبي عمر محمد بن يوسف، فكان من العلماء بالأحكام، وعلوم القرآن، والنحو، والشعر، وأيام الناس، والتاريخ، وأصحاب الحديث، وله مصنفات في أكثر من ذلك، قال النديم. منها: كتاب غريب القرآن، كتاب القراءات، كتاب التقريب في كشف الغريب، كتاب موجز التأويل عن حكم التنزيل، كتاب التنزيل، كتاب الوقوف، كتاب التاريخ، كتاب المختصر في الفقه، كتاب الشروط الكبير، كتاب الشروط الصغير، كتاب البحث والحث، كتاب أمهات المؤمنين، كتاب الشعر، كتاب الزمان، كتاب أخبار القضاة.

وكان قد اختار لنفسه مذهباً، قال الخطيب: وحدث ابن كامل، عن محمد بن سعد العوفي، ومحمد بن الجهم السمري، وأبي قلابة الرقاشي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبي إسماعيل الترمذي. روى عنه الدارقطني، وأبو عبد الله المرزباني، وحدثنا عنه ابن رزقويه وغيره، وقال ابن رزقويه: لم تر عيناي مثله، ولما بلغ الثمانين أنشدنا:

عقد الثمانين عقد ليس يبلغه

 

إلا المؤخر للأخبار والغير

قال: وأنشدني القاضي بن كامل لنفسه:

صرف الزمان تنقـل الأيام

 

والمرء بين محلل وحرام

وإذا تقشعت الأمور تكشفت

 

عن فضل أيام وقبح أنـام

وسئل الدارقطني عن ابن كامل، فقال: كان متساهلاً، ربما حدث ن حفظه بما ليس عنده في كتابه، وأهلكه العجب، فإنه كان يختار، ولا يضع لأحد من الأئمة أصلاً، قيل: أكان جريري المذهب؟ فقال: بل خالفه، واختار لنفسه، وأملى كتاباً في السير، وتكلم على الأخبار. أنبأنا الخطيب أبو الفضل، عبيد الله بن أحمد، بن عبد الله المنصوري، قال: حدثنا أبو منصور، موهوب بن الجواليقي، حدثنا ثابت بن بندار، حدثنا أبو علي الحسن ابن أحمد بن شاذان، حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل، بن شجرة القاضي، في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، حدثني عبد الله بن أحمد، بن عيسى المقرئ، يعرف بالقسطاطي، قال: حدثنا أحمد بن سهل، أبو عبد الرحمن، قال: قدم علينا سعد بن زنبور، فأتيناه فحدثنا، قال: كنا على باب الفضيل ابن عياض، فاستأذنا عليه، فلم يؤذن لنا، قال: فقيل لنا: إنه لا يخرج إليكم إلا أن يسمع القرآن، قال: وكان معنا رجل مؤذن، وكان صيتاً فقلنا له: اقرأ فقرأ: "ألهاكم التكاثر"، ورفع بها صوته، قال: فأشرف علينا الفضيل، وقد بكى حتى بل لحيته بالدموع، ومعه خرقة ينشف بها الدمع من عينيه، وأنشأ يقول:

بلغت الثمانين أو جزتها

 

فماذا أؤمل أو أنتظر؟

أتاني ثمانون من مولدي

 

وبعد الثمانين ما ينتظر؟

علتني السنون فأبلينني.

قال: ثم خنقته العبرة، قال: وكان معنا علي بن خشرم فأتمه له، فقال: فدقت عظامي وكل البصر قال: ثم قال القاضي أحمد بن كامل: ولدت سنة ستين ومائتين، وأنشدنا:

عقد الثمانين عقد ليس يبلغه

 

إلا المؤخر للأخبار والغير