باب الألف - أحمد بن محمد، بن يوسف الأصبهاني

قال حمزة في كتاب أصبهان، وذكره في جملة الأدباء الذين كانوا بها، وقال: له كتاب في طبقات البلغاء، وكتاب في طبقات الخطباء، لم يسبق إلى مثلهما، وكتاب أدب الكتاب، وأنشد الأصبهاني في القاضي الوليد.

لعمرك ما حمدنا غـب ود

 

بذلنا الصفو منه لـلـولـيد

رجونا أن يكون لنا ثـمـالاً

 

إذا ما المحل أذوى كل عود

ويحيى أحمد بن أبـي دؤاد

 

سليل المجد والشرف العتيد

فزرناه فلم نحصـل لـديه

 

على غير التهدد والوعـيد

نورد حوضه الآمال مـنـا

 

فآبت غير حامدة الـورود

يظل عدوه يحـظـى لـديه

 

بنيل الحظ من دون الودود

رضينا بالسلامة من جـداه

 

وأعفيناه من كـرم وجـود

وقال في مثل للفرس قلبه إلى العربية شعراً:

إني إذا ما رأيت فرخ زنى

 

فليس يخفى على جوهره

لو في جدار تخط صورته

 

لماج في كف من يصوره

وقال في رجل عدل عن انتحال علم الإسلام، إلى علم الفلسفة:

فارقت علم الشافعـي ومـالـك

 

وشرعت في الإسلام رأي رقلس

وأراك في دين الجماعة زاهـداً

 

ترنو إليه بميل طرف الأشـوس

وكتب إلى بعض إخوانه:

نفسي فداؤك من خليل مصقـب

 

لم يشفني منه اللقاء الشـافـي

عندي غداً فئة تقوم بمثـلـهـا

 

لله حجته عـلـى الأصـنـاف

مثل النجوم يلذ حسن حديثـهـم

 

ليسوا بأوبـاش ولا أجـنـاف

أو روضة زهراء معشبة الثرى

 

كال الربيع لهـا بـكـيل واف

من بين ذي علم يصول بعلمـه

 

أو شاعر يقضي بحـد قـواف

منهم أبو الحسن ابن قلس دهره

 

وأبو الهذيل وليس بالـعـلاف

والهرمزاني الذي يسـمـو بـه

 

شرف أناف به على الأشراف

فاجعل حديثك عندنا يشفي الجوى

 

فنفوسنا ولهـى إلـى الإيلاف

ألن الجواب فليس يعجبني أخ

 

في الدين شاب وفاءه بخلاف