باب الألف - أحمد بن محمد، بن عبد الله، بن صالح

أحمد بن محمد، بن عبد الله، بن صالح

ابن شيخ بن عمير، أبو الحسن، أحد أصحاب أبي العباس ثعلب، ذكره المرزباني في كتاب المقتبس، وقال ابن بشران في تاريخه: في سنة عشرين وثلاثمائة، مات أبو بكر بن أبي شيخ ببغداد، وكان محدثاً أخبارياً، وله مصنفات، ولا أدري أهو هذا، أم غيره؟ فإن الزمان واحد، وكلاهما أخباري، والله أعلم، ولعل ابن بشران غلط في جعله ابن أبي شيخ، أو جعله أبا بكر، والله أعلم.

حدث المرزباني، عن عبد الله بن يحيى العسكري، قال: أنشدني أبو الحسن، أحمد بن محمد، بن صالح، بن شيخ ابن عمير الأسدي لنفسه، وكتب بها إلى بعض إخوانه:

كنت يا سيدي على التطفـيل

 

أمس لولا مخافة التثـقـيل

وتذكرت دهشة القارع الـبـا

 

ب إذا ما أتى بغير رسـول

وتخوفت أن أكون على القـو

 

م ثقيلاً فقدت كـل ثـقـيل

لو تراني وقد وقفـت أروي

 

في دخول إليك أو في قفول

لرأيت العذراء حين تـحـايا

 

وهي من شهوة على التعجيل

وحدث عن عمر بن بنان النماطي، عن أبي الحسن الأسدي قال: تركت النبيذ، وأخبرت أبا العباس ثعلباً بتركي إياه، ثم لقيت محمد بن عبد الله، بن طاهر، فسقاني فمررت على ثعلب، وهو جالس على باب منزله عشياً، فلما رآني أتكفأ في مشيتي، علم أني شارب، فقام ليدخل إلى منزله، ثم وقف على بابه، فلما حاذيته وسلمت عليه، أنشأ يقول:

فتكت من بعد ما نسكت وصـا

 

حبت ابن سهلان صاحب القسط

إن كنت أحدثت زلة غـلـطـاً

 

فالله يعفو عن زلة الـغـلـط

قال عمر: فسألت ثعلباً عن ابن سهلان صاحب القسط، فقال: أهل الطائف يسمون الخمار صاحب القسط.

وحدث عن الصولي قال: انشدني أبو الحسن، أحمد بن محمد الأنباري لنفسه، في قصيدته المزدوجة، التي تمم بها قصيدة علي بن الجهم، التي ذكر فيها الخلفاء إلى زمانه:

ثم تولى المستعين بـعـده

 

فحاز بيت ماله وجـنـده

ثم أتى بغداد في مـحـرم

 

إحدى وخمسين برأي مبرم

وذكر قطعة من أخباره، ثم قال:

وثبتت خلافة المعتـز

 

ولم يشب أمروه بعجز

وذكر طرفاً من أموره، ثم قال:

وقلدوا محمد بـن الـواثـق

 

في رجب من غير أمر عائق

وقال أيضاً:

المهتدي بالله دون النـاس

 

جاء به الرحمن بعد الياس

ثم قال بعد أبيات:

وقام بالأمر الإمام المعتـمـد

 

إمام صدق في صلاح مجتهد

وساق قطعة من سيرته.