باب الألف - أحمد بن محمد، بن عبد الله الزردي

أحمد بن محمد، بن عبد الله الزردي

اللغوي، العلامة النيسابوري، أبو عمر الزردي، من قرى إسفرايين، من رساتيق نيسابور، ذكره الحاكم، وقال: مات أبو عمرو الزردي في شعبان، سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، قال: وكان واحداً في هذه الديار في عصره، بلاغة وبراعة، وتقدماً في معرفة أصول الأدب، وكان رجلاً ضعيف البنية مسقاماً، يركب حماراً ضعيفاً، ثم إذ تكلم، تحير العلماء في براعته، سمع الحديث الكثير من أبي عبد الله محمد ابن المسيب الأرغياني، وأبي عوانة يعقوب بن إسحاق، وأقرانهما.

قال الحاكم: سمعت الأستاذ أبا عمرو الزردي في منزلنا يقول: إن الله إذا فوض سياسة خلقه، إلى واحد يخصه لها منهم، وفقه لسداد السيرة، وأعانه بإلهامه، من حيث رحمته تسع كل شيء، ولمثل ذلك، كان يقول ابن المقفع: تفقدوا كلام ملوككم، إذ هم موفقون للحكمة، ميسرون للإجابة، فإن لم تحظ به عقولكم في الحال، فإن تحت كلامهم حيات فواغر، وبدائع جواهر، وكان بعضهم يقول: ليس لكلام سبيل أولى من قبول ذلك، فإن ألسنتهم ميازيب الحكمة والإصابة. قال: وسمعت أبا عمر الزردي يقول: العلم علمان: علم مسموع، وعلم ممنوح.